الأحد 25 أغسطس 2019 / 12:58

ماكرون يقدّم جواباً لكل سؤال،..من يصغي إليه؟

24- زياد الأشقر

عن الطريقة التي يتعامل بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع القضايا الملحة، كتبت راشيل دوناديو في مجلة "أتلانتيك" الأمريكية، أن ماكرون لديه رسالة لإيصالها، فهو يقول: أنا آخر الرجال الصامدين، والمدافع عن التعددية ورئيس بعقل بارد في عالم ملتهب وفي غليان متصاعد.

يريد ماكرون أن يذكرك بأنه دائماً على حق. ولكن بعد أن ينهي قادة مجموعة السبع قمتهم في بيارتز للبحث في النظام العالمي الجديد، هل سيصغون إليه؟

وقالت أن تلك الرسالة ليست جديدة منه لكنها رسالة مكررة. فقد التقى ماكرون الثلاثاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واجتمع الخميس مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون واختلف معه حول بريكست، والتقى أيضاً بشكل منفصل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس. والسبت استضاف زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع في منتجع بياريتز.

مرحلة تاريخية
قال في مؤتمر صحافي الثلاثاء "إننا نختبر مرحلة تاريخية في نظامنا الدولي". وتحدث عن "أزمة عميقة في الديمقراطية التمثيلية" في أوروبا وأزمة التغير المناخي والتنوع البيولوجي والتكنولوجيا والهجرة حتى لا نقول "أزمة في عدم المساواة، التي هي أزمة الرأسمالية المعاصرة"، معتبراً إن النظام العالمي يتغير والعالم يواجه مخاطر "الإستقطاب بين الولايات المتحدة والصين و..فقدان السيادة" بحيث تصبح الدول الأخرى "خدماً" لدى القوتين العظميين. وأضاف "لا أريد ذلك لأوروبا أو لفرنسا".

ولاحظت الكاتبة أن ماكرون كان يتوسع في الشرح بعد جلسة أسئلة وأجوبة استمرت ساعتين. وكلما كان يواجه بسؤال كان يستفيض أكثر في الشرح، ويؤكد على القوتين الفرنسية والأوروبية. ولفتت إلى أن ماكرون قادر على النظر إلى مبنى يحترق ويرى أنها فرصة ممتازة كي يشرح دور الأوكسجين في الإحتراق. إنه يعاين النيران ويصفها بشكل جيد، لكن هل يستطيع أن يخمدها؟

وعن علاقته بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان ألغى الثلاثاء زيارة له للدانمارك لأن رئيسة حكومتها رفضت بيع الولايات المتحدة غرينلاند، قال ماكرون إن "الأمر بسيط للغاية"، مذكراً بأن كل ما تعهد به ترامب في حملته كان غير قابل للتفاوض، فانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي واتفاق باريس للمناخ. ومع ذلك، لفت إلى أن ثمة أموراً لا يزال ممكناً اقناعه بها، مثل موضوع سوريا.      

روسيا
ولاحظت أن الرئيس الفرنسي تحدث عن روسيا، مبرزاً أهمية إبقاء الحوار مع موسكو (حول إيران وسوريا) وكذلك جعلها أقرب إلى أوروبا، ومن ثم في نهاية المطاف إعادتها إلى مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، التي استبعدتها المجموعة عنها عقب غزوها لشبه جزيرة القرم عام 2014، لكن ماكرون لم يحدد الشروط التي يمكن إعادة موسكو بموجبها إلى المجموعة.

واعتبرت أن ماكرون كان مميزاً في الأداء. وهو خطيب مفوه، ومطلع على التفاصيل السياسية، وواع للحظة التاريخية، وقلق من عودة الماضي المظلم إلى أوروبا. وهو يريد أن يذكرك بأنه دائماً على حق. ولكن بعد أن ينهي قادة مجموعة السبع قمتهم في بيارتز للبحث في النظام العالمي الجديد، هل سيصغون إليه؟