الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (أرشيف)
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (أرشيف)
الأحد 15 سبتمبر 2019 / 19:13

قياس ومعيار

المؤسسات في دولة الإمارات تعمل وفق خطة، وتوثق وفق منهج، وتطور وفق رؤية

المقاييس والمعايير أدوات علمية بحتة. لكن أثرها مجتمعي تطبيقي. يحسبها الجاهل تنظيراً على الورق، لكنها في الحقيقة تنظيم للإنجاز ومتابعة للتقدم. كانت شائعة في العلوم البحتة، لكنها أصبحت اليوم مطلباً متطلباً في كل التخصصات. بل لقد خرجت من أسوار الجامعات وأدبيات الوثائق والخطط لتكون مرجعاً في الحكم على الأداء بدءَا من الأداء السياسي إلى الأداء الرياضي، مروراً بكل القطاعات التي تمس حياة الناس.

تم تداول على نطاق واسع بين الجمهور خلال الأسبوع الماضي، نتائج التقييم السنوي للخدمات الحكومية في تسع وعشرين جهة حكومية اتحادية، حيث قيمت فرق العمل ستمئة مركز خدمات، وأعلنت نتائجها بشفافية، متضمنة حوافز لأفضل خمسة مراكز وإجراءات صارمة في حق أسوأ خمسة مراكز.

لم يكن التقييم مفاجئاً، كما لم تكن النتائج مفاجئة. فتوجيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي صدر قبل فترة، وتوجيهه كان واضحاً بأن الإعلان عن الأسوأ والأفضل سيكون أمام المجتمع كله، فكلمته شارحة واضحة، شافية مستشفية، إن "الخدمات الحكومية هي نافذة المواطنين على حكومتهم، وتحسينها أولوية رئيسية ومستمرة". وكذا فقد كانت النتائج متوقعة، ذلك أن التقييم نقل نبض المجتمع وتحسس مشاعره.

يدرك الشيخ محمد بن راشد، أن توقعات الناس اليوم غير توقعاتهم قبل خمس أو عشر سنوات. ودائماً ما يوجه حكومته بأن تواكب التوقعات. ولذا فإن ثقافة التقييم ستشيع وتتوسع، وتتأصل وتتبلور، وتتجذر وتتشعب، وستكون مهنية وعلمية، فلا مجال فيها للانطباعية أو الانتقائية، فالمقاييس أساس للتقييم، والمعايير معيار للإنجاز.

اليوم أصبحت المؤسسات في دولة الإمارات تعمل وفق خطة، وتوثق وفق منهج، وتطور وفق رؤية. والسبب في ذلك هو الثقافة التي تروج لها القيادة ممثلة في مؤسسة الرئاسة، وجهاز الحكومة. ولذا فإن المتتبع لكل المشاريع النهضوية المنظمة يجد أنها خرجت من هاتين المؤسستين، راسمة نماذج في التخطيط والمتابعة والتقييم أقرب ما تكون إلى الأنموذج، وأشبه ما تكون بالإنجاز. فبوركت دولة قامت على أساس، وتواصل القياس.