المرشج للانتخابات الرئاسية في تونس نبيل القروي.(أرشيف)
المرشج للانتخابات الرئاسية في تونس نبيل القروي.(أرشيف)
الجمعة 6 سبتمبر 2019 / 11:41

"برلوسكوني تونس" يغيّر المشهد السياسي

تحت عنوان "برلسكوني تونس يشارك في سباق الانتخابات من السجن"، كتبت الصحافية هبة صالح عن مرشح الرئاسة المليونير التونسي نبيل القروي، الذي أودع السجن قبل أيام من بدء الحملة الانتخابية، مشيرة إلى أن مؤيديه يلقون اللوم على رئيس الوزراء يوسف الشاهد، لأنه أعاد نشر اتهامات ضد قروي تعود لعام 2016 وتتعلق بالتهرب الضريبي وغسيل الأموال.

مشاركة القروي في الانتخابات إلى جانب شخصيات قوية أخري كيجعل من الصعوبة جدا التنبؤ بمن سيفوز بالمنصب في هذه الانتخابات

وإذا لم يصدر القضاء إدانة للقروي، فسيكون قادراً على  المنافسة في الانتخابات من وراء القضبان.

ورأت الصحافية أن مشاركة القروي في الانتخابات إلى جانب شخصيات قوية أخري كوزير الدفاع ونائب رئيس مجلس الشعب، القيادي في حزب النهضة ذي الأغلبية البرلمانية عبد الفتاح مورو، يجعل من الصعوبة جدا التنبؤ بمن سيفوز بالمنصب في هذه الانتخابات.

الانتقال الديمقراطي
ولفتت إلى أن تونس هي الدولة العربية الوحيدة التي نجحت فيها الثورة الشبابية واعتبرت بحسب الكثيرين النموذج الناجح للانتقال الديمقراطي للسلطة. ورأت أن هذه الانتخابات جاءت بعد ما يعتبر تطوراً ايجابياً على الساحة السياسية إذ انتهت حالة الاستقطاب التي كانت موجودة في انتخابات عام 2011 بين الاسلاميين والعلمانيين.

وقالت إن الأوضاع الاقتصادية السيئة في البلاد ستدفع الناس للتركيز أكثر في خياراتهم على من سيحسن لهم الأوضاع المعيشية بدلاً من التركيز على التوجه الفكري أو العقائدي للمرشح.

وانقسم المعسكر العلماني إلى مجموعات، بحسب الباحث في مركز كارنيغي لدراسات الشرق الأوسط، حمزة المؤدب، الذي يقول إن "معظم العلمانيين حلفاء مقربين من الإسلاميين، ولذلك لا يمكنهم تسويق فكرة أنهم يحمون المجتمع من الاسلاميين".

برلوسكوني
وساعد هذا المشهد السياسي، بحسب المقال، في بروز نجم القروي الذي يملك محطة تلفزيونية ذات تأثير، ويشبهه الكثيرون ببرلسكوني ايطاليا، إذ دعم حزب نداء تونس الحاكم، الذي جمع بقايا النظام القديم إضافة إلى العلمانيين واليمينيين لمنافسة حزب النهضة الاسلامي في الانتخابات الماضية. لكنه أسس حزبه المستقل "قلب تونس" لاحقاً.

وعلى الرغم من علم الشارع التونسي بالتهم الموجهة له، إلا أن ظهوره المستمر في وسائل الإعلام وتقديمه مساعدات ومعونات طبية للفقراء والمحتاجين في تونس، وفر له أتباعا ًومؤيدين كثر، خصوصاً مع تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة بين التونسيين.

وأظهرت  نتيجة آخر استطلاع للرأي أجري في يوليو (تموز)، حول شعبية الأحزاب التونسية، أن حزب القروي قادر على تأمين 30% من إجمالي أصوات الناخبين مقبابل 7% لحزب نداء تونس.