الأحد 8 سبتمبر 2019 / 15:18

تحقيق: حزب الله يستعد لحرب مع إسرائيل

أشار سولوم آندرسون، صحفي يتنقل بين بيروت ونيويورك، إلى أن مقاتلي حزب الله وخبراء يعتقدون، أنه رغم توقف عمليات عدائية بين حزب الله وإسرائيل، قد يخوض الجانبان أول صراع شامل بينهما منذ حرب 2006.

نحن دوماً في حالة حرب، ونحن على هذا الحال منذ عام 2006. وخلال تلك الفترة، كنا نستعد، وكانوا هم أيضاً يستعدون

وكتب آندرسون، ضمن موقع "فورين بوليسي"، عن لقائه بأحد مقاتلي حزب الله، هلال (ليس اسمه الحقيقي) في منزله بالقرب من قاعدة عسكرية للحزب في الهرمل بلبنان.

ويقول الكاتب إنه رغم تماسكه، بدا هلال كسواه من مقاتلين التقى بهم، متوتراً. وقال مشيراً لهضاب تلوح في الأفق غير بعيد عن منزله: "هل ترى كل تلك الجبال؟ كل تلك المنطقة مليئة بصواريخ. وقد تلقينا تعليمات بعدم انتظار أوامر لإطلاق النيران. وفي أية لحظة، أو عند سماع أية طلقة، لن ينتظر المقاتلون".

استعدادات
وهلال، مشغل صواريخ ومقاتلاً من حزب الله، مع آخرين في شرق وادي البقاع، قالوا إنهم يستعدون لاحتمال اندلاع أول حرب مع إسرائيل منذ 13 عاماً. ويأتي هذا في أعقاب قرار أخير اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قضى بانتهاك اتفاق غير معلن لعدم مهاجمة حزب الله في عقر داره. وفي 25 أغسطس(آب)، وبعد يوم من قتل إسرائيل لعنصرين من حزب الله في غارة جوية نفذت ضد أهداف في سوريا، زعمت الحكومة الإسرائيلية أنها مواقع كانت تعد فيها قوات موالية لإيران هجمات بواسطة طائرات دون طيار ضد الدولة اليهودية، تجاوزت إسرائيل خطاً أحمر عندما انفجرت طائرة استطلاع إسرائيلية بالقرب من المكتب الإعلامي لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الشعبي للحزب.

ويوم الثلاثاء الأخير، اتهمت إسرائيل حزب الله، ضمن بيان مرفق بصور من أقمار صناعية، بإنشاء مصانع للصواريخ الدقيقة في منطقة الهرمل، ليس بعيداً عن قرية المقاتل هلال.

توقف خاطف
ويلفت الكاتب لرد حزب الله على الهجمات الإسرائيلية عبر إطلاق صواريخ مضادة للدبابات على قاعدة عسكرية إسرائيلية ما أدى، حسب زعم الحزب، لمقتل أو إصابة عدد من الجنود الإسرائيليين، لكن إسرائيل نفت بشدة وقوع أية إصابات، وردت بقصف منطقة في جنوب لبنان انطلق منها الهجوم.

ورغم ما يبدو أنه توقف للهجمات، قال هايكو ويمام، مدير مشروع خاص بسوريا والعراق ولبنان لدى مجموعة "الأزمات الدولية"، منظمة غير حكومية تعمل على منع الصراعات الدولية: "فيما قد تؤدي أية نتيجة للعودة إلى الوضع الراهن، قد يشعل أي خطأ في الحسابات حرباً بين إسرائيل وحزب الله".

وهذا هو بالضبط سيناريو يخشاه آموس يادلين، رئيس سابق لإدارة الاستخبارات العسكرية، قال إن أي خطأ قد يقود إلى صراع آخر كامل. وأضاف: "ستكون الحرب التالية مدمرة لكلا الجانبين، ولهذا السبب يحاولان تجنبها. ولكن، حتى دون التخطيط لحرب كاملة، قد نجد أنفسنا متورطين لخوضها".

تجدد أنشطة عدوانية

ويقول كاتب المقال، إنه حتى حينه، ما زالت معظم قوة حزب الله تتركز في القتال إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية. ولكن مع اختتام هذا الصراع، بشير مقاتلو حزب الله إلى أنهم باتوا أكثر استعداداً لتجديد أنشطة عدائية قديمة مع إسرائيليين مكروهين ـ حتى لو وقعت عن طريق الصدفة.

وقال هلال: "نحن دوماً في حالة حرب، ونحن على هذا الحال منذ 2006. وخلال تلك الفترة، كنا نستعد، وكانوا هم أيضاً يستعدون".