الثلاثاء 10 سبتمبر 2019 / 13:02

من كير إلى أردوغان مروراً بهيئة الإغاثة التركية... التطرف واحد

ذكر جون روسوماندو في "مشروع الاستقصاء عن الإرهاب" أنّ مدير الأبحاث في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" عباس بارزيغار دعم هيئة الإغاثة الإنسانية التركية "آي أتش أتش" على الرغم من أنّ الأخيرة أمنت الدعم السياسي والمالي واللوجستي للجهاديين.

صور العنف والمعاناة والكوارث هي عناصر أساسية في زرع التطرف والذي يدفع العديد من المقاتلين المتطوعين للمشاركة في التطرف العنيف

 عام 2015، كتب بارزيغار وزميل من جامعة جورجيا مقال رأي في صحيفة واشنطن بوست جاء فيه أنّ هيئة الإغاثة عملت على الخطوط الأمامية في النزاع السوري وساعدت آلاف اللاجئين الهاربين إلى تركيا ولبنان والأردن.

جاهل أو متجاهل
جادل المقال بأنّ المنظمات المسلمة غير الحكومية هي التي تمنع المجتمعات المعانية من الخروج عن السيطرة، داعياً إلى إعطاء الهيئة نفوذاً يفوق مجرد القيام بإغاثة روتينية. ويضيف أن صور العنف والمعاناة والكوارث هي عناصر أساسية في زرع التطرف والذي يدفع العديد من المقاتلين المتطوعين للمشاركة في التطرف العنيف.

وكتب بارزيغار أيضاً: "تستخدم المجموعات الراديكالية مثل داعش والقاعدة والنصرة بشكل منهجي الصور المعذّبة للبؤس الإنساني في جهود التجنيد والمراسلة العنكبوتية". ويعلق روسوماندو على ذلك مشيراً إلى أنّ بارزيغار إما لم يعلم وإما تجاهل دور هيئة الإغاثة التركية في تمكين الآيديولوجيا الجهادية.

إخلاء جرحى الجهاديين
إنّ تورط الهيئة في مخطط لتجنيد وتجهيز الجهاديين في سوريا تم تسليط الضوء عليه جيداً بحلول سنة 2014. ولم يستجب بارزيغار لطلب روسوماندو الموقع إجابة على أسئلته. في يناير (كانون الثاني) 2014، تحدثت وسائل إعلامية بارزة، من ضمنها الجزيرة، عن أنّ السلطات التركية اتهمت هيئة الإغاثة التركية بإخلاء الجرحى الجهاديين من الميدان. وأكدت وثائق حكومية حساسة حصل عليها صحافيون أتراك تلك التقارير.

نقلت الهيئة أسلحة ومجندين جدداً إلى الميدان، تحت ستار توفير مساعدات، لصالح الجهاديين المرتبطين بالقاعدة. في ذلك الوقت، تم اعتقال 23 شخصاً على الأقل بناء على شبهة الانتماء إلى جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة. وكشفت شهادة في وقت لاحق أنّ الهيئة عملت عن كثب مع جهاز الاستخبارات التركي لتنفيذ هذا المخطط.

حزام ناقل للتطرف
قال الصحافي عبدالله بوزكورت الذي حصل على بعض من هذه الوثائق الحساسة التي تربط الإغاثة بجهاديي القاعدة في سوريا: "أعتقد أنّ على المسلمين وغير المسلمين على حد سواء أن يكونوا قلقين بشدة حيال هيئة الإغاثة الإنسانية التركية ومؤيديها وداعميها". وتابع: "تخدم هيئة الإغاثة الإنسانية التركية كحزام ناقل لوجهات النظر المتطرفة التي تروج لها المجموعات الجهادية المسلحة. إنّ أي شخص يحاول تقديم هيئة الإغاثة الإنسانية التركية كمنظمة مسلمة سائدة يجب أن يكون جاهلاً في أفضل الأحوال، أو شخصاً خبيثاً (هدفه) التضليل في أسوأ الأحوال".

علاقة بحزب العدالة.. غطاء وتزوير وتهريب
يشرح روسوماندو أنّ للهيئة علاقات وثيقة مع حزب العدالة والتنمية برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يرى تركيا المعاصرة استمراراً للسلطنة العثمانية. أكدت وثائق المحكمة تورط هيئة الإغاثة في التخطيط لمؤامرة استهداف مطار لوس أنجيليس الدولي في 31 ديسمبر (كانون الأول) 1999.

