الثلاثاء 10 سبتمبر 2019 / 14:37

أبوظبي تكشف عن استراتيجيتها لتعزيز كفاءة الطاقة

كشفت دائرة الطاقة في أبوظبي، اليوم الثلاثاء، عن استراتيجية أبوظبي لإدارة جانب الطلب وكفاءة الطاقة 2030 والتي تهدف إلى تحقيق فوائد اقتصادية وبيئية كبيرة وضمان استقرار منظومة الطلب على الطاقة واستدامة مصادرها في الإمارة انسجاماً مع رؤية أبوظبي والاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ووفقاً لبيان صحافي حصل 24 على نسخة منه، تم الإعلان عن الاستراتيجية خلال مؤتمر صحفي عقدته دائرة الطاقة بالتعاون مع مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة وذلك على هامش مؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرين الذي تستضيفه العاصمة الإماراتية.

أهداف الاستراتيجية
وتهدف الاستراتيجية الجديدة إلى معالجة قضايا العرض والطلب من خلال تبني نهج شراكة متعددة الأطراف لتنفيذ 9 برامج يُعوَّل عليها بشكل كبير لخفض استهلاك الكهرباء بنسبة 22% والمياه بنسبة 32% بحلول عام 2030 مقارنة بالمعدل المعتاد للطلب حسب خط الأساس للعام 2013.

وباستخدام نهج تنازلي لتحديد أهداف استراتيجية أبوظبي لإدارة جانب الطلب وكفاءة الطاقة، تم تحديد أهداف خفض الاستهلاك هذه بناءً على سيناريو الطلب المعتاد المتوقع لعام 2013 حتى العام 2030، بالإضافة إلى نهج تصاعدي لتقييم إنجازات والوفورات المتوقعة من البرنامج وصولاً للأهداف المرجوة.

ومع توقّع ارتفاع الطلب على الطاقة بشكل مطرد في أبوظبي خلال العقد المقبل وارتفاع معدلات الاستهلاك بنسبة 1,4% سنوياً حتى عام 2035، تشكّل كفاءة الطاقة والحفاظ عليها حلولاً رئيسية للمخاوف المتعلقة بأمن إمدادات الطاقة وقضايا التغير المناخي. وفيما يتعلق بأبوظبي تحديداً، أدى النمو السكاني والاقتصادي المتزايدين إلى ارتفاع مستوى الطلب على الطاقة في الإمارة بمعدل 8,33% سنوياً بين عامي 2007 و2017، حيث كان لتنامي أنشطة القطاعين الصناعي والتجاري، وزيادة الصادرات المحلية دوراً كبيراً في ذلك، الأمر الذي يجعل تحسين الطلب على منظومة الطاقة وترشيد استهلاكها من أهم الأولويات.

تحديات الطاقة
وبهذه المناسبة، قال رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي المهندس عويضه مرشد المرر: "أدركت قيادة أبوظبي الرشيدة حجم التحديات التي تواجه قطاع الطاقة في الإمارة، وبادرت إلى وضع الإجراءات اللازمة لتنويع مزيج إنتاج الطاقة ودعم كفاءتها في خطة أبوظبي 2030، وذلك بهدف إقامة منظومة طاقة موثوقة، آمنة، ومستدامة في المستقبل. لقد عكفت العديد من مؤسسات الإمارة خلال العقد الماضي على إطلاق مبادرات واعدة بهذا الخصوص، ولكن الجديد في استراتيجية أبوظبي لإدارة جانب الطلب وكفاءة الطاقة 2030 هو نهجها المتكامل الفريد الذي يربط جميع العناصر ضمن برنامج متسق لتعزيز كفاءة الطاقة مع تعزيز دور الشركاء الاستراتيجيين والداعمين للوصول للأهداف المرجوة".

وأردف قائلاً: "يمثل إطلاق استراتيجية أبوظبي لإدارة جانب الطلب وكفاءة الطاقة 2030 خلال مؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرين فرصة رائعة لاستعراض الجهود الحثيثة التي تبذلها أبوظبي لقيادة عملية التحول نحو منظومة آمنة وموثوقة ومستدامة للطاقة بما يتماشى مع رؤية أبوظبي والأجندة الوطنية الإماراتية الداعمة لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والتي تصبو إلى تسريع وتيرة تحقيق أهداف اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ. والأهم من ذلك كله، أنشأنا لجنة مختصة بكفاءة الطاقة وترشيد استهلاكها في أبوظبي لضمان شراكة فاعلة وقائمة على التشاور مع الشركاء ذوي العلاقة والداعمين للاستراتيجية. وتمكّنا معاً من تصميم برنامج لكفاءة الطاقة يركز على تقديم حلول فعالة من حيث التكلفة لتعزيز أمن الطاقة، وتقليل الفجوة بين العرض والطلب، والحد من آثار التغير المناخي، وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة".

