صورة جوية للموقع الإيراني الذي استهدفته إسرائيل في منطقة عقربا السورية أمس (تويتر)
صورة جوية للموقع الإيراني الذي استهدفته إسرائيل في منطقة عقربا السورية أمس (تويتر)
الأحد 25 أغسطس 2019 / 21:56

أهداف سياسية خلف الضربة الإسرائيلية للمواقع الإيرانية في سوريا

24 - بلال أبو كباش

شن الجيش الإسرائيلي مساء أمس السبت، غارات جوية على أهداف حيوية تابعة لـ"فيلق القدس" الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني في العاصمة السورية دمشق، مؤكداً أن العملية الاستباقية نفذت بعد معلومات استخباراتية عن مخططات إيرانية لضرب أهداف في إسرائيل.

وتبنى الجيش الإسرائيلي سريعاً العملية التي شنها في وقت متأخر من مساء أمس السبت، معلناً عبر وسائل الإعلام العبرية المختلفة أن القصف استهدف مواقع إيرانية في منطقة عقربا، جنوب شرقي دمشق، وأحبط من خلالها خطة إيرانية كانت تشمل تنفيذ بطائرات دون طيار محملة بكيلوغرامات من المتفجرات والتي كان "فيلق القدس" يسعى لتفجيرها ضد أهداف في شمال إسرائيل، حسب ما ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس في مؤتمر صحافي.

ويفيد الجيش الإسرائيلي، بأن الضربة دمرت طائرات دون طيار تشبه تلك التي يستخدمها الحوثيون في اليمن، وقادرة على حمل عدة كيلوغرامات من المتفجرات وكان مفترضاً تشغيلها من قبل مجموعة من الطيارين الإيرانيين الذين وصلوا إلى سوريا قبل أيام لتنفيذ المهمة.

وبعد العملية رفع الجيش الإسرائيلية حالة التأهب، ونشر بطاريات الدفاع الصاروخي في الشمال، تحسباً لأي رد إيراني.

ويفيد موقع "واي نت" الإسرائيلي، أن تل أبيب هدفت بهذه إلى العملية لردع إيران أولاً، وإرسال رسالة مباشرة إلى روسيا، مفادها أن الوجود الإيراني في سوريا لا يزال مستمراً، وهو ما لا يمكن أن تقبله إسرائيل، أو تسمح باستمراره.

ورغم أن العملية تحمل في طياتها أبعاداً عسكرية لحماية أمن إسرائيل إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أراد ضرب عصفورين بحجر واحد، وتحقيق مكاسب سياسية منها.

مكاسب عسكرية
ويؤكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن هدف العملية كان نقل رسالة لطهران بأنه لا حصانة لها في أي مكان. وأضاف في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية صباح اليوم الأحد، أنه لولا النشاطات الإسرائيلية على مدى السنوات الأخيرة لوصل مائة ألف مقاتل إيراني إلى الحدود الإسرائيلية.

في حين أقر الوزير الإسرائيلي تساحي هانغبي، بأن "هناك معركة عسكرية مباشرة تدور بين إسرائيل وايران، والأخيرة تحاول إرهاقنا وتمول منظمات إرهابية وتزودها بالأسلحة".

مكاسب سياسية
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لاغتنام الفرصة قائلاً في تغريدة على حسابه في تويتر: "بجهد عملياتي كبير، أحبطنا هجوماً من قبل فيلق القدس والميليشيات"، مضيفاً أن "إيران ليس لها حصانة في أي مكان.. وقواتنا تعمل في كل اتجاه ضد العدوان الإيراني".

وبعد تصريحات نتانياهو، انتقدت أسماء سياسية كبرى في إسرائيل رئيس الوزراء الإسرائيلي، واتهمته بمحاولة استغلال الفرصة لتحقيق مكاسب سياسية، وانتقد القيادي في حزب "أزرق أبيض" موشيه يعالون، الذي شغل سابقاً منصب وزير الجيش ورئاسة الأركان، إعلان نتانياهو مسؤولية إسرائيل عن الهجمات ضد القوات الإيرانية في سوريا قائلاً، في مقابلة إذاعية مع هيئة البث الإسرائيلية: "نفذنا عمليات كثيرة كهذه، لكننا لم نسارع لإبلاغ أصدقائنا وإعلان مسؤوليتنا عنها، وفي الفترة الأخيرة يتم استخدام هذه العمليات لأغراض سياسية، وهذا يؤسفني".

وهاجم رئيس الوزراء السابق إيهود باراك، نتانياهو، ونشر مقطع فيديو على حسابه على تويتر، قال فيه إن "الخطر الوجودي الحقيقي الذي تواجهه إسرائيل، وهو أشد من خطر الإرهاب والصواريخ وحتى من إيران، هو خطر انهيار إسرائيل من الداخل، بالقضاء على الديمقراطية فيها، وفرض السلوك الديني فيها، والفساد الذي ينهش كل دوائر الحكم، في ظل غياب الاستعداد للحديث بصدق عن مستقبلنا".

وقال باراك أيضاً في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن "الهجوم الإسرائيلي في سوريا لا علاقة له بالردع، هو ثرثرة ستعود بالضرر على إسرائيل، وظاهرة باتت ملازمة للحكومة الحالية التي تسارع إلى إعلان مسؤوليتها عن هجمات خارجية، بعد أن أمضت إسرائيل عقوداً في تنفيذ عمليات ضمن سياسة الغموض، التي تمنع الآخرين من الرد عليها".