الثلاثاء 17 سبتمبر 2019 / 17:09

"بقعة عمياء".. إصدار جديد للأردنية سمية خريس

صدرت حديثاً رواية "بقعة عمياء" للروائية الأردنية، سميحة خريس عن دار "الآن ناشرون وموزعون" في عمّان.

وتتحدث الرواية عن تآكل الطبقة الوسطى في العالم العربي، وترسم المؤلفة خريس شخوصها كأنها تختارهم من بين عشرات الشخصيات التي خبرتها وحفظت كل تفاصيل حياتها، معتبرة الأردن نموذجاً عن العالم العربي في أغلبه.

وتنجح خريس في التقاط اللحظة الحياتية غير المستقرة وتثبتها، وتؤطرها، لتكون لوحة إبداعية واقعية، بحسب وكالة الأنباء الأردنية.

وتبدأ الرواية مع نوال القادمة إلى منطقة الشميساني، البرجوازية في حينه، في عمّان، من جبل الحسين، الذي كان يوماً منطقة برجوازية، لتعمل موظفة بنك، وتتعرف على ربحي القادم من الريف، والذي يعمل في إحدى المكتبات، ويمارس عملية كتابة التقارير الأمنية بزملائه، وعندما يتزوجان يسكنان لدى عائلة تاجر يملك سوبر ماركت إلى جانب البيت، كما نجد في كثير من مناطق عمّان.

وتمضي الأيام، ويصبح لدى نوال وربحي عائلة من بنتين وولد، وتحلم ببناء إمبراطورية نون (على غرار فيلم فاتن حمامة- إمبراطورية ميم)، فتسمي أبناءها بأسماء تبدأ بحرف النون: ندى، ونور، ونادر، لكن إحدى البنتين تفقد بصرها مبكرا، لكن نوال لم تنتبه إلى ذلك إلا بعد فوات الأوان، يكبر الأبناء في ظل انشغال نوال في كسب رزقها لتعيل عائلتها، خاصة بعد فصل زوجها من العمل بسبب قضايا فساد، وتقيم بنتها الكبرى علاقة مع شاب شاعر يسكن فوق بيتهم، وابنها الفاشل في المدرسة، يهوى إحداث المشاكل، حتى يلتقطه بداية خال له، ويشغله على تكسي، ثم على شاحنة، ولأنه شاب متهور يتسبب في حادث، دعت خاله لفصله من العمل، فيلتف حوله أحد المتطرفين ويجنده للحرب في سوريا دون أن يعي حقيقة الحرب هناك.

ولم يتحقق لنوال إقامة إمبراطوريتها، التي ترمز إلى الطبقة الوسطى، إذ تتفكك الأسرة، الأب يصاب بالزهايمر، والأم تدخل في علاقة مع جارها التاجر، والبنت الكبرى تتزوج رجلاً أكبر منها بكثير يعمل في دولة خليجية، الولد يلتحق بداعش في سوريا، ولم يبق إلا البنت الضريرة،

أما عائلة التاجر فهي تتآكل أيضا، فالابن المدلل، يدمن المخدرات في البداية، ثم فجأة يلتحق بالمجاهدين في أفغانستان، ثم يعود ليمارس العمل الدعوي في ظروف غامضة، أما الزوجة، المغيبة عن كل شيء، الفاقدة لأي تواصل مع زوجها، تتفرغ لدروسها الدينية، وتكون سعيدة بتحول ابنها إلى التدين.

والرواية تتحدث بأصوات الشخصيات، ويبرز هناك أصوات عائلة نوال جميعهم، إضافة إلى صوت الجار التاجر، أما بقية شخصيات الرواية فبقيت ثانوية، ولم تتحدث بصوتها الخاص، ويتعرف عليها القارئ من خلال أصوات بقية الشخصيات.

مسيرة
يذكر أن الكاتبة سميحة خريس حصلت على جائزة الدّولة التشجيعيّة في الآداب عن روايتها "شجرة الفهود/ تقاسيم الحياة" عام 1997، وجائزة أبو القاسم الشابي من تونس عام 2004 عن روايتها "دفاتر الطوفان"، وعلى جائزة الفكر العربي للإبداع العربي عن مجمل تجربتها الأدبية 2007 ، وجائزة الدولة التقديرية في الأردن عام 2014، وقُلِّدت وسام الحسين للتميز والعطاء في الأردن عام 2015.

وخريس عضو في العديد من الروابط والهيئات الثقافية مثل رابطة الكتاب الأردنيين ورابطة كتاب وأدباء الإمارات، ونقابة الصحفيين الأردنيين.

وشاركت خريس في العديد من المؤتمرات والندوات العربية في كل من أبو ظبي والمغرب وتونس وبغداد، بالإضافة إلى مشاركاتها على الصعيد المحلي، وكتبت سيناريو النص والسيناريو الإذاعي، والقصص والرواية، والمسرح، وتُرجمت أعمالها إلى الألمانية والإسبانية والإنجليزية، ونشرت أعمالها في الصحف العربية والأردنية، وحوَّلت بعض رواياتها إلى أعمال درامية إذاعية.