إنفوغراف 24
إنفوغراف 24
الإثنين 19 أغسطس 2019 / 20:31

إنفوغراف 24: أردوغان يُدخل السياحة التركية في نفق مظلم

لم تعد تركيا وجهة آمنة للسياح من مختلف أنحاء العالم، خاصةً القادمين الوافدين منهم من الدول المعارضة لسياسات أنقرة، وتراجع الإقبال العربي والعالمي على تركيا، لأسباب أبرزها تصاعد معدلات الجريمة في السنوات الأخيرة، ومواقف تركيا المخزية وسياساتها العدوانية تجاه دول المنطقة والعالم.

وتؤكد أرقام رسمية صادرة عن حكومة أنقرة، تراجعاً كبيراً في إقبال السياح على زيارة تركيا، بلغ 8.12% في مارس(آذار) الماضي من العام الحالي، مقارنةً مع مارس(آذار) 2018.


32 مليار دولار سنوياً

ووفق وسائل الإعلام التركية، دخلت السياحة التركية، التي توفر 32 مليار دولا سنوياً، بحسب آخر إحصائية رسمية، في أزمة كبرى، تُذكر بما توقعه صندوق النقد في تقرير سابق حول إضرار "المخاوف الأمنية بإيرادات تركيا من السياحة، المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية" في البلاد.

وتتزامن هذه البيانات مع التراجع الملموس في الإقبال الخليجي على السياحة في تركيا، بسبب الأخبار عن الاعتداءات التي طالت خليجيين فيها.

وطالبت السفارة السعودية في إسطنبول، أمس الأحد، مواطنيها في تركيا بالحيطة والحذر، بعد تعرض اثنين منهم لاعتداء مسلح أسفر عن إصابة أحدهما.



على امتداد سنوات طويلة، كانت تركيا قبلة للسياحة العربية والشرق أوسطية عامة، والخليجية بشكل خاص، غير أن عدداً من المغردين أطلقوا هاشتاقاً في أبريل (نيسان) الماضي، بعنوان "تركيا غير آمنة للسفر"، لفت الانتباه إلى خطورة تركيا على السياح العرب عامةً، والخليجيين خاصةً.

وفي هذا السياق، قالت السفارة السعودية، في بيان أصدرته أمس الأحد، إن سعوديين "تعرضا لاعتداء مسلح أثناء وجودهما في أحد مقاهي منطقة شيشلي في إسطنبول، نتج عنه إصابة أحدهما بطلق ناري، فضلاً عن سرقة أمتعتهما الشخصية".

وأضاف البيان، أن السفارة تطالب مواطنيها بالحيطة والحذر، وتجنب منطقتي تقسيم وشيشلي اللتين تستقطبان عدداً كبيراً من السعوديين الذين يزورون المدينة.


تراجع السياح السعوديين
 ومع استمرار الاعتداءات على السياح العرب والسعوديين تحديداً، كما كشفه بيان السفارة الأخير، وبعد رواج الهاشتاق المحذر من السياحة في تركيا، سجلت السياحة العربية في تركيا، تراجعاً حاداً، أكدته أرقام وزارة السياحة التركية نفسها التي أكدت تراجع أعداد السعوديين في تركيا بـ 30% في الأشهر الخمسة الأولى من 2019، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وتشير دراسة سعودية، تعود إلى 2018، إلى أن السعوديين ينفقون نحو 500 دولار يومياً خلال إجازاتهم الخارجية، وهو معدل مرتفع نسبياً قياساً بما تنفقه الجنسيات الأخرى.


سياسات أردوغان وتراجع الليرة
وإلى جانب انتشار الجريمة وانعدام الأمن، دفعت سياسات أردوغان إلى زج بتركيا في مشاكل مع حلفاء غربيين كبار على رأسهم الولايات المتحدة، وقراراته المالية التي هزت الثقة في العملة التركية، كما كشفه تراجع الليرة التركية، أحد أبرز عناوين الأزمة الاقتصادية والمالية في تركيا، والتي يبدو أنها في طريقها لتتحول إلى أزمة سياحية أيضاً.

