الأربعاء 4 سبتمبر 2019 / 14:20

الرأي العام الغربي ينتبه للخطر الإخواني.. متى يأتي دور القادة؟

بعد مراقبتها لوسائل الإعلام الغربية بشكل عام، لمست الصحافية الإيطالية سعاد سباعي وعياً بمخاطر الإخوان المسلمين الإرهابيين. وذكرت في موقع "لا نووفا بوسولا كوتيديانا" أن نشر كتاب "أوراق قطر" أيقظ الرأي العام الأوروبي من الغيبوبة التي كان غارقاً فيها، ما مكنه من رؤية مشكلة موجودة منذ عقود.

الإنذار الذي أطلقته الصحافة لا يزال غير مسموع من قبل السلطات الحكومية والقادة السياسيين في الغرب الذين لم يظهروا أي علامة صدمة بعد نشر كتاب أوراق قطر والمقالات المذكورة

تجلت هذه المشكلة في الاختراق الإخواني للعالم الغربي سياسياً، وثقافياً، وتبنيهم أجندة الإسلام السياسي الراديكالي.

ولم تكن قطر في حاجة إلى العمل في الظل لتروج للإخوان. وحتى الصحافة الإيطالية العظيمة بدت وكأنها تدرك أخيراً، أنّ وجود مشروع غزو الغرب من قبل الإخوان المسلمين، ليس مجرد تخمين بل حقيقة تتقدم بدفع من التمويل القطري.

 أن تأتي متأخراً ... 

أثارت الضجة الناجمة عن نشر كتاب "أوراق قطر" فضولاً كبيراً تجاه هذه الظاهرة، أو التهديد بالأحرى، حتى من قبل الصحف، والمجلات الوطنية المهمة.

وفي الواقع، توجد اليوم مقالات وتحليلات معمقة تستنكر الأنشطة الدعوية التي يقودها الإخوان المسلمون عبر شبكاتهم المنتشرة على نطاق واسع عبر المساجد، والجمعيات، والأئمة، والمتشددين على الأراضي الأوروبية، بما فيها إيطاليا، والمقال الأخير الذي أوردته صحيفة "إيل فوليو"الإيطالية في 26 أغسطس (آب) الماضي، وعنوانه "هكذا تستخدم قطر البنوك في لندن لنشر الإسلاموية" من أبرز المقالات التي ظهرت أخيراً.

يلخص المقال محتوى ما نشرته صحيفة تايمز البريطانية في 5 أغسطس (آب) الماضي، وتعلق الكاتبة على تأخر الصحيفة الإيطالية في الانتباه لما جاء في التايمز بالمثل الشهير: "أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً".

قطر وأردوغان
كان العنوان الذي اختارته تايمز "القطريون يصدّرون الإسلام السياسي إلى الغرب". ونشرت إيل فوليو تقريراً بعنوان "الإمارة الصغيرة ملتزمة بأسلمة الغرب".

تتساءل سباعي عما يظنه في هذا الإطار الباحث الشهير أوليفيه روي الذي أعلن وباستخفاف غير مبرر في مؤتمر لحوار الأديان والثقافات في ريميني أن "الإسلام السياسي قد مات".

سلطت التايمز الضوء على دور بنك الريان الذي تملكه قطر في المملكة المتحدة، في تمويل المنظمات والأفراد المتورطين في نشاطات إرهابية مرتبطة بالإخوان المسلمين.

وهو دور تشارك فيه أيضاً تركيا الأردوغانية، التي أصبحت منصة يمكن للإخوان المسلمين العمل فيها بحرية، فيتحركون ليس في اتجاه الشرق الأوسط وحسب، بل في اتجاه العالم بأسره.

وول ستريت جورنال أيضاً

في يونيو(حزيران) الماضي، أدانت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، من خلال مقالين، مساعدة  قطر للإرهابيين المشمولين بلائحة العقوبات الأممية ليتفادوا العقوبات التي فرضها مجلس الأمن. إذ سهلت الدوحة وصولهم إلى حسابات مصرفية في البنك الوطني القطري رغم أنها "مُجمدة" بموجب القرار 1267، تمكنوا من استغلال بعض الثغرات في الإجراءات.

لكن ومع ذلك، فإن الإنذار الذي أطلقته الصحافة لا يزال غير مسموع من قبل السلطات الحكومية والقادة السياسيين في الغرب الذين لم يظهروا أي علامة توحي بالصدمة بعد نشر كتاب "أوراق قطر" والمقالات المذكورة.

صموا آذانهم وأغلقوا عيونهم
لقد صم هؤلاء آذانهم وأغلقوا عيونهم حتى لا يضطروا للاستماع ولرؤية ما يجري تحت ضوء الشمس، والناتج عن عقود من عمل الإخوان لاختراق النسيج السياسي والثقافي والاجتماعي في الدول الغربية.

في الولايات المتحدة، اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قطر بتمويل الإرهاب، داعماً المقاطعة التي فرضها الرباعي العربي المناهض للإرهاب. وأكد ترامب نيته تصنيف الإخوان المسلمين على لائحة الإرهاب سائراً على خطى الرباعي.

ولكن الوعود الاستثمارية بمليارات كثيرة من الدولارات التي أطلقها الأمير تميم آل ثاني، في زيارته الأخيرة إلى واشنطن هدفت، حرفياً، إلى إعادة شراء صداقة ترامب.

قادة لامبالون أو متواطئون

تضيف سباعي أن الولايات المتحدة، وأوروبا لا توليان اهتماماً لمصدر المال الذي يتدفق إليهما، مع فارق أن في الأولى كانت هنالك على الأقل محاولة غير فعالة بينما أبدت الطبقة الحاكمة في القارة العجوز سكوناً مقلقاً فعلاً.

لا يزال الإسلام السياسي يتوسع مالئاً الفراغ الذي تركه القادة اللامبالون أو المتواطئون غالباً بسبب انجذابهم إلى الإخوان المسلمين الذين يعتبرون في إيطاليا "معتدلين" أو لأنهم أكثر اهتماماً بمنافعهم الشخصية من اهتمامهم بالمنفعة الأوروبية.

وبعدما أشارت إلى أن إظهار قطر دعمها للأجندة الإخوانية المتطرفة ليس مفاجئاً، كما قال الخبراء الذين حاورتهم التايمز، تساءلت سباعي في الختام قائلةً: "متى ستتحمل حكومات أوروبا والولايات المتحدة المسؤولية لتتدخل؟"