صحف عربية (أرشيف)
صحف عربية (أرشيف)
الأحد 25 أغسطس 2019 / 10:34

صحف عربية: اختراق إخواني قطري لتسميم العلاقات في اليمن

24 - إعداد: شيماء بهلول

كشفت تقارير إعلامية عن حجم الاختراق الإخواني القطري للحكومة اليمنية، ودورها في تسميم العلاقات بين المملكة السعودية ودولة الإمارات.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، أوضحت مصادر أن الفشل الذي لازم الحكومة اليمنية يعود إلى سيطرة الإخوان عليه، فيما تساءلت أخرى عن جدوى هذه الحكومة التي أسفرت عن بؤر فساد داخلها.

مؤامرة إخوانية
أرجع مراقبون يمنيون لصحيفة البيان الإماراتية، الفشل الذي لازم الحكومات التي أعلنها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى سيطرة تنظيم الإخوان الإرهابي عليها، مما حال بينها وتحقيق أي إنجاز على الأرض، وغرق الكثير من أعضائها في صفقات فساد ومحسوبية.

وكشفت تقارير ووثائق رسمية نشرتها صحف في العاصمة المؤقتة عدن، عن أرقام مهولة لفساد الحكومة الشرعية، جعلتها عاجزة عن تقديم خدمات للمواطنين، أو تحقيق انتصارات ضد ميليشيا الحوثي.

ويرى المراقبون، أن فشل وفساد الحكومة كان سبباً رئيسياً في الأحداث التي شهدها عدد من المحافظات المحررة، نتيجة فشل وعجز هذه الحكومة عن معالجة قضايا المواطنين، وتوفير خدمات لهم.

واعتبروا أن مساعي بعض الأطراف في الحكومة وخاصة الموالية للإخوان تحميل دولة الإمارات المسؤولية، ما هو إلا هروب من الفشل والفساد لهذه العناصر طوال 5 سنوات خاصة وأن الإمارات دعمت وساندت هذه الحكومة بكل الإمكانيات، بما ساعدها على العودة إلى عدن وعودة المؤسسات الحكومية إلى العمل.

ولفت الناشط الإعلامي محمد مساعد للصحيفة، إلى أن تحميل الإمارات المسؤولية "أمر مثير للسخرية"، لأنه لولا الإمارات لما عادوا إلى عدن لتأدية أعمالهم، وهذا بشهادة رئيس الوزراء السابق بن دغر في أحد خطاباته التي أثنى فيها على الدور الإماراتي.

فساد وفشل الحكومة
ومن جهته، أشار الكاتب حمد الكعبي في مقال له بصحيفة الاتحاد الإماراتية، إلى تحذير الإمارات من خطورة نفاذ الإخوان إلى أية معادلة سياسية تمكنهم من الهيمنة على الحكم، مستغلين مختلف الأدوات والظروف، ومستفيدين من ضعف الحكومة الشرعية.

وقال إن "العقلاء من اليمنيين، الذين لم يتورطوا في النكران للشقيق والجار، سبق أن دعوا الرئيس إلى إقالة الحكومة الحالية، وتشكيل حكومة وطنية، تضم كفاءات قادرة على تدشين تنمية حقيقية في المناطق المحررة، واحتواء آثار الحرب، وإنقاذ الحياة اليومية لليمنيين من تردي الخدمات، وغياب الدولة".

وأضاف "عوضاً عن اتهام الإمارات، كان على الحكومة اليمنية أن تنظر عميقاً في داخلها، وترى أبعاد المؤامرة التي يحبكها الإخوان على خيارات الشعب اليمني، وحقه في نفض غبار هذه الحرب، والذهاب إلى السلام، دون أن يكسر الإرهاب الحوثي والإيراني والإخواني إرادته".

وتابع أنه "كان على الحكومة اليمنية ألا تبدد الأموال والفرص، ليتمتع اليمنيون بالتنمية بعد التحرير، بدلاً من الركوب مع الإخوان في سفينة غارقة!".

تسميم العلاقات
وبدورها، كشفت صحيفة العرب اللندنية الحملة الإعلامية الممنهجة التي طالت الإمارات خلال الفترة الماضية، عن حالة التناغم بين الخطاب الإعلامي لقطر وتنظيم الإخوان الإرهابي من جهة، وإعلام الحكومة اليمنية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح من جهة أخرى.

وذكرت مصادر للصحيفة أن قيادات نافذة في الحكومة دأبت منذ وقت مبكر على انتهاج سياسة إعلامية رديفة لتلك التي يتبناها الإعلام القطري في ما يتعلق بالوقيعة بين أطراف التحالف العربي والترويج لفرضيات وأخبار مزيفة، تسعى لتشويه دور التحالف العربي في اليمن والتشكيك في نواياه وأهدافه.

وأكدت أن محاولة الإرباك المتعمدة للتحالف العربي ومساعي الوقيعة بين أطرافه الفاعلة مثل السعودية والإمارا،ت جاءتا عبر شخصيات حكومية مرتبطة بالدوحة وأجندتها في المنطقة، إضافة إلى وجود دوافع خاصة لدى بعض قيادات الشرعية ساهمت في تأجيج وإذكاء هذا الخطاب على خلفية صراع الاستحواذ في المناطق المحررة.

واعتبر مراقب للمشهد الإعلامي اليمني لم يشأ ذكر اسمه، أن مسؤولين وإعلاميين محسوبين على الحكومة اليمنية لعبوا دوراً موازياً في إطلاق تصريحات موجهة للإعلام القطري، تحولت إلى مادة إعلامية في سياق مساعي الدوحة لتسميم العلاقة بين السعودية والإمارات.

وكما أشار مراقبون إلى تقسيم الدوحة وجماعة الإخوان مهام استهداف أطراف التحالف العربي المختلفة، حيث تخصّص جناح الإخوان اليمني الذي تتواجد قياداته في إسطنبول والدوحة ومسقط في مهاجمة السعودية والإمارات على حد سواء، بينما يكتفي جناح الإخوان الذي تتواجد قياداته في عواصم التحالف بمهاجمة الإمارات، في توزيع مكشوف للأدوار والأجندات.

رعاية قطرية
ولفت تقرير لصحيفة الأيام البحرينية، إلى الدعم المالي الكبير الذي تقدمه قطر عبر الإخوان في اليمن لمصلحة ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران في المنطقة، وبات هذا الدعم علنياً خصوصاً بعد طرد قطر وفضح مخططاتها في إفشال جهود التحالف العربي الداعم للشرعية.

وأوضح أن قطر لجأت إلى استخدام الغطاء الإنساني من مساعدات إغاثية وتنموية كوسيلة لإيصال الأموال للميليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية التي تمولها، لضرب الاستقرار وإثارة الفوضى في المحافظات المحررة.

وذكرت أن جمعية "الإصلاح الخيرية"، إحدى الجمعيات التابعة للإخوان، لعبت حلقة وصل بين النظام القطري والإيراني وبين الميليشيات الحوثية وقوى الإرهاب المرتبطة بتنظيم داعش والقاعدة.

وأعلن التقرير عن تقديم قطر مؤخراً دعم سخي لمصلحة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2019 بمبلغ قدره 27 مليون دولار أمريكي، وأشار إلى أن هذا الدعم لا يصل إلى المتضررين، وإنما يتم استغلاله لأغراض أخرى متعلقة بدعم الميليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية.