الإثنين 19 أغسطس 2019 / 14:48

الشيخة فاطمة نموذج عالمي لعطاء المرأة الإنساني

24 - أبوظبي - رند أبوعوض

تحتفي دولة الإمارات اليوم الموافق 19 أغسطس (آب) بـ "اليوم العالمي للعمل الإنساني" والذي خصص هذا العام ليسلط الضوء على دور المرأة في العمل الإنساني وقدرتها وقوتها التي لا مثيل لها من أجل إغاثة المحتاجين أينما كانوا حول العالم ومد يد العون لهم، وذلك تحت شعار "المرأة في العمل الإنساني".

وبهذه المناسبة، تجدر الإشارة إلى الدور الكبير الذي تلعبه وتقوده المرأة الإماراتية في مجال العمل الإنساني، وأبرز مثال حي على هذا الدور يتلخص بما تقوم به رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، من أجل تمكين المرأة الإماراتية والعربية ودعم في كافة المجالات والتخصصات خاصة بالمشاركة السياسية، بالإضافة إلى حرصها على استقرار المرأة الإماراتية ومنحها كافة حقوقها.

تعتبر "أم الإمارات" واحدة من أهم القيادات النسائية العربية، وذلك لما تشتهر به من عطاء وإنسانية ولما حققته من إنجازات على مر الزمن من أجل نصرة المرأة ودعمها وتمكينها في كافة المجتمعات العربية والعالمية وحرصها على الأسرة والطفل وتحقيق بيئة آمنة وصحية من أجل بناء مجتمع واعي ومتقدم، فمن هي أم الإمارات وما هي أهم إنجازاتها المحلية والعالمية منذ تأسيس الاتحاد؟

"أم الإمارات"
الشيخة فاطمة بنت مبارك الملقبة بـ "أم الإمارات" هي حرم مؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ورئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، عاشت "أم الإمارات" حياتها من أجل تمكين المرأة بالمجتمع الإمارات والعربية، وتشجيعها على التعلّم والمشاركة في مختلف الشؤون المحلية والمدنية والوطنية، حيث استطاعت أن تمنح المرأة الإماراتية فرص متكافئة مع الرجال، ومهدت لها الطريق في مختلف المجالات.

واستطاعت الشيخة فاطمة أن تلعب أدواراً بارزة في العديد من اللجان والمؤسسات المعنية بشؤون المرأة والطفل وذلك على مختلف الأصعدة، فقد أسست الشيخة "أم الإمارات"، وترأست العديد من الجمعيات الإنسانية والمجتمعية والبيئية، منها جمعية المرأة الظبيانية، والاتحاد النسائي، ومركز الصناعات اليدوية والبيئية في الاتحاد النسائي، ومكتب الشيخة فاطمة بنت مبارك لشؤون المواطنات والخدمات الاجتماعية، وصندوق المرأة اللاجئة بالتعاون والتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالإضافة إلى المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، و مؤسسة التنمية الأسرية.

كما وترأست الشيخة فاطمة أيضاً دار زايد للرعاية الشاملة، ولجنة العمل النسائي في الخليج والجزيرة العربية، إضافة إلى أنها ترأست منظمة المرأة العربية بين عامي 2007 و2009، كما أن الشيخ فاطمة تعتبر عضواً مؤسساً لمنظمة المرأة العربية منذ تأسيسها عام 2002.

وتقديراً لدور الشيخة فاطمة بنت مبارك المنير والداعم في مجال العمل الخيري والإنساني على المستوى المنطقة والعالم، وجهودها البارزة في تمكين المرأة الإماراتية والعربية وتمكين المرأة من المشاركة السياسية، ودعمها لقضايا الأسرة والطفل، حصلت "أم الإمارات" على أكثر من 31 جائزة وشهادة تقدير محلية وإقليمية ودولية، منها تكريم منظمة الأمم المتحدة، وصندوق الأمم المتحدة للمرأة "اليونفيم" اعترافاً وتقديراً على دورها القيادي في دعم قضايا المرأة والأسرة والطفل، كما ومنحت لقب "سفير فوق العادة من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وذلك لما بذلت من جهود في نصر قضايا المرأة ومكافحة الأمية حول العالم.

