الإثنين 16 سبتمبر 2019 / 17:08

بعد الهجمات على أرامكو.. هل تضرب الولايات المتحدة إيران؟

وصفت محللة شؤون الأمن القومي ريبيكا غرانت الإيرانيين بأسوأ الدبلوماسيين في العالم وبالعقل المدبر للهجوم الكبير على منشآت النفط السعودية لشركة أرامكو قبل أيام قليلة من افتتاح الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

أثبت ترامب أنه منهجي وحذر في استخدام القوة العسكرية، ويفضل المحادثات على شن الضربات العسكرية، ولكن يتوقف الأمر إلى حد كبير على ما سوف تختاره السعودية

وتقول في مقال بموقع "فوكس نيوز"، إن جميع الدلائل تشير إلى ذلك. فبعد هجوم السبت غرد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قائلاً: "شنت إيران الآن هجوماً غير مسبوق على إمدادات الطاقة، ولا دليل على أن الهجمات شنت من اليمن".

الطائرات المسيرة الإيرانية
وقالت غرانت إن إيران تمتلك التكنولوجيا اللازمة لشن مثل هذا الهجوم، إذ حصلت على مساعدة من روسيا والصين على مر السنين الماضية، وشهدنا بالفعل إيران تفعل أشياء مماثلة.
  
ويُعد هجوم يوم السبت الماضي على منشآت النفط السعودية ثاني ضربة حديثة ضد أرامكو للنفط. ففي 17 أغسطس (آب) الماضي ضربت 20 طائرة دون طيار حقل الشيبة للغاز الطبيعي السائل في السعودية، ما أسفر عن اندلاع حريق صغير.

تصعيد خطير 
وبغض النظر عن قدرات إيران، تعتبر كاتبة المقال أن شن الضربات ضد أرامكو السعودية بمثابة تصعيد خطير، إذ يرى المسؤولون الأمريكيون أن 17 نقطة تأثير استُهدفت بدقة، ويعكس حجم المراقبة والتخطيط اللازمين لشن هذه الضربة مستوىً جديداً تماماً من التطور.

ومن ناحية أخرى، فإن مرافق تخزين النفط يمكن اعتبارها أهدافاً سهلة لأن ضربها وسكب بعض الوقود يتسبب في حريق ضخم بالفعل.

وتعمل أرامكو السعودية في مجال النفط منذ فترة طويلة، ومن ثم فإن مسحٍ مسبق لتحديد الاحداثيات المستهدفة ليس مهمة صعبة، ولكن دقة الضربات الأخيرة تفترض الحصول على مساعدة متقدمة.

ومن السهل على روسيا والصين توفير المهارة اللازمة لذلك في مرحلة ما، أو ربما استخدمت إيران طائرات دون طيار لتحديد الاحداثيات.

وتلفت الكاتبة إلى أن الهجوم على أرامكو السعودية يعكس قدرة إيران على ضرب أهداف أخرى في جميع أنحاء المنطقة سواءً مباشرةً أو بالوكالة، مثل البنى التحتية النفطية السعودية والمطارات والمنشآت النووية الأخرى قيد الإنشاء، التي باتت جميعها معرضة لهلجمات الإيرانية وصواريخ كروز.

خيارات ترامب

وتضيف الكاتب: "حتى الآن تلعب إدارة ترامب دوراً رائعاً، ويتهم بومبيو ومسؤولون كبار آخرون إيران بأنها وراء هجوم يوم السبت، ولكن تبقى الخيارات الأمريكية مفتوحة، وستكون الخطوة الأولى بالطبع هي توفير الأمن للقوات العسكرية في المنطقة. وبالتأكيد يعمل القادة العسكريون على مراجعة خيارات ضرب إيران، لأن هذا هو صميم عملهم، وعلى قادة القيادة المركزية إعداد الخيارات المتاحة للرئيس ترامب".

وتتوقع الكاتبة أن يكون ضرب قاعدة الطائرات الإيرانية دون طيار أحد الخيارات أمام الإدارة الأمريكية إلى جانب شن هجوم محدود على منشآت النفط الإيرانية، مثل ضربات البحرية الأمريكية في 1988 لمنصات النفط البحرية الإيرانية.

