الأحد 15 سبتمبر 2019 / 12:38

خروج بولتون لن يخفّف الضغط الأمريكي على طهران

عند خروج جون بولتون المفاجئ من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعززت في واشنطن وفي مناطق عدة حول العالم، الآمال في تقارب ديبلوماسي مع إيران.

مع تردد معلومات عن أن بومبيو سيحل محل بولتون، يؤشر النفوذ المتصاعد لوزير الخارجية إلى استمرار الحملة

لكن وفي رأي، كيث جونسون، كاتب بارز لدى موقع "فورين بوليسي"، لا يبدو ذلك ممكناً، بالنظر لرغبة إدارة ترامب المعلنة في الاستمرار في حملة "الضغط الأقصى"، ورفض النظام الإيراني المتكرر الدخول في مفاوضات مع الإدارة الحالية.

وعوضاً عن ذلك، يتوقع الكاتب أن تواصل إيران المخنوقة اقتصادياً انتهاك التزاماتها النووية وفقاً للاتفاق النووي لعام 2015، والسعي لإشعال مواجهة في منطقة الخليج.

ويشير الكاتب إلى أن رحيل بولتون باعتباره "صقراً متشدداً" عزز الآمال في تقدم ديبلوماسي على أكثر من صعيد بدءاً من كوريا الشمالية، ووصولاً إلى فنزويلا، والصين، إلى جانب إيران. وفور إقالته يوم الثلاثاء الماضي، ظهرت تقارير تقول إن إدارة ترامب تدرس تخفيف عقوبات على إيران للمساعدة في تمهيد الطريق للقاء بين ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني. كما أشار تقرير آخر إلى أن ترامب سيتبنى خطة فرنسية لتوفير خط ائتمان لإيران بـ 15 مليار دولار.

تصميم
ولكن، عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي المتعدد الأطراف مع إيران الموقع في 2015، بعد وقت قصير من انضمام بولتون للإدارة في العام الماضي، لم يكن مستشار الأمن القومي القوة الدافعة وراء حملة "الضغط الأقصى" ضد إيران، ولن يشكل رحيله نهاية لها.

وأكد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو، مع بريان هوك، المبعوث الخاص بإيران، وآخرون في واشنطن، تصميمهم على المضي قدماً في الضغط على بلد يعتبرونه أكبر راعٍ للإرهاب حول العالم، ومصدراً رئيسياً لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.

وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية لصحيفة "جيروزاليم بوست" إن "السياسة الأمريكية تجاه إيران هي سياسة الرئيس"، وتعهد بمواصلة "الضغط الاقصى"، بما فيه من عقوبات مشددة ضد صادرات إيران النفطية، إلى أن توقف إيران سلوكها المدمر.

نمو متصاعد
ومع تردد معلومات عن تعيين بومبيو في مكان بولتون، يشير النفوذ المتصاعد لوزير الخارجية إلى استمرار الحملة. وقد طرح بومبيو 12 مطلباً على إيران تلبيتها لرفع العقوبات الأمريكية ضدها.

وبومبيو كان، مثل بولتون، مؤيداً للرد عسكرياً على إسقاط إيران لطائرة أمريكية دون طيار، الذي ألغاه ترامب في اللحظة الأخيرة.

وقال مصدر في مؤسسة "كلير فيو إنرجي بارتنرز" لاستشارات الطاقة إن "خروج بولتون لن يغير طبيعة المواجهة بين الولايات المتحدة والصين وإيران".

ويعود ذلك جزئياً، إلى أن حل أي مشكلة يتطلب تعاون الأطراف المعنية، وأكدت القيادة الإيرانية أكثر من مرة، في الأسابيع الأخيرة، رفضها الدخول في مفاوضات مع إدارة ترامب.

وفي العام الماضي، حظر علي خامنئي، المرشد الأعلى في إيران، أي محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، وأمضى روحاني الأسبوعين الأخيرين في محاولة بائسة للتراجع عن اقتراح انفتاحه على حوار مع ترامب.

ورغم أن الرئيس الأمريكي أبدى لهفة على الاجتماع مع روحاني، لم يتغير الموقف الإيراني القائل بضرورة رفع العقوبات قبل أي لقاء.

شكوك
ويلقي ذلك، حسب الكاتب، بظلال من الشك في مجرد مصافحة ظاهرية بين ترامب وروحاني، في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في وقت لاحق من الشهر الجاري، ناهيك عن محادثات أعمق لمعالجة قضايا شائكة مثل تطوير إيران لصواريخ، أو دعمها لمجموعات إرهابية في المنطقة.

وإلى ذلك، قال مات ريد، نائب رئيس "فورين ريبورتس"، الشركة الاستشارية المتخصصة في قضايا الطاقة في الشرق الأوسط: "استبعد الرئيس الإيراني التقاط صورة مع ترامب، وحظر مرشد إيران الأعلى إجراء محادثات مع البيت الأبيض الحالي".

وفي الأيام الأخيرة، راجت فكرة عن عرض فرنسي طرح خلال قمة مجموعة السبع، لتوسيع خط ائتمان أوروبي لتجديد التزام إيران بالاتفاق النووي، والذي انتهكته طهران بثبات.

وقبل بضعة أيام، أشار موقع "ذا ديلي بيست" إلى أن ترامب يدرس بجدية العرض الفرنسي لتخفيف التوتر، لكن دون التراجع عن العقوبات الاقتصادية.