وقال قاضي التحقيق الفرنسي في مكافحة الإرهاب جان لوي بروغيير خلال شهادة عن أحمد رسام الذي كان من المفترض أن يصبح المفجر: "هيئة الإغاثة الإنسانية التركية هي منظمة غير حكومية، لكنها كانت نوعاً من غطاء من أجل الحصول على وثائق مزورة للحصول على أشكال مختلفة لاختراق المجاهدين للقتال ... وأخيراً، كانت إحدى المسؤوليات التي اضطلعوا بها أيضاً الانخراط في تهريب السلاح".

رعاية حفل تأبين لإرهابي
سنة 2006، شاركت الهيئة في رعاية حفل تأبين في اسطنبول لشامل باساييف، الإرهابي الشيشاني المرتبط بالقاعدة والمتورط في الهجوم على مدرسة بيسلان في روسيا سنة 2004 والذي قتل 330 شخصاً من ضمنهم 186 ولداً. اقتحم محققون أتراك مكاتب الهيئة في ديسمبر 1997 ووجدوا أنّها اشترت أسلحة آلية من مجموعات جهادية. وحدد المحققون أنّ أعضاء من الهيئة خططوا للقتال في البوسنة وأفغانستان والشيشان التي كانت نقاط تركز الجهاديين في ذلك الحين.

الهيئة وأردوغان.. التطرف نفسه
يتشارك أردوغان والهيئة الآيديولوجيا نفسها ويعملان معاً لتحقيق الأهداف نفسها بحسب ما قاله المسؤول السابق في الشرطة الوطنية لمكافحة الإرهاب أحمد يايلا. تظهر الوثائق التي كشفها بوزكورت أنّ الهيئة دعمت الجهاديين في سوريا كما فعلت منذ سنوات في البوسنة والشيشان وأفغانستان. بدأت الهيئة تشحن التموين للإرهابيين في سوريا بدءاً من سنة 2012، ووجد بوزكورت ارتباطاً وثيقاً بين رئيس الهيئة بولنت يلدريم ورئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان.

أسلحة للقاعدة وداعش
سجلت السلطات التركية يلدريم في مايو (أيار) 2013 وهو يخبر الصحافي التركي الداعم للنصرة آدم أوزكوز أنه يجب مساعدة الجهاديين السوريين في شراء الأسلحة. إنّ اقتحامات للشرطة الوطنية التركية في قضايا مكافحة الإرهاب كشفت تحويل الإغاثة أسلحة إلى داعش والقاعدة. وأظهرت وثيقة عرضها بوزكورت أنّ سفناً مسجلة باسم الهيئة هربت أسلحة من وإلى ليبيا.

الاحتماء برهاب الإسلام
يتمتع كير والهيئة بعلاقات مع الإخوان المسلمين وحماس. خلال السنوات الأخيرة، دعم قادة كير أردوغان بشدة. والتقى المدير التنفيذي لكير نهاد عوض بأردوغان السنة الماضية حين زار نيويورك وتحدث داعماً نظام الرئيس التركي الذي يزداد تسلطاً عقب محاولة الانقلاب سنة 2016. حين يواجه كير بالأدلة التي تربطه بالإخوان المسلمين وحماس، يسارع إلى تشويه منتقديه عبر توجيه اتهامات برهاب الإسلام ضدهم.

التعامل مع حماس مستمر

ووفقاً لما حكم به منذ عقد القاضي خورخي سوليس، تظهر الأدلة بشكل كاف وعلى الأقل حتى إثبات العكس تورط كير في مؤامرة لنصرة حماس. وقطع مكتب التحقيقات الفيديرالي صلة العمل بكير عقب المحاكمة بسبب مخاوف من ارتباطات محتملة بين المديرين التنفيذيين لكير وحماس. وصنف المدعون كير كمتواطئ مشارك غير متهم في تلك المسألة. واليوم لديها مدير أبحاث يرى الهيئة كرد على زرع التطرف على الرغم من سجلها الطويل في دعم الجهاديين.
حافظ يلدريم على روابط مع أبرز مسؤولي حماس بمن فيهم اسماعيل هنية وخالد مشعل.

 والتقطت صور للعاملين في الإغاثة مع هنية في منشور على تويتر سنة 2012. وصنفت المانيا وهولندا الهيئة كمنظمة إرهابية لتمويلها حماس، فيما كتبت مجموعة من كلا الحزبين في مجلس الشيوخ للرئيس السابق باراك أوباما سنة 2010 طالبين من إدارته تصنيف الهيئة على لائحة الإرهاب. لكن إدارة أوباما لم ترد مطلقاً على أعضاء مجلس الشيوخ. ولا تزال الهيئة حتى اليوم تتعامل مع حماس.