الإثنين 19 أغسطس 2019 / 10:58

أمل القبيسي: الإمارات تمثل نموذجاً رائداً وملهماً للعطاء الإنساني

أكدت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي، أن دولة الإمارات منذ تأسيسها علي يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تمثل نموذجاً رائداً وملهماً للعطاء الإنساني الذي لا يعرف الحدود أو الحواجز، وتعمل جاهداً لتجاوز جميع التحديات من أجل تقديم المساعدة للمحتاجين إليها للملايين حول العالم من دون تفرقة بين لون وجنس ودين وعرق والمساهمة في تحقيق التنمية والاستقرار والسلام في العالم كله.

وثمنت الدكتور أمل القبيسي في بيان صحافي حصل 24 على نسخة منه، توجيهات القيادة الحكيمة التي تسير على هذا النهج وعلى رأسها رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات في تعزيز هذه الروح المعطاء لتقدم دولة الإمارات نموذجاً متميزاً لجميع الدول بأن تقدم العالم ونماءه رهن بما تقدمه الدول من مساعدات إنسانية للدول النامية، والدول المعرضة للحروب والكوارث والمحتاجة وبوقوفها وتقديمها للمساعدات العاجلة الإنسانية للمحتاجين إليها بعيداً عن اعتبارات السياسة أو العرق أو الدين أو المنطقة الجغرافية، لتعد دولة الإمارات من أُولى الدول التي تقدم المساعدات إلى المتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية والأحداث التي تعاني منها المنطقة والعالم. وتحتل للسنه الخامسة على التوالي المرتبة الأولى لأكثر دول العالم عطاءً وتقديماً للمساعدات الإنسانية.
 
وأكدت أمل القبيسي في كلمة لها بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني والذي يوافق يوم التاسع عشر من شهر أغسطس (آب) من كل عام، أن الإنجازات العظيمة التي حققتها دولة الإمارات على صعيد مجال المساعدات الإنسانية على المستوي العالمي تبعث في نفوسنا جميعاً المزيد من الفخر والاعتزاز، بقيادة رشيدة تضع الإنسان في صدارة الأولويات، وتؤمن بالأخوة الإنسانية وتحشد من أجلها طاقات وجهود كل أخيار العالم، وتتخذ من القيم والمبادئ منهجاً، ومن مساعدة البشر في مختلف أرجاء العالم والسعي لتحقيق أمنهم واستقرارهم وسعادتهم غاية لرسالة حضارية لإمارات الخير والعطاء والتسامح.

المرأة في العمل الإنساني
وقالت في هذا اليوم الذي يوافق حملة اليوم العالمي للعمل الإنساني لعام 2019 تحت شعار "المرأة في العمل الإنساني": "نثمن الجهود الإنسانية التي قامت بها رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الشيخة فاطمة بنت مبارك، فهي سيدة العطاء والقدوة والنموذج الملهم لدور المرأة في العطاء الإنساني ورمز للعمل الإنساني الذي لا يتوقف، مما جعلها نموذجاً ملهماً في المسيرة النسائية العالمية من مبادرات العمل الخيري والإنساني وتمويل مشروعات لإغاثة ورعاية الأيتام والأطفال وغيرها من المشروعات الإنسانية في الوطن العربي والعالم.

وأكدت الدكتورة أمل القبيسي على الدور الإنساني والريادي للشيخة فاطمة بنت مبارك فهي صاحبة المبادرات الرائدة، والنموذج الملهم في العطاء المستمر وصاحبة الأيادي البيضاء، ومساعدتها الكريمة لكل محتاج، سواء داخل الدولة أو خارجها، فيدها الكريمة امتدت إلى مختلف أنحاء العالم، دون النظر إلى دين أو لون أو جنس وقدمت نموذجاً مبتكراً يحتذى به في مجالات العمل التطوعي والعطاء المجتمعي والتسامح الإنساني.

وأضافت أن "النساء تشكل عدداً كبيراً من أولئك الأخيار الأبطال الذين يعملون في مجال الإغاثة ويخاطرون بحياتهم لإنقاذ الآخرين. وغالباً ما تكون النساء أول من يستجيب للمساعدة، وآخر من يغادر الميدان. واليوم، هناك حاجة إلى النساء في المجال الإنساني أكثر من أي وقت مضى، لتعزيز الاستجابة الإنسانية العالمية لجميع الفئات. ويجب على قادة العالم والجهات الفاعلة أن تضمن لهن ولجميع العاملين في المجال الإنساني الحماية المكفولة بموجب القانون الدولي. وحسب الأمم المتحدة فإنه يراد من هذا اليوم الإشادة بالعاملين في مجال الإغاثة، الذين يجازفون بأنفسهم في مجال الخدمات الإنسانية. كما يراد من هذا اليوم حشد الدعم للمتضررين من الأزمات في جميع أنحاء العالم. وفي هذين المجالين تلعب دولة الإمارات دوراً كبيراً في إغاثة المتضررين من الحروب واللاجئين والتدخل من أجل ضمان حياة أفضل للإنسان أينما كان والعمل على تعزيز الأمن والاستقرار اللذان يعتبران العامة الأساسية للسلام والتنمية"، موضحة أن شعار إحياء اليوم العالمي للعمل الإنساني يتسق مع قيم الخير التي رسخها فينا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهي الرؤية ذاتها التي تحرص عليها وتضيف إليها دائما قيادتنا الرشيدة.

