الثلاثاء 20 أغسطس 2019 / 13:36

هل يكون ليبرمان "صانع الملوك" الجديد في إسرائيل؟

المناورات السياسية شائعة في إسرائيل، ولكن أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع السابق، حقق على ما يبدو نجاحاً استثنائياً في مناوراته.

كشفت دراسة نشرتها قناة 13 الإسرائيلية، عن احتمال حصول حزب ليبرمان على 11 مقعداً من أصل 120 في الكنيست الإسرائيلي، بزيادة 5 مقاعد حصل عليها في أبريل

ويشير جوشوا ميتنيك، مراسل مجلة "كريستيان ساينس مونيتور" من الأراضي الفلسطينية منذ عام 2004، إلى ليبرمان، 61 عاماً، بصفته كان، طيلة عقود، لاعباً أساسياً في الجناح اليميني الإسرائيلي، وحليفاً لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وقد بنى هذا المهاجر من الاتحاد السوفييتي القديم لنفسه صورة متشدد يميني وقومي متطرف.

ولفت ميتنيك، في موقع "فورين بوليسي"، لتمكن ليبرمان، في هذه الدورة الانتخابية، وهي الثانية في إسرائيل في ستة أشهر، من إعادة تسمية نفسه كبطل للعلمانية الإسرائيلية، وكحصن منيع ضد الأصوليين، أو الحريديم، الذين سيطر ممثلوهم السياسيون على قضايا تتعلق بالدين والدولة.

انتقادات لاذعة
وحسب كاتب المقال، ساعد ذلك الموقف حزب ليبرمان "إسرائيل بيتنا" على استمالة ناخبين من خارج دائرته التقليدية من إسرائيليين ناطقين بالروسية، بمن فيهم ناخبون من الوسط وحتى من الميالين إلى اليسار.

ويقول الكاتب إنه لو صدقت استطلاعات الرأي، لربما أصبح ليبرمان ذا نفوذ واسع عند فرز الأصوات في الشهر المقبل، ما يسمح له بتقرير ما إذا كان نتانياهو سيحصل على فترة حكم أخرى كرئيس للوزراء.

وقال ليبرمان إنه يعارض تشكيل تحالف يميني وديني ضيق، من نوعية ما يفضله نتانياهو( وكما فضل ليبرمان نفسه من قبل). وتبادل الرجلان انتقادات لاذعة في الفترة التي تسبق التصويت في 17 سبتمبر( أيلول)، فيما يعد أشرس تنافس انتخابي تشهده إسرائيل.

لكن يعتقد بعض المحللين أن ليبرمان ذاته يرغب فعلياً في أن يكون رئيساً للوزراء – وقد اكتشف رسالة سياسية قد تقربه من ذلك الهدف.

وقال ليبرمان أمام حشد من العلمانيين الإسرائيليين، التقوا في حدث انتخابي في أحد ضواحي تل أبيب: "نرفض الإكراه الديني. ونؤمن بحق الحياة وترك الآخرين يعيشون حياتهم".

بداية التحول
ويشير الكاتب إلى أن تحول ليبرمان بدأ بعد التصويت الأخير، في أبريل( نيسان)، عندما رفض الدخول في تحالف مع نتانياهو، رغم الحصول على أغلبية مريحة من أحزاب يمينية ودينية. وقد أبدى تذمره من مراعاة نتانياهو الشديدة للأحزاب السياسية الدينية بشأن إعفاءات من الخدمة العسكرية لطلاب معهد ديني أصولي – قضية شائكة في بلد يفرض التجنيد الإلزامي على كل من بلغ الثامنة عشر. وهكذا عندما فقد نتانياهو غالبية برلمانية وخاف من أن ينجح برلماني آخر في تشكيل ائتلاف حكومي، رتب لحل البرلمان الجديد في مايو( أيار)، ودعا لانتخابات جديدة.

ومنذ ذلك الحين، يعلن ليبرمان معارضته الشديدة لتحالف نتانياهو مع الأحزاب الدينية التي اشتهر نتانياهو بالإشارة إليها على أنها شركاؤه" الطبيعيون". وتحذر إعلانات حملته الانتخابية من أن إسرائيل تحولت إلى دولة يهودية، ويتهم نتانياهو بتقديم إكراميات لساسة متدينين بدلاً من إنفاق المال على الرعاية الاجتماعية والنقل والبنية التحتية والرعاية الصحية.

وحسب كاتب المقال، في إسرائيل تملي مجالس حاخامية متشددة سياساتها على الحياة الشخصية لقطاعات واسعة، من ضمنها قضايا الزواج والطلاق والتحول إلى اليهودية، والقوانين الغذائية، والخدمات العامة في يوم السبت اليهودي. ويولد هذا الوضع شعوراً بالمرارة عند علمانيين إسرائيليين، من بينهم مئات الآلاف من الناطقين بالروسية الذين لا تعترف بهم المؤسسة الحاخامية كيهود.

دعوة
ويلفت كاتب المقال إلى أنه رغم امتناع ليبرمان عن مهاجمة نتانياهو بشأن تهم فساد تلوح ضده -واجه الوزير السابق قضية اختلاس خاصة به قبل بضعة سنوات – لكنه استغل ضعفه السياسي، قائلاً بأنه سوف يدعم أي برلماني سيكون قادراً على تشكيل ائتلاف علماني عريض للحكومة المقبلة. وقد اعتبرت تلك الإشارة بمثابة تودد لتكتل أزرق وأبيض، حزب المعارضة الرئيسي، فضلاً عن سياسيين متمردين من داخل حزب نتانياهو الليكود الذين ينتظرون خلافته.

وبرأي الكاتب، كانت تلك الرسالة مفيدة. فقد كشفت دراسة نشرتها قناة 13 الإسرائيلية، عن احتمال حصول حزب ليبرمان على 11 مقعداً من أصل 120 في الكنيست الإسرائيلي، بزيادة 5 مقاعد حصل عليها في أبريل (نيسان).
ويتوقع أن تحصل كتلة نتانياهو من أحزاب يمينية ودينية متشددة على 56 مقعداً، أقل من الحد الأدنى لأغلبية برلمانية. وقد تحصل أحزاب يسار الوسط( من ضمنها أحزاب يهيمن عليها عرب) على 53 مقعداً.

وكما قال داني آيلون، عضو سابق في الكنيست عن حزب ليبرمان: "يستند ليبرمان إلى أمرين: مشاعر معادية لنتانياهو وللأحزاب الدينية. كما أن لديه قدرة خارقة على قياس الرأس العام في أي وقت. وبهذه الطريقة يستطيع إعادة تقديم نفسه في كل انتخابات".