من اليمين: المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات والسفير الامريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان.(أرشيف)
من اليمين: المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات والسفير الامريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان.(أرشيف)
الجمعة 6 سبتمبر 2019 / 15:53

استقالة غرينبلات تثير شكوكاً حول صفقة القرن

كتب مراسل صحيفة "لوموند" في واشنطن جيل باري أن مهمة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات كانتت صعبة إلى جانب جاريد كوشنر، وهي اقتراح أفكار لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لافتاً إلى أن من سيحلّ محله هو رجل أقل خبرة أيضاً.

رجل أقل خبرة سيحل محله، وهو أفي بيركوفيتز، الذراع اليمنى لجاريد كوشنر الذي تخرج من كلية الحقوق بجامعة هارفارد في عام 2016

وفي 18 أغسطس (آب)، غرد غرينبلات على حسابه على تويتر، حيث كان نشطًا للغاية، رسالة تفيد أن خطة السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي كان مسؤولاً عنها لن تنشر قبل الانتخابات الإسرائيلية في 17 سبتمبر (أيلول). ويوم الخميس في الخامس من سبتمبر (أيلول) أعلن تركه منصبه باعتباره "الممثل الخاص للمفاوضات الدولية"، وهو لقبه الرسمي.

ترقيته
يعتبر صهر الرئيس، جاريد كوشنر رسميًا ركيزة هذه المبادرة الأمريكية. ولكن نظراً للعديد من الملفات التي يتعين عليه التعامل معها بسبب ثقة ترامب به، سرعان ما أصبح غرينبلات هو المحرك الرئيسي لها مع سفير الولايات المتحدة في إسرائيل ديفيد فريدمان.
وعيّن غرينبلات، وهو الرئيس التنفيذي السابق وكبير المسؤولين القانونيين في مؤسسة ترامب، في منصبه خلال الفترة الانتقالية في ديسمبر (كانون الأول) 2016. وتفسر أفكاره المؤيدة لإسرائيل وقربه من دونالد ترامب ترقيته إلى هذا المنصب الذي خلف فيه دبلوماسيين كباراً.

بيركوفيتز
وقال باري إن رجلأً أقل خبرة سيحل محله، وهو أفي بيركوفيتز، الذراع اليمنى لجاريد كوشنر الذي تخرج من كلية الحقوق بجامعة هارفارد في عام 2016. وسيساعده محام آخر انضم إلى وزارة الخارجية في عام 2017 مع الإدارة الجديدة هو بريان هوك المسؤول بالفعل عن الملف الإيراني.

ولكن استقالة غرينبلات الذي كان مفترضاً أن يبقى بضعة أسابيع في منصبه، أثارت شكوكًا حول قوة الاقتراح الأمريكي لتسوية النزاع، علماً أنه على الرغم من منصبه، لم ينظم المبعوث الامريكي أية طاولة مستديرة يجمع طرفي النزاع.

وأثار قرار دونالد ترامب الاعتراف من جانب واحد بالقدس عاصمة لإسرائيل، ووقف التمويل الأمريكي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وكذلك الهجمات عليهم، أزمة لا سابق لها بين واشنطن والسلطة الفلسطينية. وساهمت الموافقة الضمنية التي منحتها الولايات المتحدة لإسرائيل توسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، خلافاً للإدارات الديمقراطية والجمهورية في الأزمة.

خطاب عنيف
وألقى غرينبلات في 23 يوليو (تموز) خطابًا عنيفًا في الأمم المتحدة يهدف إلى إزالة أي شرعية عن قرارات المنظمة الدولية والتي صوتت عليها واشنطن وكانت الأساس القانوني للصراع منذ أكثر من نصف قرن. وهو لم يذكر صراحة حل الدولتين (إنشاء فلسطين إلى جانب إسرائيل) الذي هو محور "إجماع دولي" واصفاً إياه بأنه "شاشة للتقاعس عن العمل".

ومع ذلك، يقول الصحافي الفرنسي إن هذه الرغبة في القطيعة لم تسفر حتى الآن عن نتائج مقنعة. وتمت ترجمتها في يونيو (حزيران) من خلال مؤتمر طموح خصص للمستقبل الاقتصادي للمنطقة في البحرين لم يتبعه أي إجراء ملموس.

الانتخابات الإسرائيلية
ويخلص باري إلى أنه بغض النظر عن استقالة غرينبلات، فإن تقديم "رؤية السلام" لإدارة ترامب لا تزال تعتمد على التقويم الانتخابي الإسرائيلي ونتائج الانتخابات التشريعية.

وعشية الانتخابات السابقة  في إبريل (نيسان)، كان ترامب قد أيد بقوة رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو من خلال الاعتراف من جانب واحد بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة.