مقاتلون من القاعدة في شمال سوريا.(أرشيف)
مقاتلون من القاعدة في شمال سوريا.(أرشيف)
الجمعة 6 سبتمبر 2019 / 10:32

"القاعدة" مستعد لضرب الغرب مجدداً

بعد مرور 18 عاماً على هجمات 9/11 الإرهابية، يبدو تنظيم القاعدة في وضع حرج ومختلفاً جداً عما كان عليه يوم قتل آلاف الأمريكيين على التراب الأمريكي.

يتوقع أن يعمل عناصر من داعش والقاعدة على مواصلة التخطيط وتوجيه هجمات ضد أهداف في أوروبا

وأشار كولين كلارك، زميل بارز لدى مركز صوفان، وعالم سياسي مساعد لدى مؤسسة راند للأبحاث، إلى أن حملة ضغط مكثفة في محاربة الإرهاب في أفغانستان وباكستان، خلفت قيادة هرمة ومفككة بازدياد. وفي ذات الوقت، أدى ظهور داعش كمنافس، لجعل القاعدة يدخل، أحياناً، في سباق لتزعم الجهاد في العالم.

 في سوريا
وكتب كلارك، في موقع "فورين بوليسي" أنه في ظل تردي صحة زعيم القاعدة أيمن الظواهري فضلاً عن عزلته، وهو على الأغلب يقيم في مكان ما في باكستان، ومع تداول إشاعات عن مقتل حمزة بن لادن، المرشح لخلافته، يبدو أن أكثر المخلصين للتنظيم باتوا يدركون بأن أفضل فرصة للبقاء على صلة وثيقة به، تتحقق من خلال استمرار وجودهم في سوريا.

وحسب كاتب المقال، بواسطة استثمار فرص وفرتها الحرب الأهلية في سوريا للقاعدة، بدأ التنظيم، منذ سبتمبر(أيلول) 2014، بنقل أصول كبيرة من أفغانستان وباكستان إلى الشرق الأوسط. ويمثل هذا التحول في مركز ثقل التنظيم تغيراً كبيراً وله تأثيرات لم يدركها بعد مسؤولو محاربة الإرهاب عبر العالم. وبعد عقدين عاصفين عقب عمليته المذهلة، استقر القاعدة، وبدأ يركز بقوة على مهاجمة الغرب.

بعد بن لادن
وباعتقاد الكاتب، بعد مقتل مؤسس التنظيم أسامة بن لادن في 2011، وظهور ما عرف باسم "الربيع العربي"، بدأ القاعدة في تبني استراتيجية معدلة. ولاحظ باحثون في مجال الإرهاب أن القاعدة بدأ في السعي لتحقيق أهداف استراتيجية محددة مع التركيز على خاصية محلية والتدرج في عمله. وأطلق على هذا التحول الاستراتيجي وصف "براغماتية منضبطة" و"صبر استراتيجي".

وبدت هذه الاستراتيجية البراغماتية المحلية أكثر وضوحاً في كيفية عمل التنظيم في سوريا. وهناك عرف التنظيم باسم جبهة النصرة الذي طبق أسلوباً في الجهاد أظهر نجاحات سابقة في اليمن ومالي، ولكنه فشل في نهاية المطاف. ومن خلال توجيه طاقاته محلياً، وحظر قانون العقوبات، وبناء تحالفات مع طيف من الإسلاميين وغير الإسلاميين، والتغلب على منافسين أقل تشدداً، وتوفير سلطة كفية وغير فاسدة، حظي تنظيم النصرة بمصداقية شعبية، لم يقترب منها أي فرع آخر للقاعدة.

لكن كان لنجاح جبهة النصرة أثر جانبي آخر، فقد أبعد جناحه السوري عن القيادة المركزية للقاعدة في جنوب آسيا. وتطلب نهج محلي قدراً من المرونة وسرعة اتخاذ قرارات أثبتت استحالة التنسيق مع أشباه الظواهري، والذي كان في أسوأ الحالات بمعزل عن العالم الخارجي، وفي أفضلها يمضي أشهراً قبل أن يرد على اتصالات. ثم أعلن تنظيم جبهة النصرة انفصاله عن القاعدة، واتخذ بداية اسم "فتح الشام" ومن ثم" هيئة تحرير الشام". ولكن بسبب هجماته المفاجئة على خصومه، فقد شعبيته لأول مرة منذ وجوده.

مرمى القاعدة
ونظرا لاستيائهم الشديد من تحول جبهة النصرة عن ولائها للقاعدة، عمل قدامى المحاربين في القاعدة على تأسيس تنظيمات جديدة منها تنظيم حراس الدين الذي منذ تأسيسه، في نهاية 2017، كان تحت قيادة سامر حجازي، أو أبو همام الشامي، عسكري بارز في القاعدة أمضى وقتاً في الأردن وأفغانستان وباكستان والعراق ولبنان قبل وصوله إلى سوريا في 2012.

ويرى كاتب المقال بأنه من أجل تجنب أي لغط بشأن ما إذا بقيت الولايات المتحدة والغرب في مرمى جهود القاعدة، ينبغي العودة إلى سلسلة من الرسائل بعث بها التنظيم خلال السنوات القليلة الماضية. وفي رسالة نشرت في أبريل( نيسان) 2017، أكد الظواهري على أهمية النضال لتنظيم القاعدة العالمي. وبعد شهر بعث كل من حمزة بن لادن وقاسم الريامي أمير تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية رسائل فيها تحريض لأنصار القاعدة على تنفيذ هجمات ضد الغرب.

ولذا لا عجب، حسب الكاتب، أن أدلى دان كوتس، المدير السابق للاستخبارات الأمريكية، بشهادته أمام الكونغرس، في مايو( أيار) 2017 والتي قال فيها إن "أوروبا ستبقى عرضة لهجمات إرهابية، ويتوقع أن يعمل عناصر من كلا داعش والقاعدة على مواصلة التخطيط وتوجيه هجمات ضد أهداف في أوروبا".