الإثنين 19 أغسطس 2019 / 14:55

شبح مساعدة إيران يطارد أردوغان

ذكر النائب التركي السابق والباحث البارز في "مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات" أيكان إردمير أنّ بيانات متناقضة صدرت عن مسؤولين أتراك في ما يخص طائرة ليبية مشتبه بتهريبها أموالاً إيرانية سنة 2014. جعلت هذه البيانات النقاش البرلماني يحتد حول ما إذا كان حزب العدالة والتنمية الإسلاموي بقيادة رجب طيب أردوغان قد ساعد إيران على التهرب من العقوبات.

المنصة التركية الرائدة للصحافة المستقلة بي-24 ذكرت الأسبوع الماضي أنّ تحقيق تنال حول "الطائرة المليئة بالدولارات الأمريكية" لم تتم تغطيتها من قبل أي وسيلة إعلامية سائدة

عود هذا الخلاف إلى 12 ديسمبر (كانون الأول) 2014، حين استطاع النائب عن حزب الشعب الجمهوري العلماني التوجه محمود تنال تصدر عناوين الأخبار بعد أن أطلع السلطات التركية على أنّ طائرة البراق الليبية التي أقلعت من مطار الأهواز الدولي في إيران كانت متوجهة لكي تهبط في أنقرة مع أربعة أطنان من الأوراق النقدية الأمريكية. أفاد بيان الطائرة أنّ حمولتها تألفت من الكيوي لكنّ وزير الجمارك والتجارة حينها نور الدين جانيكلي قال إنّ طائرة البراق الوحيدة التي وصلت إلى تركيا قرابة ذلك الوقت كانت تحمل 19 طناً من السجائر.

مطالبة بكشوفات
في 18 ديسمبر 2104 وفي يناير (كانون الثاني) 2015، توجه تنال بأسئلة برلمانية إلى جانيكلي ووزير النقل التركي لطفي إلفان. طلب النائب من جانيكلي أن يؤمّن بيان الطائرة ومسار التحليق كما طلب من إلفان تأمين المعلومات نفسها عن جميع الرحلات الجوية الإيرانية المستأجرة التي توجهت إلى تركيا منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة سنة 2002. على الرغم من أنّ إلفان اختار عدم الإجابة على السؤال، رد جانيكلي خلال الشهر التالي قائلاً إنّ فحوصات الأشعة السينية لم تكشف سوى سجائر.

عودة إلى الواجهة
يضيف إردمير أنّ هذا الجدل عاود الظهور خلال الشهر الماضي عقب جلسة استماع للجنة البرلمانية لحقوق الإنسان، حين دقق تنال في مشكلة تهريب السجائر من إيران إلى تركيا. زعم نائب حاكم المديرية العامة للأمن التركي إرهان غولفيرين عدم وجود مسائل مسجلة خلال السنوات الأخيرة عن تهريب السجائر من خلال الطائرات. اصطدم هذا الكلام ببيان جانيكلي السابق، مما دفع النائب عن حزب الشعب الجمهوري إلى إطلاق تحقيق آخر حول تستر حكومي محتمل عن التدفقات المالية غير المشروعة لإيران.

لا إجابة.. لا تغطية
خلال وقت سابق من هذا الشهر، تقدم تنال بسؤالين برلمانيين إلى وزارة التجارة وكذلك وزارة النقل والبنية التحتية لتحديد حمولة طائرة البراق في ديسمبر 2014، التي ضبطتها السلطات التركية في اسطنبول وفقاً للتقارير. لكنّ تنال لم يحصل على إجابة.

بالنظر إلى السيطرة شبه الكاملة التي تتمتع بها الحكومة على الإعلام التركي، لن يتم السماح على الأرجح للصحافيين الاستقصائيين بالتحقيق أكثر في المسألة عدا عن العثور على منصة إعلامية كي ينشروا ما وجدوه بحسب إردمير. وتابع الباحث نفسه أنّ المنصة التركية الرائدة للصحافة المستقلة بي-24 ذكرت الأسبوع الماضي أنّ تحقيق تنال حول "الطائرة المليئة بالدولارات الأمريكية" لم تتم تغطيتها من قبل أي وسيلة إعلامية سائدة.

كمية الأسئلة التي تتهرب منها الحكومة
منذ الانتخابات العامة في يونيو (حزيران) 2018، فشلت حكومة أردوغان في الرد على أكثر من نصف الأسئلة التي تقدم بها النواب والبالغة 13488 سؤالاً. إنّ التحقيق المتجدد الذي يقوم به تنال سيواجه على الأرجح المصير نفسه. وتحدي التمويل غير الشرعي مستمر في النمو داخل تركيا التي أصبحت بيئة متساهلة للعديد من اللاعبين المارقين الذين يضافون إلى إيران، وفقاً لما ختم به إردمير تقريره.