ويُذكر أن الأمر لا يتوقف على العرب أو الخليجيين وحدهم، إذ سبق للخارجية الأمريكية أن حذرت رعاياها من السفر إلى تركيا رسمياً، ورفعت درجة التحذير من خطر السفر إلى تركيا إلى المستوى الثالث، بعد اعتقال السلطات التركية اعتقالات عشوائية بدوافع سياسية لعشرات الآلاف من الأتراك بينهم أمريكيون، بحجة الانتماء إلىمنظمات إرهابية.

وسارت ألمانيا على النهج نفسه، بتحذير مواطنيها من السفر إلى تركيا، بسبب الاعتقالات الجائرة، موضحةً أن العديد من السياح الألمان كانوا ضحايا جرائم عنف والنصب والاحتيال في تركيا.


حقائق وأرقام 
عرفت تركيا في الفترة الماضية ارتفاعاً كبيراً في عدد الجرائم المروعة التي شهدتها مختلف المناطق التركية، وارتفع معدل الجرائم في المدن التركية الكبرى مثل إسطنبول، وأنقرة، وأزمير بشكل غير مسبوق، وبلغ أكثر من ثلاثة آلاف جريمة.

ووفق صحيفة "عكاظ" السعودية، التي نقلت عن وكالة رصد الإعلامية، سُجلت في تركيا 3494 جريمة بأسلحة نارية في 2017، ونتج عنها إصابة 3529 شخصاً، ومقتل 2187 شخصاً.

وفي 2017 وحده، شهدت تركيا عدداً متزايداً من الجرائم المروعة، مثل مذبحة رأس السنة في إسطنبول، التي خلفت 39 ضحية، وارتفعت الجرائم باستعمال الأسلحة النارية بـ 28% في 2017 مقارنة بـ 2016، وظلت جرائم السلاح تحقق ارتفاعاً ملحوظاً بين 2013 و 2017 بنحو 61%.  

تؤكد هذه الأرقام أن تركيا غير آمنة، في ظل العدد الكبير لجرائم الاغتيال، والسلب، والقتل، التي وضعتها ضمن الدول العشر التي تعرف أعلى معدلات جرائم القتل في العالم وفق إحصائية رسمية للأمم المتحدة في 2016، خاصة بعد تسجيل أن وقع بها 3494 جريمة باستخدام أسلحة نارية في 2018، خلفت 2187 قتيلاً، و3529 جريحاً.


جرائم سياسية 
ولا تتوقف الجرائم في تركيا، على الجنايات، إذ تميزت في الأعوام الماضية، بانتشار الجرائم السياسية فيها، كان أبرزها مقتل السفير الروسي أندريه كارلوف، أثناء حضوره معرضاً فنياً في أنقرة، على يد  ضابط أمن، وفق تقرير صحيفة "عكاظ".

وشهدت تركيا تصفية العديد من الناشطين السياسيين على يد منظمات إرهابية، مثل داعش الناشط في تركيا، على غرار ناشطين في موقع "الرقة تذبح بصمت" السوري.

وقتل في تركيا أيضاً رجل الأعمال الإيراني البريطاني سعيد كريميان، وشريكه التجاري الكويتي، غدراً في أحد الأحياء الراقية بإسطنبول، والذي يشتبه بضلوع الاستخبارات الإيرانية في مقتله.


وأكد المحلل السعودي، خالد الزعتر، أن تركيا دولة غير آمنة للسياحة وللاستثمار، وتشهد تصاعد معدلات الجريمة بنسق متسارع.

وأضاف المحلل السياسي السعودي، في تصريحات نقلتها صحيفة "اليوم السابع"، أن هذا النسق سيرتفع أكثر في ظل الأزمات الاقتصادية المتصاعدة التي تعيشها أنقرة.

وأشار الزعتر أيضاً، إلى أنه في ظل التوجه الأمريكي الضاغط على أنقرة والتهديد بفرض العقوبات الاقتصادية، فإن هذا الانهيار المتواصل في الاقتصاد التركي "الذي أصبح هشاً"، سيكون له تأثير على تصاعد معدلات الجريمة في الداخل التركي.