الثلاثاء 20 أغسطس 2019 / 12:33

الأمم المتحدة ساعدت بقصف في إدلب..كيف؟

منذ أشهر، تشارك الأمم المتحدة إحداثيات GPS لمرافق الرعاية الصحية في الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون مع الحكومة الروسية كجزء من برنامج فك الارتباط للحرب السورية. وكان هدف هذا الإجراء ضمان ألا تقصفهم روسيا وحلفاؤها عن طريق الخطأ.

على المنظمة أن تفكر في التحقق مما إذا كان برنامج فك الارتباط، كما هو مصمم حاليًا، يخدم أي غرض مفيد على الإطلاق

ولكن الصحافية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط أنشال فوهرا لفتت إلى أن النظام لا يعمل. وفي الواقع ، يبدو أنه يحقق عكس هدفه الظاهري. فخلال الهجوم الأخير الذي شنته الحكومة السورية على إدلب، تعرض ما يصل إلى 46 منشأة مدنية للهجوم. وذكرت الجمعية الطبية السورية الأمريكية، الشريك المحلي للأمم المتحدة في إدلب، أن 14 منشأة طبية على الأقل تعرضت للهجوم في إدلب كانت على قائمة الأمم المتحدة. بمعنى آخر، كانت الحكومتان الروسية والسورية تعرفان بالضبط أين كانت المنشآت عندما قصفتهما.

 تحقيق
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أتاح في 30 يوليو (تموز) بإجراء تحقيق لمعرفة من قام بتفجير المنشآت، خاصة تلك التي يُفترض أنها تخضع لحماية المنظمة الدولية. ولكن فوهرا ترى أن على المنظمة أن تفكر في التحقق مما إذا كان برنامج فك الارتباط، كما هو مصمم حاليًا، يخدم أي غرض مفيد على الإطلاق. في غضون ذلك، سوف تستمر روسيا وحلفاؤها في تلقي معلومات من الأمم المتحدة حول مكان المعارضة.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المنشآت المحددة. ففي مارس (آذار) وأبريل (نيسان) 2018، تعرضت أربعة من هذه المستشفيات للهجوم. قالت سوزانا سيركين، مديرة السياسة في "أطباء من أجل حقوق الإنسان"، وهي منظمة حقوقية مقرها الولايات المتحدة تتبعت الهجمات على البنية التحتية الطبية منذ بداية الحرب قبل ثماني سنوات، أن نظام الأمم المتحدة لا يعمل. وقالت: "مع هذه الآلية الفاشلة تماماً، على المرء أن يشكك في حكمة أي شخص يشاركه في الإحداثيات".

دليل 
ورأت فوهرا أن بعض المنظمات التي وافقت على تبادل البيانات الحساسة مع نظام بشار الأسد وحلفائه، بمن فيهم روسيا، مدركة للمخاطر - وتأمل في استخدام أية تجاوزات في نهاية المطاف كدليل على قضيتهم.

قرار صعب
قال دبيس، وهو مسؤول في اتحاد منظمات الرعاية الطبية والإغاثة، تحالف للمنظمات غير الحكومية من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا ودول أخرى تساعد في إدارة مرافق الرعاية الصحية للمتمردين، إن قرار مشاركة بياناتهم كان يؤخذ بعد دراسة صعبة للغاية.

وأوضح دبيس أن فكرة مشاركة الإحداثيات رفضت عام 2015 تمامًا في البداية، ولكن بعد أن بدأ الروس والنظام في استهداف المنشآت الطبية في شرق حلب بشكل منهجي، أدرك الجميع أنهم كانوا على دراية بالمواقع بفضل جواسيسهم "لذلك اعتقدنا أنه بإمكاننا مشاركة الإحداثيات واستخدام هذه القضية كدليل قانوني وأخلاقي أمام المحاكم والمنظمات الدولية، مما يثبت أن النظام والروس أصابوا المنشآت الطبية عن عمد".

ولدت من اليأس
وتجدد القصف على إدلب في 29 أبريل (نيسان) حيث يحاول النظام وحلفاؤه الروس استعادة آخر معقل للمتمردين. ولم يكن أمام المدنيين والناشطين أي خيار سوى أن يأملوا في أن يسعى المجتمع الدولي إلى إنقاذهم. ولكن ذلك لم يحصل. كان قرار مشاركة موقع منشآتهم الصحية مع روسيا من خلال الأمم المتحدة جزءًا من استراتيجية ولدت من اليأس، بتحمل خطر التعرض للقصف، ولكن على الأقل فضح الجناة.