الإثنين 19 أغسطس 2019 / 11:16

انقسام جهادي حول الدعم التركي في سوريا

قبل يومين، نشر موقع جهادي على تيليغرام، بياناً وجيزاً نسب لكاتبه سيف العدل، إرهابي هارب عمل مع القاعدة منذ التسعينيات خاطب فيه المشهد الجهادي في سوريا، وخاصة فيما يتعلق بسجالات تتعلق بالعلاقات مع تركيا، وجماعات متمردة تدعمها تركيا.

يعترض بعض عناصر القاعدة وجهاديون مرتبطون بهم على استراتيجية HTS في الاعتماد، جزئياً، على تركيا.

ويلفت ثوماس جوسلين، زميل بارز لدى معهد الدفاع عن الديمقراطيات، ومحرر بارز لدى مجلة "لونغ وور جورنال"، لوجود أدلة تشير إلى أنه كانت للعدل يد في الأحداث في سوريا، وعلى الأغلب من بعيد، ولكنه نادراً ما أصدر بيانات عامة. ولهذا السبب، ومن ضمن عدة أسباب، تأتي أهمية البيان المزعوم.

وكتب العدل "المعركة في سوريا واضحة لكل من لديه خبرة". وأعرب عن بعض الريبة بشأن قدرة المجاهدين على وضع خطة لدمج الفصائل.

هدف واضح
وحسب جوسلين، يؤكد العدل على أن "الهدف الواضح" لأعداء الجهاديين يتركز في محو أي تنظيم يعمل لعودة الإسلام إلى أساسياته، وأن تركيا وآخرين لن يقبلوا بأي شيء سوى ذلك. وينصح العدل المجاهدين بأنهم "يجب أن يعيدوا تغيير نظريتهم العسكرية إلى أخرى تتوافق مع الوضع، وسوف تنجح في مقاومة مؤامرات الأعداء، والبرنامج التركي الذي انسجمت معه الفصائل".

ويلفت كاتب المقال إلى أنه ليس واضحاً متى كتب البيان، ولكن العدل يشير إلى خلافات بين الجهاديين فيما يتعلق بتورط تركيا مع عدد من الأحزاب ضمن المعارضة السورية، وعلى رأسها تنظيم هيئة تحرير الشام (HTS)، وجبهة التحرير الوطني، وسواهما.

ويشير الكاتب لاعتراض بعض عناصر القاعدة وجهاديون مرتبطون بهم على استراتيجية HTS في الاعتماد، جزئياً، على تركيا. وتنحصر محافظة إدلب في شمال غرب سوريا بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد، إلى جانب داعميه من الروس والإيرانيين، وتركيا إلى الشمال. وتقصف اليوم قوات الأسد وداعموها الدوليون محافظة إدلب ضمن حملة جوية مكثفة. ويقال إن مجموعات مدعومة من تركيا ترسل تعزيزات إلى إدلب. وقد يكون هذا جزءاً مما دفع قنوات مرتبطة بتنظيم القاعدة لنشر رسالة العدل عبر تطبيق تيليغرام.

علاقات معقدة
ويرى كاتب المقال أن علاقات الجهاديين بتركيا شديدة التعقيد، ولا شك في أن تلك المسألة كانت محور خلاف. وقد اتهم أيمن الظواهري نفسه المجاهدين بالتنافس على "سلطة وهمية" على مناطق تقع تحت سيطرة نقاط تفتيش تركية علمانية.

وحسب الكاتب، لعب العدل لبعض الوقت دوراً في المشهد الجهادي السوري، ولكن كان من الصعب غالباً معرفة مدى نفوذه لأنه لا يتواصل مع العامة.

وأشير ضمن تقرير قدم إلى مجلس الأمن في الأمم المتحدة، في منتصف 2018، لوجود العدل، بجانب رفيقه، عبد الله أحمد عبد الله(واسمه الحركي أبو محمد المصري) في إيران. وكان الرجلان ضمن مجموعة من أعضاء القاعدة أفرجت عنهم الحكومة الإيرانية في إطار تبادل للرهائن أعلن عنه في 2015، ولكن على ما يبدو قررا البقاء داخل إيران لدواع أمنية.

مطلوبان
وفي أغسطس (آب)، 2018، رفعت وزارة الخارجية الأمريكية قيمة مكافأة لم يدل بمعلومات حول تواجدهما، من 5 إلى 10 ملايين دولار، ولكنها لم توضح أن الإثنين كان يعتقد بوجودهما داخل إيران. وكان كلا الرجلين مطلوبين من قبل الحكومة الأمريكية لدورهما المزعوم في تفجيرات القاعدة لسفارة أمريكية في 1998، فضلاً عن عدة عمليات أخرى.

وورد ضمن معلومات لم يكشف عنها تقدمت بها "دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي" ضمن تقرير، في 27 يوليو(تموز)، بأن زعيم القاعدة أيمن الظواهري كان قادراً "جزئياً" على التأثير على الوضع في شمال غرب سوريا، من خلال كبار قيادات تنظيم القاعدة المقيمين في إيران.

وحسب كاتب التقرير، في مرحلة ما بين انفصال جبهة النصرة عن القاعدة في منتصف 2016 وإعادة إطلاقها باسم هيئى تحرير الشام (HTS) في بداية 2017، تمت استشارة سيف العدل وعبد الله (أبو محمد المصري) بشأن القضية. وقد رفضا من مربضهما في إيران، تحركات الجولاني زعيم جبهة النصرة سابقاً. لكن عنصراً آخر في القاعدة، أبو القسام (خالد العروري) سرعان ما رفض تلك المشورة قائلاً إن "العدل وعبد الله ممنوعان من السفر إلى أن يفرج الله عنهما" وكتب: "إنهما يتحركان في إيران، ويعيشان عيشة طبيعية، لكنهما ممنوعان من السفر".
ويلفت الكاتب لدليل وضعه سيف العدل للقاعدة بشأن عمليات خطف. وقد تم تداول ذلك الدليل مرة أخرى من قبل نفس القنوات التي بثت رسالته حول التعامل مع الوضع في سوريا.