مقاتلون في صفوف حزب العمال الكردستاني (أرشيف)
مقاتلون في صفوف حزب العمال الكردستاني (أرشيف)
الجمعة 23 أغسطس 2019 / 13:38

350 ألف جندي تركي في مواجهة 65 مُقاتلاً كردياً

يحاول الإعلام التركي تضليل الرأي العام في معركته مع الأكراد مروجاً إلى وقوع خسارات كبيرة في صفوف حزب العمال، من خلال نشره معطيات غير صحيحة تشير إلى تراجع كبير في أعداد المقاتلين الباقين في صفوف الحزب.

وزير الداخلية التركي سليمان صويلو قال في ديسمبر (كانون الأول) الماضي 2018، إنه لم يبق من مُقاتلي حزب العمال الكردستاني على قيد الحياة سوى 700 مقاتل، وذلك انخفاضاً من 10 آلاف مقاتل في منتصف عام 2015 قبل وقف إطلاق النار حينها، وفقاً لما ذكره موقع "أحوال تركية" أمس الخميس.

وفي نهاية يونيو (تموز) الماضي، أعلن صويلو أن عدد مُقاتلي الكردستاني الذين تمكن الجيش التركي من تحييدهم هذا العام ارتفع إلى 112 "إرهابياً". وأثارت تلك التصريحات انتقادات واسعة للإعلام التركي الذي لا يبرز الحقيقة بشكل كامل، ولا يعترف بخسائر الجيش التركي أبداً.

وحسب هذه التصريحات التي أوردتها وكالة الأنباء الألمانية، فإنه لم يبق في مواجهة الجيش التركي بأكمله اليوم سوى 65 مقاتلاً كردياً فقط، من أصل 700 مقاتل نهاية العام الماضي.

ووفقاً لمصادر حكومية وإعلامية تركية رسمية، يبلغ عدد الجنود في الجيش التركي 350 ألف جندي، مزودين بما يقارب 4000 دبابة، وحوالي 8000 مركبة قتال مدرعة، وما يزيد عن 2000 طائرة مقاتلة من مختلف الأنواع.

بكل تأكيد، وبالنظر إلى أن كافة التصريحات الرسمية موثقة، ما زالت الماكينة الإعلامية التركية تورد المزيد من الخسائر البشرية لحزب العمال الكردستاني شمالي العراق، في حين لا تعترف أنقرة بخسائرها البشرية الحقيقية، وهي خسائر كبيرة وفقاً لمصادر حقوقية.

وتثور التساؤلات حول حقيقة بيانات وزارتي الداخلية والدفاع التركيتين بشأن خسائر المُقاتلين الأكراد، والتي تبدو مبالغاً بها بشدة، وبدون توثيق من مصادر حيادية معتمدة.

وكثيراً ما تردد أنقرة أن حزب العمال الكردستاني يقترب من الانهيار، وهو ما تدعيه الحكومات التركية منذ ثمانينيات القرن الماضي.

وحول ذلك تقول الكاتبة في موقع "أحوال تركية" فريدريكه جيردينك، إنه ولسنوات حتى الآن، تقول الدولة التركية إن القليل جداً من الشباب الأكراد ينضمون إلى صفوف حزب العمال الكردستاني. ولو كان هذا هو الحال، فكيف كان لدى حزب العمال الكردستاني عشرة آلاف مقاتل في عام 2015؟.

وتضيف الكاتبة، إذا كان بضع مئات فقط من المقاتلين ما زالوا باقين إلى الآن، فلماذا لم يتمكن الجيش التركي من السيطرة على القواعد الجبلية التابعة للحزب؟ تتساءل الكاتبة باستغراب.