وقالت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي: "لدى دولة الإمارات أكثر من 45 جهة مانحة ومؤسسة إنسانية وجمعية خيرية تمد يد العون لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في جميع أنحاء العالم، وعلى رأسها هيئة الهلال الأحمر، برئاسة ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، الذي نعتز بالدور الريادي لها بدعم وتوجيهات "فارس العطاء" في تقديم المساعدات الإنسانية في شتي بقاع العالم ودور جميع العاملين بها ما يعكس حجم التزام دولة الإمارات بواجباتها الأخلاقية ورسالتها الإنسانية العالمية، وحرصها على ترجمة القيم والمبادئ إلى سلوك وعمل يضرب المثل والقدوة للآخرين في التعايش الإنساني".

أصالة الوطن
وأفادت أن دولة الإمارات لم تتوان يوماً عن دعم وإغاثة كل محتاج، سواء جراء الصراعات أو بسبب الكوارث الطبيعية، وخلال ذلك لم يكن لأي تحد أن يكون عائقاً في طريق ترجمة أصالة الوطن وتوجهاته الإنسانية التي تعتبر من صميم سياسته مع جميع دول العالم، مشيرة إلى أنه لا يكاد يمر يوماً إلا وتسعى الدولة لمضاعفة المساعدات على الصعد كافة، فهي لا تقتصر على الإغاثية والعاجلة منها، بل حتى التنموية التي تدعم المستهدفين على إحداث التغير الإيجابي المنشود، وتدعم الاستقرار وتعزيز الأمن والسلام وباتت المشاريع الإماراتية في مختلف الدول حول العالم، كما أن المساعدات تشمل جميع أشكال الدعم، فكما يوجد دعم عاجل، توجد كذلك فرق طبية تجوب العالم بهدف تقديم الخدمات العلاجية المجانية عبر الفرق التطوعية التي تعبر عن أصالتها وانتمائها الأصيل لوطن الإنسان، كل هذا رسخ مكانة الإمارات كعاصمة للإنسانية دون منازع وجعلها تتصدر الدول المانحة منذ سنوات.

وأكدت القبيسي على أن المكانة العالمية المرموقة التي وصلت لها دولة الإمارات في مجالات العمل الإنساني والتنموي كأكبر مانح للمساعدات التنموية على مستوى العالم قياساً للدخل القومي، يأتي تجسيداً للمبادئ التي تأسست عليها دولة الإمارات، والتي تحرص على نشر قيم التسامح والتعايش عبر بوابة المساعدات الإنسانية والتنموية والمعونات والدعم الذي تقدمه للمحتاجين والدول كافة دون النظر لأي اعتبارات دينية أو عرقية أو طائفية وأيضاً هو ترجمة فعلية للنهج الذي تأسست عليه الدولة والتزام بالتنمية وبتحقيق الأمن والاستقرار وجعل عالمنا مكاناً آمناً بعيداً عن التطرف والإرهاب.

وأضافت أن "دولة الإمارات العربية المتحدة تدرك من خبرتها في مناطق الصراع مثل أفغانستان وليبيا ومالي وحالياً في اليمن أنّ عدم الاستقرار يشكّل أرضاً خصبة للإرهاب، لذا، فليس من المستغرب أن يتم استهداف موظفّي الإغاثة الإماراتيين من قبل الجماعات الإرهابية في اليمن وأفغانستان، غير أنّ التزامنا لا يتزعزع ولا نزال نقدم المساعدة في اليمن وأفغانستان وفي 100 دولة أخرى حول العالم، فخلال الأعوام الخمسة الماضية قدمت دولة الامارات ما يتجاوز ال 32 مليار دولار كمساعدات إنسانية وتنموية"،  مشيرة إلى أنه وخلال الفترة ما بين أبريل (نيسان) 2015 وديسمبر (كانون الأول) 2018، قدّمت دولة الإمارات ما يزيد عن خمسة مليار دولار للشعب اليمني، استفاد منها بشكلٍ مباشر أكثر من 17 مليون يمني، من بينهم 11 مليون طفل و3.2 مليون امرأة.

