الإثنين 19 أغسطس 2019 / 13:21

إيران تستخدم الإعدام والتعذيب لنشر الرعب

نقل عوزاي بولوت، صحفي تركي، وزميل بارز لدى معهد غيتستون، عن أميري مقدَّم، المتحدث باسم هيومان رايتس في إيران (IHR)، منظمة غير حكومية، أن أكثر من اثني عشر سجيناً سياسياً بدأوا مؤخراً إضراباً عن الطعام احتجاجاً على ظروف لا تطاق يعيشون في ظلها، منذ اعتقالهم بسبب أنشطة تتعلق بحقوق مدنية.

عام 2018، أعدم ما لا يقل عن 273 فرداً، سبعة منهم كانوا أحداثاً. واتهم 70٪ من هؤلاء بجرائم قتل. وحكم على 38 شخصاً بالإعدام بتهم غامضة منها

وقال مقدم، عالم أعصاب هرب في بداية الثمانينات، من الجمهورية الإسلامية إلى النرويج: "إلى جانب وضعهم غالباً مع مجرمين خطرين، يعاني عدد كبير من السجناء السياسيين من أوضاع صحية سيئة. ولا تتوفر النظافة في المعتقلات، وهم يعانون من سوء المعاملة على أيدي حراس السجن".

ظروف سيئة

وتابع: "كثيراً ما تستغل السلطات الإيرانية مثل تلك الظروف السيئة لفرض مزيد من الضغوط على سجناء سياسيين. فقد قتل، في يونيو(حزيران) علي رضا شير محمد علي، شاب اعتقل بسبب منشوراته على وسائل التواص الاجتماعي، على يد سجينين آخرين. ووقعت الجريمة بعدما أخبر محمد علي مأموري السجن بأن حياته في خطر، وحتى أنه أضرب عن الطعام احتجاجاً على وضعه داخل المعتقل. ولكن تم تجاهل توسلاته ومن ثم قتل. وكان أحد زملائه، سهيل عربي، قد بدأ إضراباً عن الطعام لنفس السبب. وخلال تلك الفترة، اختطفت السلطات الإيرانية والدة عربي، بسبب وصفها لحالة ابنها المزرية داخل السجن، خلال لقاءات أجرتها مع منظمات حقوق إنسان، ووسائل إعلام فارسية تبث من خارج إيران".

وعلاوة عليه، ووفق أحدث تقرير سنوي صادر عن IHR بشأن عقوبة الإعدام في إيران: "يستخدم التعذيب على نطاق واسع ضد مشتبه فيهم بعد اعتقالهم، وقبل محاكمتهم من أجل انتزاع اعترافات منهم"، رغم أن "المادة 38 من الدستور الإيراني تحظر جميع أشكال التعذيب والاعترافات القسرية".
ويشير التقرير إلى أن الممارسات السابقة "لا تقتصر على تهم سياسية أو أمنية، وحسب".

كما قال أميري مقدم لموقع "غيتستون" بأنه، نتيجة التعذيب أثناء التحقيقات وعدم توفر محاكمة عادلة، مات عدد كبير من الإيرانيين دون وجه حق. وأضاف "خلال الأشهر الست الأخيرة، أعدم ما لا يقل عن 140 إيرانياً، واتهم 80% منهم بجرائم قتل. وكان ما لا يقل عن شخصين من هؤلاء من الأحداث، دون سن الثامنة عشر. وقد أعدم شخص في يونيو(حزيران) بعدما اتهم بالتجسس لصالح الولايات المتحدة".

إعدام أحداث
ويمضي مقدم في الإشارة إلى أنه "في 2018، أعدم ما لا يقل عن 273 فرداً، سبعة منهم كانوا أحداثاً. واتهم 70% من هؤلاء بجرائم قتل. وحكم على 38 شخصاً بالإعدام بتهم غامضة منها" الفساد في الأرض والحرابة" الحرب ضد الله"، وهي تهمة غالباً ما تستخدم ضد سجناء سياسيين. وتزعم السلطات الإيرانية بأنه لا يوجد لديها سجناء سياسيين، وأن من أعدموا كانوا إرهابيين. ولكن السلطات الإيرانية تستخدم عادة عقوبة الإعدام كوسيلة لنشر الرعب في المجتمع المدني، وذلك لمواجهة احتجاجات ضد النظام".

ويلفت كاتب المقال إلى أن "الفساد في الأرض" ليس الجريمة الوحيدة التي يعاقب عليها بالجلد أو الرجم، أو الإعدام، بل تنطبق تلك العقوبة على الزنا والعلاقات المثلية وسب النبي أو سواه من الرسل، أو اتهام الأئمة المعصومين باللواط أو الزنا".

ونتيجة امتناع الاتحاد الأوروبي عن إعادة فرض عقوبات على إيران، رغم إعلان النظام في طهران مؤخراً أنه توقف "للمرة الأولى" عن الالتزام بالصفقة النووية لعام 2015، طالب أميري مقدم المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأوروبي بإيلاء مزيد من الاهتمام لانتهاكات النظام الإيراني لحقوق الإنسان".