قوات أمريكية في أفغانستان (أرشيف)
قوات أمريكية في أفغانستان (أرشيف)
الأحد 18 أغسطس 2019 / 12:35

مخاوف في واشنطن من التوصل إلى اتفاق سلام سيء مع طالبان

يثير اتفاق السلام في أفغانستان الذي يبدو أن الولايات المتحدة اقتربت من إبرامه مع حركة طالبان مخاوف من أن تؤدي رغبة الرئيس دونالد ترامب في سحب القوات الأمريكية سريعاً من هذا البلد المضطرب إلى اندلاع حرب أهلية.

وأعرب ترامب، الجمعة، عن ارتياحه إزاء تطور المباحثات بخصوص إنهاء الحرب، بعد 18 عاماً من أحداث 11 سبتمبر(أيلول) 2001، الهجمات التي دفعت واشنطن في شكل رئيسي لغزو أفغانستان.

وخلال الأيام الأخيرة، كشف مسؤولون أمريكيون، أن اتفاقاً قد يكون وشيكاً في المباحثات مع ممثلي طالبان.

ومن المتوقع أن يعود المفاوض الأمريكي زلماي خليل زاد، إلى المنطقة قريباً على أمل إنهاء اتفاق مع حركة طالبان.

14 ألف جندي
وأثار مثل هذا الاتفاق التاريخي المحتمل غضب مجموعة كبيرة من معارضيه في واشنطن، من محافظين جدد إلى مسؤولين في الإدارة الديمقراطية السابقة و الأبطال العسكريين السابقين.

وفي تغريدات ومقابلات ومقالات رأي في صحف عدة، يحذرون من إعادة 14 ألف جندي أمريكي في أفغانستان سريعاً إلى ديارهم.

وهم يدعون ترامب للتعاطي مع هذه الحرب كما تعامل مع ملف كوريا الشمالية وأسلحتها النووية حين أصر على الخروج بلا اتفاق عوضاً عن إبرام اتفاق سيء.

وحذر الجنرال ديفيد بتريوس الذي قاد القوات الأمريكية في العراق في مقال في صحيفة "ذا وول ستريت جورنال"، أنه "تحت أي ظرف لا ينبغي أن تكرر إدارة أمريكية الخطأ الذي ارتكبته الإدارة السابقة لها في العراق والموافقة على سحب كامل للقوات القتالية من أفغانستان".

وكان بتريوس يشير إلى إدارة باراك أوباما، وكيف ساهم انسحاب القوات الأمريكية من العراق في إشعال النزاع الطائفي بين السنة والشيعة الذي أدى لبزوغ تنظيم داعش لاحقاً كقوة على الأرض.

القاعدة وداعش
والنقاط الرئيسية محل التفاوض مع طالبان هي انسحاب القوات الأمريكية في مقابل تعهد من الحركة الجهادية بعدم السماح لتنظيم القاعدة أو داعش بالعمل في الأراضي التي تسيطر عليها طالبان.

ويتضمن الاتفاق المقترح وقف إطلاق نار فوري، وبدء مباحثات سلام بين طالبان والحكومة الافغانية، لكن الحركة الإرهابية ترفض أي حوار داخلي حتى الآن.

وسحب القوات الأمريكية من أفغانستان مطلب شعبي في الولايات المتحدة وعد به ترامب أيضاً، ومن النقاط المطروحة من قبل عدة ديموقراطيين يطمحون للترشح للانتخابات الرئاسية. لكن الخطر هو أن يؤدي الانسحاب إلى إشعال الحرب في أفغانستان.