المجلس الوطني
وأكدت الدكتورة أمل القبيسي على الدور الكبير للمجلس الوطني الاتحادي في دعم القضايا الإنسانية علي المستوي العالمي في جميع المحافل البرلمانية حيث تناولت البنود الطارئة التي تقدمت بها الشعبة البرلمانية خلال مشاركاتها في فعليات الاتحاد البرلماني الدولي: الأزمة الإنسانية الخطيرة والاضطهاد ضد أقلية الروهينيغا في ميانمار، ودور الاتحاد والبرلمانات الوطنية والبرلمانيين والمنظمات الدولية والإقليمية في توفير الحماية الضرورية والدعم العاجل للاجئي الحروب والصراعات الداخلية والظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، والأزمة المالية العالمية وتداعياتها والدور البرلماني الدولي في مواجهة الكوارث الطبيعية خاصة في باكستان، ودور البرلمانيين في مكافحة الإرهاب وبناء شراكة دولية من خلال الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى للقضاء على التطرف ونشر التعاون والتسامح بين حضارات العالم وشعوبه كأساس للسلم والأمن الدوليين، وتشكيل لجنة تقصي حقائق برلمانية دولية جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والحاجة الملحة إلى ابعاد منطقة الخليج والمحيط الهندي من الصراعات الدولية، ودور البرلمانيين والمنظمات البرلمانية الإقليمية مكافحة واحتواء مخاطرة الاقتصادية والاجتماعية.

وجسدت موافقة ممثلي المؤسسات البرلمانية المشاركة إلى جانب الشعبة البرلمانية الإماراتية في اجتماعات الجمعية 133 للاتحاد البرلماني الدولي والدورة 197 للمجلس الحاكم للاتحاد خلال الفترة من 14 إلى 21 أكتوبر (تشرين الأول) 2015، على البند الطارئ الذي تقدمت به الشعبة الإماراتية حول "دور الاتحاد والبرلمانات الوطنية والبرلمانيين والمنظمات الدولية والإقليمية في توفير الحماية الضرورية والدعم العاجل للاجئي الحروب والصراعات الداخلية والظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة وفقا لمبادئ القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية"، مدى التقدير والسمعة الطيبة التي يحظى بها المجلس الوطني الاتحادي وشعبته البرلمانية والخبرة المتراكمة والاعتماد على منهجيات علمية معاصرة في الاستقراء والتحليل السياسي البرلماني، والإصرار على أن يكون لكل فعالية برلمانية أهداف وأغراض واضحة ومحددة يتم تحقيقها.

كما استهل المجلس الوطني الاتحادي نشاطه على صعيد الدبلوماسية البرلمانية في عام التسامح بتنظيم ندوة ومعرضا في مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل بعنوان "من المساعدات الإنسانية للاستقرار: الإمارات والاتحاد الأوروبي معاً"، بالتعاون مع مجموعه الصداقة الإماراتية الأوروبية في البرلمان الأوروبي وبمشاركة هيئة الهلال الأحمر الاماراتي ومفوض المساعدات الإنسانية وإدارة الازمات في المفوضية الأوروبية ومدير مكتب الصليب الأحمر في الاتحاد الأوروبي بهدف اطلاع البرلمانيين الأوروبيين والرأي العام الأوروبي، على الجهود الكبيرة لدولة الإمارات في مجالات العمل الإنساني والتنموي الذي يستهدف تحقيق الأمن والاستقرار في شتى أرجاء العالم، تجسيدا للمبادئ التي تأسست عليها دولة الإمارات، والتي تحرص على نشر قيم التسامح والتعايش عبر بوابة المساعدات الإنسانية والتنموية والمعونات والدعم الذي تقدمه للمحتاجين والدول كافة دون النظر لأي اعتبارات دينية أو عرقية أو طائفية.

وأعربت الدكتورة أمل القبيسي عن فخرها بما قدمته دولة الإمارات وماتزال تقدمة بكل عطاءها اللامحدود من اسهامات ومساعدات إنسانية، مؤكدة أن هذا النهج يعكس قيم الخير المتجذرة في دولتنا بقيادة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

وقالت إن "العمل الإنساني هو جزء لا يتجزأ من قيمنا وثقافتنا وتاريخنا وإرثنا، ودولة الإمارات هي أرض الخير والعطاء واليوم العالمي للعمل الإنساني يتفق مع رؤية قيادتنا الرشيدة التي ارتبط اسمها بالخير والعطاء منذ عهد المغفور له زايد الخير طيب الله ثراه من رفع المعاناة عن المحتاجين والمنكوبين والمتضررين في مختلف دول العالم".

واستطردت القبيسي قائلة إن "الاستجابة للأزمات الإنسانية باتت تمثل أحد أبرز التحديات الاستراتيجية التي تواجه العالم أجمع، ما يفرض ضرورة تعزيز التعاون العالمي في هذا المجال".

واختتمت تصريحها بتوجيه الشكر والتقدير لجميع المؤسسات الخيرية والعاملين في مجال تقديم المساعدات الإنسانية والاغاثية في دولة الامارات، لما قدموه من عظيم التضحيات والجهود الكبيرة في سبيل تقديم الدعم للمتضررين والمنكوبين في ظل الظروف والأوضاع الصعبة التي تعانيها مناطق شتى من العالم.