الأحد 15 سبتمبر 2019 / 13:34

هل تذهب إسرائيل إلى حرب ضد صواريخ حزب الله الدقيقة؟

24- زياد الأشقر

في مطلع سبتمبر (أيلول)، قصفت إسرائيل سلسلة من المصانع والمنشآت في سهل البقاع اللبناني، وشكلت هذه الضربات، العملية الإسرائيلية الأكثر أهمية ضد الحزب منذ 2006، وشكلت بداية ما يمكن أن يتطور إلى نزاع مسلح بين إسرائيل والميليشيا اللبنانية.

وفقاً للجيش الإسرائيلي، فإن حزب الله يستعد لهجوم واسع يتضمن "إطلاق مئات الصواريخ والقذائف على إسرائيل يومياً"

وكتب الباحث إيلان بيرمان في موقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكي، أن الصدام المحتمل سيكون بسبب جهود إسرائيل لإزالة البصمات الاستراتيجية لإيران من بلاد الشام، والتي نمت بشكل واسع في الأعوام الخمسة الأخيرة، نتيجة دعم طهران للنظام السوري.

وقد أتاح هذا الدعم لإيران حضوراً كبيراً على الحدود الشمالية لإسرائيل، من النوع الذي استدعى من الدولة العبرية في السنوات الأخيرة، الرد بسلسلة من الضربات العسكرية.

حد أدنى من الردع
وفي الوقت الحاضر، يبدو المسؤولون الإسرائيليون عموماً راضين عن النتائج. واستناداً إلى خبراء عسكريين، فإن العمليات الإسرائيلية نجحت في إقامة حدٍ أدنى من الردع لإسرائيل في الشمال. لكن مراقبين آخرين يقولون إن الحملة الإسرائيلية في سوريا، جعلت إيران ووكلاءها "لا يملكون أي عامل ردع ضد إسرائيل من أي نوع كان".

ومع ذلك، اتسعت الجبهة الإيرانية الإسرائيلية غرباً نحو لبنان. ويقول خبراء إسرائيليون إن إيران تساعد حزب الله في مشروع صناعي كبير لتحسين الترسانة الواسعة من الصواريخ التي يملكها.

ويمثل "مشروع الصواريخ الدقيقة" تهديداً خطيراً على الأمن الإسرائيلي، لأنه ينطوي على إمكان تغيير نوعي في التهديد الصاروخي الذي يواجه الدولة العبرية.

150 ألف صاروخ
وبمجرد انتهاء حرب 2006، بدأ حزب الله في إعادة تشكيل ترسانته الاستراتيجية. والتفت إلى راعيه الرئيسي، إيران، للحصول على المساعدة. وحصل الحزب على شحنات ضخمة من الذخائر من طهران.
ومنذ عقد، كان معروفاً أن الحزب جمع مئة ألف صاروخ يمكن أن تشكل تهديداً للأراضي الإسرائيلية، أما اليوم فيعتقد أن الرقم أصبخ أقرب إلى 150 ألف، ومع ذلك، كانت هذه الصواريخ بسيطة التصميم ومحدودة الدقة، مع قدرة اسرائيلية على التصدي لها.

ولكن في الآونة الأخيرة، أصبح هذا الوضع محور تساؤل متزايد، وذلك بفضل الجهود الحثيثة التي بذلتها إيران لتوسيع قدرات حزب الله الصاروخية، وبعد تغيير المعادلة الاستراتيجية التي تواجه صانعي القرار في القدس.

ونقل الكاتب عن خبير إسرائيلي "في الماضي، كان في إمكاننا تجاهل بعض النسب المئوية للصواريخ التي يطلقها حزب الله، لأننا كنا نعرف أنها غير دقيقة، ولن تصل إلى أهدافها المقصودة... الآن ليس لدينا هذا الضمان".

وهذا بدوره يهدد بجر إسرائيل إلى "حرب استنزاف" اقتصادية قد تضطر فيها الدولة العبرية إلى إنفاق موارد غير متناسبة لاعتراض صواريخ حزب الله الرخيصة نسبياً. ونظراً إلى حجم الترسانة الحالية، فإن احتمالات ذلك قد تكون مدمرة اقتصادياً.

هجوم واسع
ولفت إلى أنه يمكن لإسرائيل أن تتبنى الردع، وأن تسعى إلى السيطرة على سلوك حزب الله بعمل هجومي، معتبراً أن هذه هي الاستراتيجية التي يتبعها الجيش الإسرائيلي حالياً عبر الغارات الجوية، والتفجيرات، ترفع الكلفة على حزب الله وإيران، إذا واصلا العمل على الصواريخ المتطورة.

ولكن ليس هناك ما يضمن أن مثل هذا النهج سيدفع إلى ضبط النفس الضروري من جانب حزب الله.

ووفقاً للجيش الإسرائيلي، فإن حزب الله يستعد لهجوم واسع يتضمن "إطلاق مئات الصواريخ والقذائف على إسرائيل يومياً".

معركة بين حربين
واعتبر الكاتب أن هذا الاحتمال، أمر مقلق بالتأكيد لجمهور إسرائيلي متعب، يكره الانزلاق إلى نزاع إقليمي آخر.

ومع ذلك، يبدو أن المسؤولين في القدس مقتنعين أكثر فأكثر بأن الفترة الحالية من الهدوء النسبي، التي اعتاد الإسرائيليون على تسميتها "المعركة بين الحربين" تمضي في مسارها، وأنه لا مفر من هذا الإجراء الحاسم، لتقليص تكرار التهديد الإيراني.