الثلاثاء 17 سبتمبر 2019 / 11:36

الشرق الأوسط يدفع ثمن أخطاء أوباما

أكّد الكاتب السياسي في شبكة بلومبيرغ إيلاي لايك، أن إيران تقف خلف الهجوم على المنشآت النفطية لشركة أرامكو في السعودية. وكتب أنه عقب الهجوم الحوثي السبت، تحدث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن نقطة بديهية وضرورية "لوموا إيران".

إذا واصل ترامب اتباع المحادثات مع النظام الإيراني فسيكون في موقع الدعوة إلى المزيد من الهجمات ضد حلفاء أمريكا

ويشرح لايك سبب بداهة الأمر بأن الحوثيين تنقصهم الخبرة بالطائرات دون طيار، والصواريخ لمهاجمة البنية التحتية في السعودية.

شهادة
في 2018، حققت لجنة خبراء أمميين في حطام صواريخ أطلقت من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن على السعودية ،وخلص هؤلاء إلى احتمال كبير بأن هذه الأسلحة شُحنت بطريقة مجزأة من إيران.

ويستشهد الكاتب بما قاله مسؤول في حزب الله إلى محللَين من جامعة جورج واشنطن في 2016: "من تظنان أنه يُطلق صواريخ توشكا صوب السعودية؟ ليس الحوثيين بصنادلهم، إنه نحن".

وحزب الله هو بالطبع فرع من الحرس الثوري الإيراني.

تصريحات مفاجئة

كان رد بومبيو ضرورياً لأن إيران تدعي تاريخياً السعي لسلام في الوقت الذي تشن فيه الحرب. لهذا السبب، أرسلت وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إلى فرنسا افي لشهر الماضي لتدافع عن نفسها أمام القوى الاقتصادية العظمى، فيما كانت تصعد حربها ضد السعودية.

تعتمد الديبلوماسية الإيرانية على تعامل خصومها مع الاعتداء على أنه منفصل عن سياستها. المفاجئ حسب لايك هو أن ملاحظات بومبيو جذبت انتقادات ديموقراطيين بارزين. حتى السيناتور كريس مورفي الذي يتمتع بوجهة نظر أكثر دقة، يفهم الصورة الكبيرة بطريقة خاطئة.

 مؤسف

يبدأ مورفي في التألم من "التبسيط غير المسؤول" لبومبيو، بمساواة الحوثيين بإيران. ويتابع لايك أنّ السيناتور نفسه ذكي بما يكفي ليعترف بأن إيران "تدعم الحوثيين وأنها كانت لاعباً سيئاً". لكن بعدها يظهر سذاجته حين غرد قائلاً، إن "السعوديين والحوثيين في حرب". وأضاف "السعوديون يهاجمون الحوثيين والحوثيون يردون الهجوم". فهذا النوع من الحياد، مؤسف لأسباب عدة.

يبدأ لايك بالإشارة إلى أن حجم الدمار الذي أعقب هجوم السبت، والذي يقدر السعوديون بأنه قطع نصف إنتاجهم النفطي يعد تصعيداً. ولن تنحصر الآثار في اليمن أو بالخليج العربي بل سيعاني منه الاقتصاد العالمي، كما أن الطرفين غير متعادلين في هذا النزاع الإقليمي.

فإيران قوة تريد تحدي الستاتيكو على امتداد الخليج والمشرق. في حين تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها إبقاءها مقيدة.

ومن جهة أخرى، حاولت الولايات المتحدة فرض ضغط على السعودية لخفض التصعيد بينما دفعت إيران الحوثيين إلى رفعه.

توقيت جيد
لحسن الحظ، لن يقرر مورفي أو ديموقراطيون آخرون كيفية الرد على الاعتداء الأخير، لأن هذا القرار يعود إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

واليوم هو وقت جيد لإعادة تقويم الاندفاع الأخير للتفاوض مع إيران. ويمكن أن يبدأ الرئيس بإعادة تأكيد الشروط الاثنا عشرة التي وضعها بومبيو لرفع العقوبات عن إيران، رغم أن ترامب قلصها في الشهر الماضي إلى ثلاثة، وحصرها في البرنامج النووي بشكل ضيق.

يظهر الهجوم على السعودية مدى أهمية إلزام أي اتفاق مستقبلي للنظام الإيراني بإنهاء مغامراته في الشرق الأوسط.

وعلى ترامب أيضاً إعادة أخذ الخيارات العسكرية بالاعتبار ليردع شن المزيد من التصعيد. لقد مسحت وكالات الاستخبارات الأمريكية مواقع القواعد والقادة الإيرانيين في اليمن، والشرق الأوسط بالتحديد. إذا أراد ترامب الرد عسكرياً دون مهاجمة الأراضي الإيرانية فلديه الكثير من الأهداف خارجها.

أحمق إذا كررها

وأضاف لايك، أنه إذا واصل ترامب اتباع المحادثات مع النظام الإيران،ي فسيكون في موقع الدعوة إلى المزيد من الهجمات على حلفاء أمريكا.

وأوضح أن هذه هي بالضبط الاستراتيجية والعواقب التي اتبعها والتي دفعها باراك أوباما في ولايته الثانية، أثناء وبعد المفاوضات على الاتفاق النووي، فسلحت ودربت إيران وكلاءها في سوريا، ولاحقاً في اليمن، ليدفع الشرق الأوسط ثمن هذه الأخطاء اليوم.

وختم لايك قائلاً: "سيكون ترامب أحمق إذا كررها".