الإثنين 16 سبتمبر 2019 / 13:37

هذه شروط نجاح أي حوار بين ترامب وإيران

بناءً على ما يبدو أنه تحضير من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأرضية لتجديد الحوار مع إيران حول برنامجها النووي، ومع ازدياد احتمال تخفيف العقوبات الأمريكية عليها، مقابل لقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني، رأت هيئة التحرير في موقع شبكة بلومبيرغ، أن ترامب سيرتكب خطأً خطيراً إذا أقدم على مثل هذه المفاوضات قبل إعادة دراسة وتحديد أهدافه منها.

عوضاً عن تمديد فترة أحكام الغروب، على ترامب التمسك بإنهاء كامل لنشاطات إيران النووية ولسلوكياتها التهديدية الأخرى، مثل برنامجها الصاروخي البالستي ودعمها للمجموعات الإرهابية

بعد إلغاء الاتفاق النووي الذي وقعه سلفه باراك أوباما مع إيران في 2015، أعلن ترامب ما وصفها بشروطه الأساسية لتوقيع اتفاق جديد "لا أسلحة نووية، لا صواريخ بالستية، وفترة أطول من الزمن".

وترى الشبكة أن الجملة الأخيرة، هي المشكلة. إنها تشير إلى "أحكام الغروب" التي تضمنها الاتفاق السابق التي حددت بالضبط زمن انتهاء بعض بنوده الأساسية، ما سيسمح لإيران باستئناف تخصيب اليورانيوم إلى مستويات مرتفعة.

تفاؤل أوباما المفرط
بمجرد توقيع الاتفاق تقريباً، أشار النقاد إلى أن هذه الأحكام لن تؤدي إلا إلى تأجيل سعي إيران للحصول على الأسلحة النووية إلى 2030، عندما كان محدداً بالقيود.

وزعمت إدارة باراك أوباما أنه حتى لو كانت إيران تميل بقوة إلى تحقيق هذا المسعى، فإنها ستحتاج إلى عام لبناء قنبلة. واعتقد فريق أوباما أن في ذلك وقتٌ كافٍ أمام العالم ليضغط على زعماء طهران، فيتوقفون عن مسعاهم. كان هذا الجدول الزمني مفرطاً في التفاؤل كما أظهرت الأحداث.

رغبة في السلاح النووي

لم يتطلب الأمر من إيران غير أسابيع هذا الصيف لتدمير الحدود المتفق عليها حول مخزونها من اليورانيوم المخصب. وتهدد إيران اليوم بنشر المزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، مقلصةً بشكل كبير الزمن اللازم للوصول إلى مستوى تطوير أسلحة نووية.

ولا  شك أن إيران تريد الأسلحة النووية. فدولة غنية بالنفط والغاز مثلها، لا سبب منطقي آخر يبررها سعيها للحصول على برنامج نووي. لم تنته الجهود السرية السابقة لصنع هكذا أسلحة إلا عندما اكتشف العالم كيف كان النظام يدير منشأة سرية لتخصيب اليورانيوم في ناطنز ومنشأة أخرى للمياه الثقيلة في آراك.

قصر نظر
لعل أكبر عيوب "أحكام الغروب" كانت قصر نظرها. فبحلول الوقت الذي كان من المفترض دخولها حيز التنفيذ، ستكون إيران قد تمتعت بـ15 عاماً لجمع مئات المليارات من الدولارات من عائدات النفط لتمكين قوتها العسكرية، وتعزيز تمويل وكلائها مثل حزب الله. في ذلك الوقت، سيكون النظام قد حصل على موقع أقوى بكثير لمواجهة الضغط الدولي.

وسيجد أي رئيس في المستقبل صعوبةً أكبر لحشد الدعم، في الداخل والخارج، لشن عملية عسكرية عقابية. وستكون إيران أكثر اندماجاً في العالم الاقتصادي، ما سيرفع الكلفة بشكل أكبر على جميع الدول التي ستحاول تقييدها.

ومن الصعب تخيل أوروبا، التي ستكون في ذلك اعتادت على بيع إيران طائرات أيرباص، ومقاتلات ميراج، وسيارات مرسيدس بمليارات الدولارات، مشاركةً في تجديد العقوبات على إيران، فكيف يمكنها المشاركة في حملة عسكرية.

فرصة لن تتكرر

لهذه الأسباب، شبه وزير الخارجية السابق ريكس تيليرسون الاتفاق النووي بتأجيل للمشكلة ليتعامل معها شخص آخر في المستقبل. ولذلك، فإن تأجيل ترامب لها لفترة أطول قليلاً، كما يقترح، لن يجعل الاتفاق أقوى.

سيعطي ذلك إيران المزيد من الوقت لبناء الإمكانات المالية للذهاب إلى الحرب، وسيعطيها المزيد من المجال لصنع أسلحة نووية.

ولكن إيران هي اليوم الأضعف منذ عقود وتذبل بشكل واضح أمام حملة الضغط الأقصى التي يفرضها ترامب، وعوض تمديد فترة "أحكام الغروب"، على ترامب التمسك بإنهاء كامل لنشاطات إيران النووية ولسلوكها المهدد، مثل برنامجها الصاروخي البالستي، ودعم المجموعات الإرهابية في الشرق الأوسط، في مقابل إعادة إدخالها إلى العالم الاقتصادي. وختمت بلومبيرغ قائلة: "هذه الفرصة قد لا تسنح مجدداً أبداً".