حركة طالبان (أرشيفية)
حركة طالبان (أرشيفية)
الأحد 15 سبتمبر 2019 / 18:59

باحث لـ24: أفغانستان تشهد موجة عنف جديدة استباقاً للمفاوضات

24 - القاهرة - عمرو النقيب

أكد الباحث في الشؤون الدولية إسلام المنسي، أن ما تشهده أفغانستان حاليا من تصاعد للعنف يأتي نتيجة لإلغاء مفاوضات السلام بين حركة طالبان والولايات المتحدة الأمريكية وهو القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أخيرا كرد على الهجوم الذي نفذته الحركة الأفغانية وأوقع عدد من القتلى من بينهم جندي أمريكي.

وأكد المنسي لـ24، أن حركة طالبان تتبع استراتيجية عسكرية تهدف إلى إيقاع أكبر عدد من الضحايا والسيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي والمقاطعات في أقصر مدة، وهو ما يتم الآن بالفعل إذ أسقطت مقاطعة يانجي في إقليم تخار، كما سقطت مديرية داراق في نفس الإقليم، في قبضتها.

وأضاف المنسي، أن طالبان تمضي بخطى واسعة في سبيل تحقيق أكبر قدر من السيطرة والنفوذ تعزيزا لموقعها التفاوضي أمام الولايات المتحدة الأمريكية في أي مفاوضات قادمة ومن أجل الضغط على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة التفاوض معها، إذ تستغل أن الرأي العام الأمريكي وبالذات ناخبي ترامب من مؤيدي عدم تحمل الولايات المتحدة الأمريكية كلفة باهظة للحرب خارج حدودها وهو ما تحاول طالبان اللعب عليه خلال الفترة الأخيرة.

وأوضح المنسي أنه بينما شهدت الأشهر الأخيرة اختراقا في محادثات السلام وتوصل الطرفان بالفعل إلى صيغة أولية لتوقيع اتفاق سلام بينهما وتم الاتفاق بموجبه على انسحاب جزء من القوات الأمريكية، كما شهدت نفس الفترة تصاعدا غير مسبوق من الهجمات من كلا الجانبين في مسعى متبادل لتعزيز الموقع التفاوضي لكل منهما، وإيصال رسائل أن هذه المفاوضات تنم عن أن كل طرف يجلس في موقع قوة لا ضعف، ولكن في النهاية قادة طالبان يدركون أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد الانسحاب بأي ثمن عاجلا أو آجلا، وقد شجع ذلك طالبان على أن تصعد من هجماتها قدر الإمكان بالرغم من تحقيق نجاحات كبيرة في مفاوضات السلام مع الأمريكان التي انعقدت في الدوحة، وتصريحات كلا الطرفين الآن تدل على رغبتهما في العودة إلى مائدة التفاوض ولكن بشروط أفضل.