الخميس 12 سبتمبر 2019 / 12:05

خدعة أردوغان النووية تربك جيرانه

يتساءل ماثيو بيتي، محرر الأمن القومي لدى موقع "ناشونال إنترست"، عما إذا كان الرئيس التركي الشعبوي رجب طيب أردوغان أثار سباقاً للتسلح النووي في الشرق الأوسط، بعدما لوح، ليلة الأربعاء الأخير، بأنه مهتم بالحصول على أسلحة نووية.

تصريح أردوغان، كان في معظمه استعراضاً للداخل، وخاصة بعد التباطؤ الاقتصادي في 2018

ويرى بيتي أن خطابه كان موجهاً لجمهور قومي في تركيا، لكن حديثه المفاجئ عن قنبلة نووية تركية أثار قلق عدد من حلفاء تركيا وجيرانها.

وقال في احتفال بمناسبة الذكرى المئوية لحركة الاستقلال التركي: "لا دولة متطورة في العالم لا تملك تلك الأسلحة".

دهشة واسعة
وأثارت تلك التعليقات على الفور تساؤلات واسعة. وعلى هذا الأساس، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية بعد أقل من ثمان وأربعين ساعة لاحقة: "لدينا علم بتلك التقارير. وتركيا طرف في معاهدة حظر الانتشار النووي، وتطبق اتفاقية تدابير وقائية شاملة مع (وكالة الطاقة الدولية). ووافقت على التزام بشأن عدم الحصول على أسلحة نووية، وتطبيق كل التدابير الوقائية بشأن جميع الأنشطة النووية السلمية. ونحن نولي أهمية كبيرة لاستمرار تطبيق تركيا لتلك الالتزامات".

ويلفت كاتب المقال إلى توقيع كل دول العالم – باستثناء الهند وإسرائيل وكوريا الشمالية وباكستان وجنوب السودان- على اتفاقية عام 1968، بشأن منع انتشار الأسلحة النووية.

ولم يصدر أي تعليق عن سفارة أرمينيا التي تحد تركيا،. ولكن اللجنة الأرمنية الوطنية في أمريكا، منظمة خاصة بالأرمن في دول الشتات سبقت تأسيس جمهورية أرمينيا الحديثة، كان لها تعليق خاص بشأن أردوغان. وقال آرام هامباريان، المدير التنفيذي للجنة: "لدينا تاريخ قديم من التعامل مع العدوان التركي، وكذلك انتهاكات تركية ضد التراث الأرمني داخل تركيا. ولذا، في كل مرة يدور فيها حديث حول إضافة سلاح جديد للترسانة التركية، يسود دوماً شعور عميق بالخوف في أوساطا الأرمن حول العالم".

وأضاف هامباريان: "التزمت الولايات المتحدة الصمت، ورفضت الاعتراف رسمياً بحرب الإبادة بحق الأرمن، رغم توقف تركيا منذ وقت طويل عن احترام تفاهماتها السابقة مع الولايات المتحدة. فقد انصرفت تركيا بعيداً عن الاتفاق، ولكن لسبب غريب، ما زال عناصر في الحكومة الأمريكية يشعرون بواجبهم في احترام الاتفاق".
   
موقف إيجابي
ولكن، حسب كاتب المقال، كان موقف أذربيجان، المجاورة لتركيا وخصم أرمينيا، أكثر إيجابية بشأن الدور التركي في المنطقة.

إلى ذلك، قال فولغار غوربانوف، مستشار سياسي في سفارة أذربيجان في واشنطن إن "تركيا حليف أساسي في المنطقة، وتساهم في الاستقرار الإقليمي. ويمكننا القول إن تركيا ركن أساسي في منظومة أمن المنطقة".

ويعتقد سونار جاغابتاي، مدير برنامج الأبحاث التركية لدى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إن" تعليقات أردوغان جاءت انطلاقاً من شعور عام بأن هذا العالم الأحادي القطب الذي فرضته الولايات المتحدة بدأ ينهار، وتلك وجهة نظر يشاركه فيها عدد من أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم، بمن فيهم أردوغان".

وأضاف: "إنها مجرد أقوال في هذه المرحلة، ويشير أيضاً إلى سياسة غامضة قادمة، لأنه بالنظر إلى شعور بشأن كيفية" انهيار "النظام الدولي، لربما تريد تركيا أن تصبح قادرة على الحصول على أسلحة نووية، إن قررت ذلك. كما استعدت تركيا، في الآونة الأخيرة، اليونان والقبارصة اليونانيين شرق المتوسط، وأعتقد أن هذا جزء لا يتجزأ من سياسة أردوغان في إرسال إشارات إلى أثينا".

استعراض داخلي
ورأى جاغابتاي بأن اليونان تحاول منذ مدة تغيير ميزان القوة، عبر التحالف مع إسرائيل، الدولة النووية الوحيدة في المنطقة.

إلى ذلك، يعتقد جاغابتاي، بأن تصريح أردوغان، كان في معظمه استعراضاً للداخل، وخاصة بعد التباطؤ الاقتصادي في 2018، وسلسلة من الإخفاقات السياسية في الشرق الأوسط، وموجه لـ" قاعدة يمينية شعبية من المعجبين بأردوغان، والذين يستمعون، منذ مدة، لرسالته بأنه سيعيد إحياء عظمة تركيا".

وأضاف جاغابتاي، مستشهداً بكتابه "السلطان الجديد" الصادر في عام 2017، بأن "أردوغان في حاجة لتعزيز شعور قاعدته بالفخر، والتأكيد على رسالته الأصيلة، والإيحاء بأنه هو الشخص الوحيد القادر على جعل تركيا عظيمة، ولذا يفترض بهم مواصلة دعمه. ومن الطبيعي أن تكون الأسلحة النووية وسيلة مثالية لتعزيز الأنا التركية، ولتذكر أن الأتراك حفيدة امبراطورية".
وعلى نفس المنوال، رأت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قريباً من الحدود مع تركيا بأن تصريح أردوغان كان موجهاً للجمهور المحلي.