لاجؤون سوريون على أحد المعابر الحدودية في تركيا (أرشيف)
لاجؤون سوريون على أحد المعابر الحدودية في تركيا (أرشيف)
الجمعة 23 أغسطس 2019 / 14:13

بعدما شجعتهم على ترك وطنهم.. تركيا تطرد اللاجئين السوريين

أشارت زينة مطر مراسلة موقع "واتوداي" الأوسترالي من بيروت، لما تقوم به السلطات التركية من عمليات إبعاد وملاحقة للاجئين سوريين يقيمون على أراضيها بعدما رحبت بهم، وشجعت ملايين منهم على الدخول إلى أراضيها عند بداية الأزمة السورية، قبل سبع سنوات.

شهد معبر باب الهواء -أحد المعابر التي تسيطر عليها سلطات سورية معارضة – ترحيل6160 سورياً، بزيادة بنسبة 40٪

ويروي مصطفى، سوري 21 عاماً، أنه كان يعمل في مصنع للأحذية في إسطنبول عندما اقتحم المكان ثلاثة رجال شرطة، وسألوا جميع العاملين إن كان لديهم وثائق إقامة وعمل. ولم يكن مصطفى وثلاثة لاجئين سوريين آخرين يحملون تلك الوثائق.

وكما تقول الكاتبة، في خلال يوم واحد، نقل مصطفى برفقة لاجئين آخرين في باص مليء بالركاب نحو الحدود الجنوبية لتركيا، وأجبروا على العودة إلى وطنهم الذي مزقته حرب أهلية.

وقال مصطفى عبر مكالمة هاتفية من بلدته الأصلية سلقين في محافظة إدلب التي تسيطر عليها قوات سورية معارضة: "قالوا لنا أشياء مثل" لا تعودوا إلى تركيا" و" اذهبوا وحرروا بلدكم". ورفض التصريح عن اسمه الكامل خشية على سلامته.

ترحيل قسري
ونقلاً عن لاجئين، كان مصطفى من بين مئات من اللاجئين السوريين الذين اعتقلوا ويقال أنهم رحلوا قسرياً إلى سوريا، في الشهر الماضي. وتعكس عمليات الطرد انتشار مشاعر معادية للاجئين في بلد فتح ذات يوم حدوده أمام ملايين من السوريين الهاربين من الحرب الأهلية في بلدهم.

وتلفت الكاتبة لتنفيذ تركيا، منذ أسابيع، حملة لإعادة فرض قوانين تفرض على لاجئين سوريين التواجد في مدن تم تسجيلهم فيها رسمياً. وحسب روايات مصطفى ولاجئين سوريين آخرين، إلى جانب الحملة، تم طرد بعض اللاجئين غير المسجلين. وقال ستة سوريين التقت بهم كاتبة المقال إنهم كانوا ضمن مجموعات كبيرة رحلوا قسرياً إلى سوريا في الشهر الماضي.

نفي قاطع
ومن جهتها، تنفي الحكومة التركية بشكل قاطع مزاعم عن ترحيلات قسرية لسوريين مسجلين وغير مسجلين، مؤكدة أنه سمح فقط برحلات عودة طوعية. ولا بد لتركيا بموجب القانون الدولي من حماية أشخاص إن كانوا سيتعرضون للاضطهاد.

وقال رمضان سيكليميس، مسؤول في الإدارة العامة لإدارة الهجرة في تركيا: "أنفي رسمياً مثل تلك المزاعم، يستحيل حدوث مثل تلك الأشياء". وأضاف إن 337.000 عادوا طواعية خلال الحرب إلى مناطق في شمال سوريا خاضعة للسيطرة التركية.

ويوم الثلاثاء الأخير، مددت تركيا رسمياً حتى 30 أكتوبر(تشرين الأول) المقبل، كآخر موعد لمغادرة مهاجرين سوريين غير مسجلين في إسطنبول، تحت طائلة مواجهة ترحيل قسري، حسب ما صرح به سليمان صويلو، وزير الداخلية التركي.

وفي الشهر الماضي، قال رئيس بلدية إسطنبول إنه على سوريين سجلوا أسماءهم في مناطق أخرى أن يعودوا إليها بحلول 20 أغسطس(آب). وبلغ عدد السوريين المتواجدين في إسطنبول، مدينة يسكنها قرابة 15 مليون شخص، حوالي 548.000 شخص.

اتهامات
ولكن، حسب كاتبة المقال، اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش، في الشهر الماضي، السلطات التركية باعتقال سوريين وإجبارهم على التوقيع على "استمارات عودة طوعية" قبل إعادتهم إلى مناطق خطرة. وطالبت المنظمة السلطات بحماية حقوق أساسية لجميع السوريين بغض النظر عن حالات تسجيلهم.

وتلفت الكاتبة لعدم توافر إحصائيات للمجبرين على العودة. وشهد معبر باب الهواء -أحد المعابر التي تسيطر عليها سلطات سورية معارضة – ترحيل6160 سورياً، بزيادة بنسبة 40%، وفق إنفوغراف الصفحة الرسمية للمعبر على تويتر. ولم يظهر في الصفحة أية تفاصيل حول ظروف الترحيل.

وعند سؤال سيلين أونال، الناطقة باسم وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في تركيا عما إذا كانت على علم بأية عمليات ترحيل قسري، قالت إنها" تتابع عدة حالات مبلغ عنها" متعلقة بسوريين غير مسجلين، ولكنها " لم تستطع التأكد من إعادة أعداد كبيرة من لاجئين غير مسجلين إلى سوريا".