صحف (24)
صحف (24)
الإثنين 26 أغسطس 2019 / 10:14

صحف عربية: تصعيد إسرائيلي إيراني بديلاً عن "الحرب المؤجلة"

24 - معتز أحمد إبراهيم

يعتبر مراقبون أن ما تتعرض له سوريا والعراق ولبنان يمثل حرباً غير معلنة بين إسرائيل وميليشيات إيران في المنطقة.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، فإن الضربات العسكرية الإسرائيلية في سوريا والعراق ولبنان أخيراً تهدف إلى تحقيق أهداف انتخابية، فضلاً عن كشفها الخداع الإيراني للعالم مع محاولة قادة فيلق القدس إنكار وقوع هذه الهجمات التي اعترفت بها بعض من هذه الدول رسمياً.

حرب مؤجلة
أشارت صحيفة "العرب" مباشرة لوصف ما يجري من تطورات عسكرية الآن بالمنطقة جراء الهجمات الإسرائيلية، وتحت عنوان "حرب مؤجلة بين إيران وإسرائيل" اعتبرت أوساط سياسية عربية الأحداث الأخيرة بمثابة بداية العدّ العكسي لحرب إقليمية مؤجلة طرفاها الأساسيان إيران وإسرائيل ومسرحها العراق وسوريا ولبنان.

وقالت هذه الأوساط للصحيفة إن "هناك ربطاً بين استهداف إسرائيل لأهداف إيرانية في بغداد ومدن عراقية أخرى ودمشق وبيروت، في ضوء حاجة بنيامين نتانياهو إلى التصعيد قبل نحو ثلاثة أسابيع من انتخابات إسرائيلية".

ولاحظت الأوساط السياسية نفسها أن إسرائيل، على غير عادتها، أعلنت على الفور مسؤوليتها عن قصف أهداف إيرانية في دمشق ومحيطها ليل الأحد، الأمر الذي يؤكد نيه التصعيد العسكري لتحقيق أهداف سياسية تخدم مصلحة رئيس الوزراء الإسرئيلي قبل الانتخابات المقبلة.

حروب نتانياهو
الطرح الذي توصلت إليه صحيفة العرب بشأن دور نتانياهو في هذه الحرب ورغبته في استثمارها لتحقيق نصر سياسي له في الانتخابات المقبلة طرحه أيضاً الكاتب عبد الله عبد السلام في مقال الذي جاء بعنوان "حروب في خدمة نتانياهو".

وقال عبد السلام في مقال نشرته صحيفة "الأهرام" إن "نتانياهو، الذي يخوض في 17 سبتمبر (أيلول) المقبل انتخابات ستحدد ليس فقط مستقبله السياسي بل وحريته الشخصية، قرر استخدام أي سلاح شرعي أم غير شرعي للفوز بأغلبية برلمانية تضمن له البقاء بمنصبه وتوفير حصانة برلمانية تنقذه من المحاكمة بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الثقة.

وأشار عبد السلام إلى أن نتانياهو يحاول استخدام الحرب للنصر بالانتخابات، وقال: "أمر نتانياهو الجيش بشن هجمات جوية على ما قال إنه مواقع لقوات إيرانية قرب دمشق مبرراً ذلك باعتزام إيران الوشيك مهاجمة شمال إسرائيل بطائرات بدون طيار على طريقة الكاميكازي (الطيارون اليابانيون الانتحاريون)".

وتوقع عبد السلام مزيداً من التصعيد بسبب سياسات نتانياهو قائلاً أيضاً إنه وحتى 17 سبتمبر (أيلول) ستكون المنطقة بانتظار مفاجآت ومغامرات تدعمها ادعاءات وتبريرات كاذبة، والهدف تعويم نتانياهو وبقاؤه رئيساً للوزراء مهما كانت العواقب والتداعيات.

دروزن إسرائيلي
بدوره قال الإعلامي السعودي عبد الرحمن الراشد في مقال له نشرته صحيفة الشرق الأوسط حمل عنوان "درونز" إسرائيل في سوريا والعراق ولبنان إن "إسرائيل شنت في 24 ساعة، هجمات على 3 دول، من عقربا جنوب دمشق، ومدينة القائم الحدودية العراقية مع سوريا، وكذلك الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية".

وارأى الراشد في هذا المقال بأن هذه الهجمات تعتبر عمليات عسكرية محدودة، استخدمت سلاح الطائرات المسيرة، الدرونز، إلا أنها تبقى تطوراً سياسياً وحرباً مهمة لم تكن موجودة بمثل هذا الاتساع والجرأة.

وأشار إلى قوة تأثير هذه الهجمات، قائلاً إنها "ليست من الضخامة كي تهزم إيران وميليشياتها المسلحة في المنطقة، لكنها تلعب دوراً عسكرياً، وكذلك دوراً نفسياً هائلاً ضد إيران وحلفائها".

وكشف الراشد أن هذه الهجمات كشفت عن كذب إيران قائلاً إن "القيادة الإيرانية لا تجد رداً على هذه الهجمات سوى النفي الكاذب، واستشهد بتصريحات أحد قادة الحرس الثوري محسن رضائي، الذي تحدث للإيرانيين مدعياً أن الهجوم الإسرائيلي في سوريا لم يقع، مناقضاً الحكومة السورية التي اعترفت رسمياً بالواقعة، واعترف به زعيم "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، الذي تحاشى الحديث عن خسائر قادته الإيرانيين، وهو ما يزيد من خطورة تأثير هذه الضربات.

خدعة نصر الله

بدوره لفت عضو تكتل الجمهورية القوية اللبناني وهبة قاطشيا إلى أن حزب الله يروي ما يريد من هذه القصة المتعلقة بالاعتداء الذي تعرض له، مشيراً في حديث له مع صحيفة "الجمهورية" اللبنانية إلى أن إسرائيل لم تقدم بدورها في روايتها أي معلومة جديدة ، موضحاً أن تحليل تصريحات الحزب يؤكد أن الحقيقة إلى الآن غير معروفة.

وطرح قاطيشا تساؤلات عدة حول ما حصل في الضاحية الجنوبية حيث تعرضت مقار حزب الله للاعتداء ، قائلاً "كيف تحلق طائرة بهذا الحجم بين البنايات في الضاحية الجنوبية؟ ومن أين انطلقت ومن أطلقها؟"، مضيفاً أن وصول طائرة ثانية أيضاً يثير تساؤلات عن كيفية وصولها بعد دقيقة ونصف دقيقة فوراً عقب وصول الطائرة الأولى.

واعتبر قاطيشا أن الأمين العام لحزب الله غيب الدولة اللبنانية في خطابه الذي يحمل لهجة تهديدية. مطالبا بأن تقوم الدولة اللبنانية بالتحقيقات وأن يتسلم الجيش اللبناني حطام الطائرة الإسرائيلية بنفسه.

ودعا الحكومة اللبنانية إلى التصرف وبسرعة قبل أن يضعها حزب الله في موقف محرج في الأمم المتحدة.