قاعة مؤتمرات في منتجع بياريتس الذي يحتضن قمة مجموعة السبع (تويتر)
قاعة مؤتمرات في منتجع بياريتس الذي يحتضن قمة مجموعة السبع (تويتر)
الأحد 25 أغسطس 2019 / 00:21

الخلافات تُهدد قمة الدول السبع في فرنسا قبل انطلاقها

دبت الخلافات السبت، بين زعماء دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى حتى قبل بدء قمتهم السنوية، ما سلط الضوء على الانقسامات الحادة بينهم حول التوترات التجارية العالمية، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وكيفية مكافحة الحرائق التي تستعر في غابات الأمازون بالبرازيل.

وتعقد القمة على مدى 3 أيام في منتجع بياريتس الفرنسي المطل على المحيط الأطلسي، وسط خلافات جادة حول جملة من القضايا العالمية التي قد تزيد من الانقسام بين دول تبذل جهوداً مضنية للتحدث بصوت واحد.

ويريد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يستضيف هذه القمة، أن يركز زعماء بريطانيا، وكندا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والولايات المتحدة على الدفاع عن قضايا الديمقراطية، والمساواة بين الجنسين، والتعليم، وتغير المناخ.

ودعا الرئيس الفرنسي زعماء من آسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية للمشاركة في القمة دعماً لتلك القضايا العالمية.

تشاؤم
لكن مع التقييم المتشائم لأوضاع العلاقات بين بلدان وصفت من قبل بأنها من أقرب الحلفاء، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، إن التوصل إلى أرضية مشتركة، أصبح هدفاً يزداد صعوبة.

وقال للصحافيين قبل بدء القمة: "تلك القمة الأخرى لمجموعة السبع ستكون اختباراً صعباً للوحدة والتضامن بين دول العالم الحر وزعمائه، قد تكون تلك اللحظة الأخيرة لترميم مجتمعنا السياسي".

وتسبب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في انتهاء القمة السابقة للمجموعة في كندا بمشهد فوضوي، إذ انسحب منها قبل ختامها، ورفض بيانها الختامي.

ووصل ترامب إلى فرنسا بعد يوم من رد عنيف على جولة جديدة من الرسوم الجمركية الصينية على السلع الأمريكية، وقال إن واشنطن ستفرض هي الأخرى رسوماً جمركية إضافية بـ 5% على سلع صينية تقدر بنحو 550 مليار دولار في أحدث تصعيد متبادل بين أكبر اقتصادين في العالم.

لكنه بدا السبت، أكثر تفاؤلاً. وقال بعد غداء مع ماكرون في شرفة مطلة على البحر، وهو يشيد بصداقته مع الرئيس الفرنسي: "حتى الآن الأمور جيدة، بين الحين والآخر تتصاعد حدة النقاشات قليلاً، ليس كثيراً. نتوافق بشكل جيد للغاية، ولدينا علاقة طيبة جداً. أعتقد أن بوسعي القول إنها علاقة خاصة".

وأضاف "سننجز الكثير في نهاية الأسبوع".

وفصل ماكرون عدداً من قضايا السياسة الخارجية التي سيناقشها مع ترامب تشمل ليبيا، وسوريا، وكوريا الشمالية، وقال إنهما يشتركان في ذات الهدف المتعلق بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية.

لكن الابتسامات المبدئية لم تفلح في إخفاء تعارض نهجهما فيما يتعلق بالعديد من المشاكل بما في ذلك إجراءات الحماية الاقتصادية والضرائب.

"السيد لا اتفاق"
وسيسعى رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون لتحقيق التوازن بين الإبقاء على حلفاء بريطانيا الأوروبيين، وتجنب إثارة غضب ترامب، وربما تهديد العلاقات التجارية في المستقبل.

ومن المقرر أن يجري جونسون محادثات ثنائية مع ترامب صباح غد الأحد.

وتبادل جونسون ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك التصريحات الحادة السبت، عن مسؤولية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل دون اتفاق.

وقال توسك للصاحفيين في بياريتس بفرنسا، إنه سيكون مستعداً لسماع أفكار من جونسون عن كيفية تجنب الخروج دون اتفاق، عندما يلتقيان الأحد، على هامش قمة مجموعة السبع.

لكنه أضاف، أنه لن يعمل مع بريطانيا على ترتيب خروج من التكتل دون اتفاق وقال: "لا يزال لدي أمل في أن رئيس الوزراء جونسون لا يود أن يدخل التاريخ بصفته السيد لا اتفاق".

ورد جونسون بالقول، إن توسك هو الذي سيتحمل عبء ذلك الوصف، إذا لم تتمكن بريطانيا من إبرام اتفاق جديد للخروج مع الاتحاد.

وقال للصحافيين المرافقين له في فرنسا: "أقول لأصدقائنا في الاتحاد الأوروبي، إنهم إذا كانوا لا يرغبون في خروجنا دون اتفاق، فعلينا التخلص من مسألة الحدود الأيرلندية في الاتفاق. وإذا كان دونالد توسك لا يرغب في دخول التاريخ بصفته السيد لا اتفاق، فآمل أن تكون تلك النقطة في حسبانه أيضاً".

ومع ذلك قلل دبلوماسيون من احتمال أن يتحد جونسون وترامب ضد باقي الزعماء بسبب التحالف الوثيق بين سياسة بريطانيا الخارجية وأوروبا، فيما يتعلق بمجموعة من الملفات بدءاً من إيران، ومروراً بالتجارة، وانتهاءً بتغير المناخ.

وقال جونسون، إنه سيبلغ ترامب بضرورة التراجع عن الحرب التجارية التي تُزعزع بالفعل النمو الاقتصادي في أنحاء العالم.

وأضاف "ليست تلك الطريقة التي يجب اتباعها، وبغض النظر عن كل شيء آخر فسيتحمل من يدعم فرض الرسوم الجمركية مسؤولية تراجع الاقتصاد العالمي، حتى وإن لم يكن ذلك صحيحاً".

وخرج آلاف النشطاء المناهضين للعولمة، وانفصاليو الباسك، ومحتجو السترات الصفراء السبت، في مظاهرات سلمية مناوئة للقمة في أنداي المجاورة على الحدود بين فرنسا وإسبانيا، لمطالبة الزعماء بالتحرك لحل الأزمات العالمية.

وضغط زعماء دول في الاتحاد الأوروبي على الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو بسبب الحرائق المستعرة في غابات الأمازون.

وقال ماكرون، إن بولسونارو كذب عندما قلل من شأن المخاوف المتعلقة بالتغير المناخي في قمة مجموعة العشرين باليابان في يونيو (حزيران)، وهدد بوقف اتفاق للتجارة بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة ميركوسور لدول أمريكا اللاتينية.

وعبر جونسون عن قلقه العميق من حرائق الغابات، لكنه بدا مختلفاً مع ماكرون حول كيفية التعامل مع الأمر.

وقال: "هناك بعض الناس الذين يتذرعون بأي عذر للتدخل في التجارة، وإفساد الاتفاقات التجارية، وأنا لا أرغب في ذلك".