الإثنين 9 سبتمبر 2019 / 11:02

شباب الإخوان في السجون يمدون أيديهم إلى السيسي

أفادت مجلة "لوبوان" في تقرير لها من القاهرة أن النداءات داخل الإخوان تتزايد للتفاوض على إطلاق سراح السجناء. لكن قادة التنظيم لا يتجاوبون.

نداءات هؤلاء الشباب اليائسين تعكس في الحقيقة الانقسامات العميقة داخل المنظمة الإسلامية

وقالت المراسلة أربان لافيلو إنه في منتصف آب (أغسطس) ظهرت على الشبكات الاجتماعية الطلب الأول للمساعدة، والذي قدم كالتماس من 1350 سجينًا مصرياً شاباً. هؤلاء السجناء، الذين حُكم عليهم بالسجن لمدة تتراوح بين 5 و 15 سنة لانتمائهم لجماعة الإخوان يطلبون من قادة المنظمة فتح مفاوضات مع السلطات المصرية.

فقدان المنطق
واتهم هؤلاء الشباب المنهكون الزعماء الإسلاميين المنفيين بـ "فقدان كل شعور بالمنطق". في 19 أغسطس (آب)، قالت عائلات المحكومين في نص جديد تمت مشاركته على فيس بوك، إن أقارب السجناء يلتزمون بوقف كل التزام سياسي ونقابي بمجرد إطلاق سراحهم.

5 آلاف دولار
وتقول هذه "المبادرة المستقلة للإفراج عن المحتجزين" إن ما لا يقل عن 1000 سجين على استعداد لدفع 5000 دولار لمؤسسة "تعيش مصر"، التي أنشأها الرئيس عبد الفتاح السيسي. في غياب رد فعل رسمي من الحكومة، نشرت رسالة جديدة في 3 سبتمبر (أيلول)، تحض هذه المرة شيخ الأزهر على تشكيل لجنة وساطة بين الدولة والسجناء الشباب.

وحتى الآن، ترفض الدولة المصرية وقادة الإخوان المنتشرون بين السجون المصرية وتركيا والمملكة المتحدة مناقشة أي مصالحة. ومن شأن مفاوضات محتملة أن تشكل تغيراً مفاجئاً للنظام الحالي الذي وضع الحملة الإخوان على رأس حربه على الإرهاب. لكن ردود الفعل الأكثر عنفاً على دعوة الأسرى جاءت من قادة الأخوان أنفسهم.

الجزيرة
وعلى قناة الجزيرة القطرية، اتهم نائب للمرشد الأعلى إبراهيم منير الذي يتخذ من لندن مقراً له، أجهزة الأمن المصرية بأنها أصل هذه المبادرة التي تهدف إلى "تبييض صورة النظام". ويقول الباحث عبد الرحمن عياش العارف بأسرار التنظيم: "على مدى السنوات الخمس الماضية، كان النظام يتواصل مع أعضاء جماعة الإخوان من خلال ضباط جهاز الأمن القومي للاعتراف بشرعية النظام الحالي والتخلي عن التنظيم"، ولكن "هذه ليست حال المبادرة الأخيرة التي هي أكثر سياسية وبدون أي صلة بأجهزة الأمن المصرية".

انقسامات عميقة
ورأت الصحافية أن نداءات هؤلاء الشباب اليائسين تعكس في الحقيقة الانقسامات العميقة داخل المنظمة الإسلامية، "وإذا كانت قياداته لاتزال ترفض الإعلان عن مناقشاته الداخلية، فإن قاعدته تدعو إلى المزيد من الحوار المفتوح".

ويقول أحمد رضوان اللاجئ في أوروبا ومنسق مبادرة الأسرى الأخيرة المنشورة على الشبكات الاجتماعية إن "الإخوان في المنفى يغرقون في أوهامهم وفشلهم البائس.ما هي خطتهم؟ ليس لدينا جواب. إنهم ينتظرون حدوث معجزة لأنهم يعتقدون أنهم قديسون وأن الله سيتدخل أثناء نومهم!".

ويعتقد هذا الصحفي السابق أن "النظام سيستجيب لهذا النداء الإنساني". وهو يعمل على هذه المبادرة منذ عدة أسابيع ويدعي أنه تلقى "دعم أعضاء حزب الحرية والعدالة (الذي خرج منه الرئيس السابق المخلوع محمد مرسي) الذي يفضل اتفاقاً غير عادل بدلاً من انتصار دموي".