رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الجمعة 13 سبتمبر 2019 / 13:57

هل تعهد نتانياهو بضم غور الأردن قابل للتنفيذ؟

ترى مجلة "إكونوميست" البريطانية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول التأثير على الناخبين، قبيل الانتخابات العامة في 17 سبتمبر( أيلول)، من خلال تعهده بضم جزء من الضفة الغربية.

حتى أشد الناخبين اليمينيين وفاءً تعبوا من طول عهد نتانياهو، وفضائحه الشخصية التي، على ما يبدو، ليس لها نهاية

بات، برأي المجلة، هذا الأمر تقليداً إسرائيلياً يتبعه نتانياهو كلما اقترب موعد أي انتخاب، إذ يحاول تخويف، أو تشويق مناصريه الصقور. فهو يتكلم بطريقة غير لائقة عن الأقلية العربية، ويحذر من تزوير الانتخابات. ويدعو محافظين متوترين لتخيل تولي شخص اسمه أحمد منصباً وزارياً في إسرائيل.

وفي 10 سبتمبر( أيلول) قدم ما يعتبر جزرة سياسية، عندما وعد بضم وادي الأردن المحتل في الضفة الغربية. ومن شأن خطوة كتلك – أو مجرد مناقشتها، أن تثير انتقادات في الخارج، حتى وسط حلفاء إسرائيل. ولكن انتقادات خارجية لا تهم نتانياهو بقدر تحسبه من هزيمة داخلية.

تحفيز
وتشير المجلة لكون هذا ثاني انتخاب يجرى منذ أبريل( نيسان). فقد حصلت أحزاب متشددة ودينية على 56 مقعداً في الانتخابات السابقة، وهو ما كان يفترض منح نتانياهو فرصة لتشكيل حكومة. ولكن أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" القومي، رفض الانضمام إلى الحكومة ما لم يصدر قانون طال تأجيله، ويقضي بمنع إعفاء طلاب مدارس دينية من الخدمة العسكرية. ولم يكن بوسع نتانياهو الموافقة على مثل هذا الشرط ما لم يحفز حلفاءه المتدينين على الخروج من أي ائتلاف محتمل. وعندها تعرض لإذلال، وكان بحاجة إلى مقعد وحيد حتى يحصل على الأغلبية البرلمانية.

وكما كان يحصل من قبل، كان ممكناً للرئيس الإسرائيلي أن يدعو حزباً آخر لتشكيل ائتلاف. ولكن نتانياهو حرص على تجنب ذلك، وتلوح أمامه لوائح اتهام بشأن فساد وتزوير. وفي حال بقائه في السلطة، سيكون من الأسهل عليه الدفاع عن نفسه. وربما لهذا السبب، وعوضاً عن الالتزام بتقليد سياسي، أقنع الكنيست المنتخب حديثاً بحل نفسه والدعوة إلى انتخابات مبكرة. وهكذا، سيتوجه الإسرائيليون ثانية، في 17 سبتمبر( أيلول) إلى صناديق الاقتراع.

مناورة شعبية
وإذا صدقت الاستطلاعات، سيفشل نتانياهو ثانية في الحصول على أغلبية برلمانية. وثبت أن لمناورة ليبرمان شعبية، فقد أظهرت دراسات تضاعف حجم حزبه الصغير منذ أبريل( نيسان). وهذا لن يجعله منافساً جدياً على رئاسة الوزارة، ولكن سيشكل عقبة أكبر أمام نتانياهو، رغم معارضة أحزاب دينية متشددة لقانون التجنيد الإجباري لدعم حكومة تسعى لتمريره.

صخب
ويفترض، برأي المجلة، أن يمثل ذلك أخباراً طيبة لمنافسي نتانياهو، ولكن هؤلاء يملكون فرصة كبيرة للفوز. فقد خاض أكبر حزب من يسار الوسط" أزرق وأبيض"، حملة شابتها شجارات وحماقات، ولذا لن يسهل عليه تشكيل ائتلاف حاكم. وفي الوقت نفسه، عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود باراك، إلى العمل السياسي وسط صخب كبير في الصيف الحالي. وبدلاً من تنشيط السباق الانتخابي، عكر المياه بالنسبة لناخبي يسار الوسط الحائرين في شأن من سيدعمون.

وحسب المجلة، بعد مضي خمسة أشهر على الانتخابات السابقة، بالكاد تغير الرأي العام الإسرائيلي. ولو تمسك ليبرمان بموقفه، لربما سيشغل غالبية مقاعد الكنيست أحزاب متلهفة لخروج نتانياهو من السلطة. وذلك هو الشيء الوحيد الذي يوحدها، وهو لا يكفي لقبول أحزاب عربية يسارية للجلوس مع يهود قوميين في نفس الحكومة. من ثم قد تواجه إسرائيل مأزقاً سياسياً جديداً.

مشاركة ضعيفة
وبلغت نسبة المشاركة في انتخابات أبريل 68٪، بتراجع أربع نقاط عن الانتخابات السابقة في 2015. ونسب معظم التراجع لضعف المشاركة بين الإسرائيليين العرب الذين لم يتعد إقبالهم على صناديق الاقتراع نسبة 49٪، بتراجع 15 نقطة. لكن المتدينين اليهود شاركوا بشكل جماعي تلبية لدعوات حاخاماتهم، ما ساعد حلفاء نتانياهو. ورغم ذلك، لا شك في أنه قلق بشأن ما إذا كان أنصاره بالذات مهتمين بأمره هذه المرة.

وتقول المجلة أنه، منذ سنوات، لاحظ مستطلعو آراء في حزب الليكود أنه حتى أشد الناخبين اليمينيين وفاءً تعبوا من طول عهد نتانياهو، وفضائحه الشخصية التي، على ما يبدو، ليس لها نهاية. وهؤلاء ليسوا مستعدون للانتقال إلى يسار الوسط، لكن قد يعتكفون في يوم الانتخاب في بيوتهم، أو يمضون وقتهم على الشاطئ.

واليوم يتحدث نتانياهو عن ضم ثلث أراضي الضفة الغربية، منطقة ينظر لها العالم كجزء من دولة فلسطينية مستقبلية. ولا يعرف بعد ما إذا كان سيفي بوعده، وخاصة لأنه استمر في السلطة منذ 13 عاماً، ولم يتخذ قط أية خطوات لضم المنطقة. ولكنه حتى لو لم يتحرك، قد تساعد كلمات نتانياهو على تطبيع الفكرة، ولربما تجعل زعيماً مستقبلياً أقل انضباطاً ممن سبقه لحكم إسرائيل