وتتضمن هذه البرامج التسعة: إعادة تأهيل المباني؛ والاستجابة للطلب؛ وكفاءة استخدام وإعادة استخدام المياه؛ وتنظيم المباني؛ وإنارة الطرق؛ وتبريد المناطق؛ وتحسين معايير وكفاءة الاجهزة؛ وتخزين الطاقة؛ والتوعية والتغير السلوكي.

وقال رئيس دائرة التخطيط العمراني والبلديات فلاح محمد الأحبابي: "استشرفت القيادة الرشيدة منذ عام 2010 التحديات الناجمة عن التوسع الحضري المتزايد لا سيما الجانب المتعلق باستهلاك الطاقة والمياه، حيث أطلقت برنامج "استدامـة" وهو أول برنامج من نوعه في الشرق الأوسط يتناسب مع طبيعة المنطقة ويهدف من خلال نظام تقييم بدرجات اللؤلؤ إلى تنظيم المباني في مختلف مراحل تصميمها وبنائها وتشغيلها مما ساهم وسيساهم في السنوات المقبلة في توفير المياه والطاقـة وبنسب مجدية تصل إلى 45% من استهلاك المياه 55% من استهلاك الطاقة.

إنارة الطرق
كما تعمل الدائرة والبلديات من خلال مشروع "إنارة الطرق" وهو أحد أبرز مشاريع البنية التحتيـة المستدامـة، على استبدال الإنارة التقليديـة بإنارة ذكيـة في شوارع الإمارة بحيث سيساهم بتخفيض 60% خلال الـ 20 سنه المقبلـة من الطلب المتوقع على الطاقـة لإنارة الشوارع والمناطق العامّة، كما يساهم في تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون CO2 بحوالي 75%، لجعل أبوظبي من أفضل مدن العالم في مجال تطبيقات الإنارة المستدامة."

وقال أمين عام مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة الدكتور هلال الكعبي: "تتمحور رؤيتنا في المجلس حول تعزيز مسيرة الارتقاء بالبنية التحتية للجو​دة والمساهمة في تمكين إمارة أبوظبي من التميز عالمياً، الأمر الذي سنحرص على تحقيقه عبر المساهمة في استراتيجية الإمارة لإدارة جانب الطلب وترشيد استخدام الطاقة عبر حزمة من برامج مطابقة المنتجات والأفراد، ومن أهمها برنامج مطابقة مبردات الهواء / الماء للتبريد، برنامج مطابقة مكيفات الهواء الأحادية الصديقة للبيئة، برنامج مطابقة معدات شحن المركبات الكهربائية، برنامج مطابقة مصابيح LED الخارجية والذي ساهم بشكل ملحوظ في خفض الطلب على طاقة التبريد وانارة الشوارع، هذا إضافة الى المعايير المهنية للعاملين في قطاع الطاقة والتي من شأنها ضمان أمن وسلامة العاملين والحصول على أفضل النتائج من حيث التركيب والصيانة الدورية الفعالة".

هذا وأكد وكيل دائرة الطاقة محمد بن جرش الفلاسي، أن البرامج التسعة المشمولة باستراتيجية أبوظبي لإدارة جانب الطلب وترشيد استخدام الطاقة 2030؛ تهدف إلى تحسين سلوكيات الاستهلاك للمستخدمين النهائيين في سبيل ترشيد استهلاك الطاقة. وقال سعادته: "تسهم هذه البرامج في دعم الجهود الوطنية لتحقيق أمن الطاقة من خلال خفض الاعتماد على الموارد الخارجية، وتقليل مخاطر تقلب الأسعار، وتعزيز الاستدامة البيئية عبر توفير تقنيات ومنهجيات متقدمة لتوفير الطاقة، بالإضافة إلى تحسين إمكانات كفاءة الطاقة عبر تفعيل أدوات وممكنات لبرنامج إدارة جانب الطلب، ودعم مالكي البرنامج والداعمين لهم لتحقيق أهداف هذه الاستراتيجية."

وتعد دائرة الطاقة في أبوظبي الراعي المضيف لمؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرين الذي ينعقد في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك" بين 9 – 12 سبتمبر (أيلول) 2019. وتحت عنوان "نحو عصر جديد للطاقة"، يقدم جناح دائرة الطاقة رقم A010 – قاعة 5؛ تجربة تفاعلية عبر خمسة مناطق متخصصة وعالية التقنية تستعرض التطورات المختلفة لقطاع الطاقة في أبوظبي ضمن إطار المسيرة الطموحة التي تقودها الإمارة نحو مستقبل مستدام. ويستعرض قسم كفاءة الطاقة المكونات الرئيسية لاستراتيجية أبوظبي لإدارة جانب الطلب وترشيد استخدام الطاقة 2030، وتفاصيل وافية حول برامجها الرئيسية.