لاجئون روهينجا في  مخيم كوتوبالونغ  في بنغلاديش (الصليب الأحمر الدولي)
لاجئون روهينجا في مخيم كوتوبالونغ في بنغلاديش (الصليب الأحمر الدولي)
الأربعاء 21 أغسطس 2019 / 20:56

تعاظم التململ في بنغلادش من لاجئي الروهينجا

حين بدأ مئات الآلاف من مسلمي الروهينجا يفرون في صيف 2017 من فظائع بورما إلى بنغلاديش، كانوا محل ترحاب من السكان المحليين. لكن بعد عامين، تبدو مشاعر الاستياء منهم آخذة في الارتفاع.

يروي رسول حقي: "بصفتهم مسلمين، ساعدناهم في البداية". وسمح هذا العامل الذي يسكن قرب مدينة اوخيا الحدودية في منطقة كوكس بازار جنوب شرق بنغلاديش، لنحو ستين عائلة لاجئة في الاستقرار على قطعة أرض يمتكها، وكان يعتقد أن بقاءهم لن يزيد عن شهرين أو ثلاثة على أقصى تقدير.



لكن يظهر القلق في حديثه حالياً، فيقول: "لدينا شعور أن الروهينجا الذين لا يزالون في بورما، سيأتون إلى بنغلاديش قريباً".

وكانت اوخيا تضم 300 ألف نسمة، غير أن العدد تضاعف بأكثر من ثلاث مرات بعد تدفق اللاجئين.


ويقطن معظمهم في مخيم كوتوبالونغ المزدحم، فيما سعى آخرون توفرت لديهم بعض الموارد إلى إيجاد مكان لهم في المجتمع البنغالي.

غير أن بعض السكان المحليين باتوا يتهمونهم بأنهم سبب كل المشاكل، من التلوث وارتفاع الجريمة إلى خسارة الوظائف.


ويقول محمد سوجول: "يسرقون الأعمال الصغيرة منا برشوة عناصر حفظ النظام".

وخسر محمد سائق عربة سابقوظيفته، لأن مالكي العربات باتوا، وفق قوله، يفضلون تشغيل لاجئين بمقابل مادي ضئيل، رغم أنهم يفتقرون إلى تراخيص العمل.

وبعد سلسلة من التظاهرات، اضطر بعض لاجئي الروهينجا الذين كانوا يقطنون خارج المخيمات للعودة إليها، وطُرد أطفالهم من المدارس المحلية.


ووصف محققو الأمم المتحدة، ما تعرض له الروهينجا، الذين فروا من الفظائع التي ارتكبها الجيش البورمي والعصابات البوذية، بالـ"إبادة". وعادت مجموعة قليلة فقط منهم عادت من حيث جاءت، أما الباقون فيخشون على سلامتهم في بلد يحرمهم حق المواطنة، ويعاملهم مثل المهاجرين غير القانونيين.

ويقول مدير الشرطة بالنيابة في منطقة كوكس بازار إقبال حسين، لأنهم "لا يعملون في المخيمات يجعلهم ذلك غير مستقرين".

ويشير إلى أنهم "يحصلون على كل أنواع المساعدات، ولكن لديهم الكثير من أوقات الفراغ"، مضيفاً أن "كثراً منهم وقع بين أيادي تجار المخدرات".


وتدخل إلى بنغلاديش عشرات الملايين من حبوب مخدر الميثامفيتامين عبر المخيمات، من بورما التي تعد واحدة من أكثر دول العالم إنتاجاً لهذا المخدر.

ويستخدم التجار الروهينجا لنقل المخدرات إلى المدن المجاورة.

وقتل ما لا يقل عن 13 من الروهينجا المتهمين بترويج هذه الحبوب في اشتباكات مع الشرطة.

وعزز وجود عصابات المخدرات في المخيمات انعدام الأمن، وأعمال العنف، ما شجع بنغلاديش على زيادة الحضور الأمني.

وتقول الشرطة، إن "معدلات الجريمة هنا أعلى من المعدل الوطني، إذ تسجل نحو 3 آلاف جريمة قتل سنوياً في بلد يعد 168 مليون مواطن".

الجريمة في المخيمات 
ومنذ أغسطس(آب) 2017، سجلت 318 شكوى جنائية ضد أفراد من الروهينجا، بينها 31 شكوى من جرائم قتل، حسب إقبال حسين.

ويُبدي خبراء اعتقادهم أن "معدلات الجريمة في المخيمات أعلى من الرقم الذي تشير إليه الشرطة".

تقول ربة المنزل رابية بغوم، التي تسكن في قرية مدورتشارا قرب كوتوبالونغ: "لا نشعر بالأمان ليلاً، ولكني لا أستطيع ترك منزلي، وما عدا ذلك فإن بقية الأرض التي أمتلكها سيحتلها لاجئون".


ومن جانبه، ينفي مهيب علا، أحد النافذين في مجتمع الروهينجا، وجود علاقات سيئة مع السكان المحليين. ويقول: "نحن نتساعد لأننا جيران.. سنفعل الأمر نفسه معهم".

وسُمح لنحو 3500 من الروهينجا بالعودة من بنغلاديش إلى بورما بدءاً من الخميس، لو رغبوا.

وفي نوفمبر(تشرين الثاني) 2018، أخفقت محاولة مماثلة لإعادة نحو 2200 لاجئ، إذ رفض هؤلاء ترك المخيمات والعودة في ظل افتقادهم لضمانات الأمن في بورما.