بيد أن أي خيار للضربات العسكرية سيكون محدوداً ومتناسباً، والأهم من ذلك أن لا ينفذ أي هجوم دون التشاور مع السعودية وغيرها من الحلفاء في المنطقة ،خاصةً بريطانيا، وأستراليا والبحرين لتأمين حماية الشحن البحري في الخليج العربي.

ورغم إمكانية توجيه الطائرات دون طيار والصواريخ من اليمن ضد المنشآت السعودية لأن إيران تدعم الحوثيين في الحرب الأهلية باليمن، فإن تأكيد بومبيو أن الهجمات لم تنطلق من اليمن يجب آخذه على محمل الجد.

ولذلك على الولايات المتحدة والسعودية وغيرهما من الحلفاء مراقبة كل شيء يتحرك في منطقة الخليج بالأقمار الصناعية.

صاروخ كروز الإيراني
وترى كاتبة المقال أنه كان ممكناً أن ترى القوات العسكرية الطائرات دون طيار، أو صواريخ كروز المتجهة من ساحل إيران إلى منشأة نفط أرامكو السعودية في بقيق بالمنطقة الشرقية من السعودية.

ولبعض الوقت أثار شبح صاروخ كروز إيراني قلق المخططين العسكريين، وبدأت شركة نوفاتور الروسية التي صنعت صاروخ 9M729، الذي أدى إلى نهاية معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى، منذ سنوات في تسويق صاروخ كروز Club-k الذي ينطلق من حاويات شحن مموهة.

وتوضح الكاتبة أن مثل هذا النظام الصاروخي المدمر يمكن أن يخبأ في حاوية شحن قياسية، ما يتيح للعملاء "القدرة على ضربة دقيقة طويلة المدى للمركبات التي يمكن نقلها إلى أي مكان تقريباً على الأرض دون جذب الانتباه".

وتقول الكاتبة: "النقطة المهمة تتمثل في أن روسيا والصين باعتا بالفعل تكنولوجيا الصواريخ المتقدمة إلى إيران، وتحض روسيا والصين إيران على المخاطرة، بينما يلعب الرئيس الإيراني حسن روحاني على الابتزاز النووي، ويرفض المحادثات".

الضغط على إيران
ولذلك، لا يحتاج الرئيس ترامب إلى التسرع في التحرك، حسب الكاتبة، فقد أثبت أنه منهجي وحذر في استخدام القوة العسكرية، ويفضل المحادثات على الضربات العسكرية، ولكن يتوقف الأمر إلى حد كبير على ما ستختاره السعودية.

وبالنسبة للولايات المتحدة، يتيح احتياطي النفط الاستراتيجي الوقت الكافي لشركة أرامكو السعودية لإصلاح الأضرار واستعادة الانتاج، حيث يخزن احتياطي أكثر من 700 مليون برميل في كهوف الملح في تكساس ولويزيانا، وتم استغلاله خلال إعصار كاترينا في 2005، وسمح ترامب يوم الأحد بإطلاق نفط من الاحتياطي للحفاظ على استقرار أسواق النفط.

وتخلص كاتبة المقال إلى أن على الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي ستفتتح الأسبوع المقبل في نيويورك،  الضغط لمعالجة سلوك إيران، خاصةً أنها كانت وراء الاتفاق النووي الإيراني وتدير الوكالة الدولة للطاقة الذرية التي أكدت انتهاكات إيران النووية.

وأخيراً، قالت: "على الأمم المتحدة ألا تركز فقط على تغيير المناخ، والتنمية المستدامة، وتتنصل من مهمتها الأساسية لحل الصراع، وستفقد الأمم المتحدة الكثير من المصداقية إذا لم تتمكن من التعامل بشكل أكثر فاعلية مع إيران. وثمة شيء واحد مؤكد، لا يجب أن تحصل إيران مطلقاً على السلاح النووي".