مبادرات ومشاريع عالمية

ومن خلال رئاستها الفخرية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتية، أطلقت الشيخة فاطمة بنت مبارك على مر السنين العديد من المبادرات العالمية بغض النظر عن بلد أو عرق أو دين الدول التي وصلت لها هذه المبادرات، ساعية من خلال هذه المبادرات الإنسانية تخفيف معاناة الملايين من الأطفال في شتى بقاع العالم، بالإضافة إلى بناء برامج إنسانية لإيجاد حلول مناسبة للحالات الصحية والاجتماعية.

كما وجهت بإطلاق حملة العطاء لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين من القحط والجفاف في دول القرن الأفريقي التي تركز على تكثيف البرامج العلاجية المجانية لإغاثة الأطفال والمسنين من المنكوبين في مخيمات اللاجئين الصوماليين في كل من الصومال وكينيا وإثيوبيا وجيبوتي والسودان، من خلال إرسال قوافل طبيّة وتحريك عيادات ميدانية بمشاركة كوادر متطوّعة من أبناء الإمارات للحدّ من انتشار الأمراض والأوبئة وعلاج حالات سوء التغذية والحمى والإسهال والأمراض التنفسيّة والمعدية التي فاقمت معاناة النازحين الصحية، وتسبّبت في ارتفاع نسبة الوفيات، خاصة بين الأطفال وكبار السن.

وعملت "أم الإمارات" على توفير مصادر المياه في خمس ولايات موريتانية، حيث تم تنفيذ مشروع الشيخة فاطمة بحفر 85 بئراً ارتوازية وسطحية تعمل بالطاقة الشمسية مع توفير خزانات مياه في مناطق عدة بموريتانيا، سيستفيد منها 500 ألف شخص بولايات، إلى جانب الشروع في إنشاء مركز الشيخة فاطمة للأمومة والطفولة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، بالإضافة إلى بناء ملاحق إضافية في عدد من منازل الأسر الفقيرة في بعض القرى الفقيرة، وبناء مدارس للمرحلة الابتدائية للبنين والبنات وتزويدها بالمستلزمات الدراسية، إنشاء "مستشفى الشيخة فاطمة للأمومة والطفولة"، بتكلفة تقدر بحوالي مليوني درهم، كما تبرعت الشيخة فاطمة بعشرة ملايين درهم لتنفيذ مشاريع تنموية في بعض الدول التي تواجه تحديات إنسانية وتنموية، خاصة في المجالات الصحية والتعليمية والمياه، ومن المبادرات الإنسانية التي تم إطلاقها برعاية "أم الإمارات" مبادرة "الرداء الأحمر" من أجل توفير برامج تشخيصية وعلاجية وتوعوية مجانية للنساء الأكثر عرضة لأمراض القلب والنساء المصابات بهذه الأمراض داخل الدولة وخارجها، على حدّ سواء.

كما نفذت "أم الإمارات" عدداً من المشاريع الخيرية في فلسطين مثل "مركز تأهيل المعاقين" في غزة، و"مركز الشيخة فاطمة للتأهيل المهني" في الخليل، وإنشاء مستشفى ومدرسة في رام الله، بالإضافة إلى دعمها لعدد من المؤسسات الخيرية في عدد من المناطق الفلسطينية، لاسيما الجهات التي ترعى الأيتام، وتكفلت برعاية أسر فلسطينية معيشياً، وذلك عبر تقديم طرود غذائية من خلال مشروع "السلة الغذائية"، التي بلغت تكلفتها 16 مليوناً و680 ألف درهم.

بالإضافة إلى مساعداتها العديد في أفغانستان التي كان لها أثر بالغ في تخفيف وطأة المعاناة الإنسانية على كثير من الأسر الأفغانية، وذلك من خلال دعما للاجئين والنازحين، وسعيها لتوفير المواد الإغاثية والطبية لهم.

وأطلقت الشيخة فاطمة بنت مباركة بالإضافة إلى مبادراتها السابقة، مشاريع ومبادرات إنسانية أخرى في العديد من الدول العربية كالعراق والمغرب واليمن والأردن وكوسوفو ولبنان وذلك انطلاقاً من رؤيتها إنسانية وأياديها البيضاء التي تجاوزت الحدود، وإيماناً منها بأهمية التضامن في مساعدة الآخرين، وتخفيف من معاناتهم دون عنصرية أو تحيز.