"بين التشوش والتشابك"، عمل فني لأيمن الزيداني (من المصدر)
"بين التشوش والتشابك"، عمل فني لأيمن الزيداني (من المصدر)
الثلاثاء 17 سبتمبر 2019 / 15:38

"سرديات تأمليّة" في رواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبي

أعلن رواق الفن، المتحف الأكاديمي في جامعة نيويورك أبوظبي، عن افتتاح معرضه الخريفي "سرديات تأمليّة"، والذي يستعرض أعمالاً فنية جديدة من إبداع أربعة من الفنانين المقيمين في دولة الإمارات.

ويتميز الفنانون المشاركون بتقديمهم منظوراً متفرداً لدولة الإمارات والمنطقة بشكل عام، حيث نجحت أعمالهم في اكتساب شعبية وتقدير عالميين بفضل المقاربات التي يقدمونها لعالمنا المعاصر بتصورات غير تقليدية، بحسب بيان صحافي تلقى 24 نسخة منه.

ومن خلال استعراض أعمال هؤلاء الفنانين البارزين، يُجسد المعرض منصة غير مسبوقة من جهة حجم الأعمال الفنية الجديدة، والمنظور والطروحات التي تقدمها.

نظرة فريدة
ويحظى الفنانون أريج قاعود، وأيمن زيداني، وجميري، ورجاء خالد، بشهرةٍ واسعة في دولة الإمارات، حيث نجحوا في استقطاب اهتمام عالمي كبير.

وتتيح أعمالهم الجديدة تجارب مميزة إذ يمكن النظر إليها كتصورات مادية ومجازية في ذات الوقت، كونها تترجم رؤية الفنانين الإبداعية.

ومن خلال استلهام الأفكار من مشاهد الحياة في دولة الإمارات ومختلف أنحاء المنطقة، يُقدم الفنانون نظرة فريدة للعالم المحيط بنا من منظور المخاطرة (أريج قاعود)، والواقع الافتراضي (جميـري)، والعالقات بين الإنسان والنبات (أيمن زيداني)، والتقاطـع مـا بين التسـويق وأجسـامنا الميتافيزيقية (رجاء خالد).

حياة يومية وحرب

ويتمحور المشروع الفني لأريج قاعود حول مفاهيم المخاطرة والتحضر لمواجهة الطوارئ، والتي تكتسي، وفقاً الفنانة، بطابع كوميدي من شأنه التخفيف من سوداوية الظروف الصعبة التي قاستها عائلة الفنانة الفلسطينية.

ويتكون عمل "أمن مجهول" من قبّة مطاطية حمراء اللون بارزة في منتصف الغرفة، مع غياب أية إرشادات أو توجيهات حول كيفية استعمالها، كما أنها تخفي الغرض الحقيقي الكامن وراءها، فلا توضح إن كانت بهدف المرح أم الهرب من الكوارث.

وتتصاعد حدّة الترقب مع انبثاق قطعتين صوتيين من الجدار، تروي عبرهما الفنانة باللغتين العربية والإنجليزية الارتباطات التي شكلتها بين مشاهد الحياة اليومية ومآسي الحرب.

"فاصلة"

أما الفنان جميري فيستقي إلهامه من شغفه الطويل بنجوم ثقافة البوب، ويستخدم مفردات الإنترنت ليصوغ "عالم جميري" المتميز عبر عروض الأداء الفنية والتجارب المختلفة.

وفي عمله الفني الضخم الجديد المُسمى "فاصلة"، يُقدم الفنان جزءاً من العالم الفريد الذي أبدعه على أرض المعرض، ويطرح تساؤلاً حول مصير الذكاء الاصطناعي بعد فناء المكونات المادية التكنولوجية.

ويحمل العمل الزوار في رحلة عبر 20 طناً من الرمال الصناعية المصبوغة بلون وردي فاقع، والذي يشيع استخدامه في منتجات ثقافة البوب وتصورات نهاية العالم. وينظر جميري إلى الزوار بوصفهم "كيانات ذكية" تدخل إلى فضاء افتراضي، حيث يتواصل الزوار مع العمل بصورةٍ مشابهة لتواصل الأصدقاء الافتراضي عبر فيسبوك.

مشاهد ليلية.. نباتات وحشرات
وبدوره، يُقدم أيمن زيداني عمل "بين التشوش والتشابك" الذي يطرح نظرة متأملة حول مفردات الطبيعة والتكنولوجيا، ويتألف من غرفة مظلمة تضم نباتات مُنارة بأضواء كهربائية تضفي عليها وهجاً وبريقاً بتدرجات مختلفة.

ويدرس العمل الحد الفاصل بين الحياة الطبيعية والإلكترونية من خلال استخدام مصابيح LED الصناعية لتحفيز عملية نمو النباتات الطبيعية.

ويضم العمل تجربة فيديو غامرة تحمل المشاهدين عبر مشاهد ليلية ضمن جزيرة النور بالشارقة، التي عمل القائمون عليها على زراعة أصناف نباتية من مختلف أنحاء العالم، والتي توفر موطناً لمختلف أنواع الحشرات.

سلام وصحة.. سلعة
ومن جانبه، يستعرض عمل "موجة.هادئة" للفنانة رجاء خالد تصميماً إبداعياً لأحد استديوهات اليوجا في عام 2021، وستقدم الفنانة عروض أداء برفقة عدد من أبرز مدربي اليوجا، والتي ستُعرض عبر إنستغرام على الحساب الرسمي لرواق الفن @nyuadartgallery.

ولكن الأمر الأكثر تميّزاً في العرض هو عدم وجود أي حركات يوجا. وستزدان المساحة بإبداعات من لون "الموجة الهادئة"، والذي من المتوقع أن يكون واحداً من الألوان الرئيسية الخمسة في تشكيلة ربيع وصيف 2021.

وقد وُصف هذا اللون ضمن أوساط المبيعات بكونه "لون تفاؤلي ومستقبلي، ويُقدم المزاج الأمثل لبداية العقد الجديد"، ويعكس أيضاً اهتمام الفنانة في كيفية عمل قطاع الصحة والعافية على تحويل الصحة البدنية والنفسية إلى سلعة متداولة، وعبر الدمج بين المفاهيم التجارية ومفردات الصفاء والعافية لتقديم فرص متميزة للتأمل والترويج للمنتجات في الوقت ذاته، يُتيح العمل للزوار اختيار الطريقة الأمثل لتفسير هذه المناظر الإبداعية.