الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو (أرشيف)
الأربعاء 18 سبتمبر 2019 / 01:00

انقسام أمريكي حول الرد على إيران

24- نيفين الحديدي

تبحث واشنطن سبل الرد على احتمال تورط إيران المباشر بالهجوم على منشأتي النفط السعوديتين، التابعتين لشركة أرامكو، السبت الماضي، والتي يبدو أنها ستكون مفتوحة هذه المرة على كل الخيارات، بما فيها "الخيار العسكري"، بحسب تصريحات مسؤولين أمريكيين.

ولكن تقارير أمريكية، تحدثت عن وجود تباين داخل إدارة ترامب، بل في مواقف الرئيس الأمريكي نفسه بشأن التعامل مع إيران، الذي يبدو حائراً بين التهدئة والتصعيد في مواقفه من إيران، حيث أوصى مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية برد "صارم"، لكن "محدود" على تلك الهجمات، فيما يحث مسؤولون عسكريون ترامب على توخي الحذر، فهل يذهب ترامب هذه المرة نحو الخيار العسكري، أم يفضل اللجوء إلى خيارات بديلة؟

وفي تصريح جديد، اليوم الثلاثاء، قال نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، إن "وزير الخارجية مايك بومبيو، سيتوجه اليوم إلى السعودية لبحث الرد على الهجمات التي استهدفت منشأتين تابعيين لشركة أرامكو النفطية".


وأكد بنس، أن الجيش الأمريكي "مستعد"، للرد على الهجمات، مشيراً إلى أن الاستخبارات الأمريكية "تعمل الآن على مراجعة كل الأدلة المتعلقة بهجمات أرامكو"، حسب ما أفادت قناة "سكاي نيوز عربية".

ومن جهته، اتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الأحد، السلطات الإيرانية بالهجوم على منشآت شركة آرامكو في المملكة العربية السعودية، وقال إن "الجيش الأمريكي والوكالات الحكومية الأخرى تعمل مع شركاء واشنطن على التصدي لهذا الهجوم "غير المسبوق".

ودعا وزير الخارجية، العالم بأجمعه إلى إدانة علنية وقاطعة للهجمات الإيرانية، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع شركائها وحلفائها لضمان بقاء أسواق الطاقة جيدة، وإخضاع إيران للمساءلة بشأن عدوانها.

واقترح مسؤولون في البنتاغون اتخاذ تدابير رادعة شديدة، من دون الاستخدام المباشر للقوة، ومن بينها زيادة عدد القوات الأمريكية في المنطقة، ورفع مستوى الدفاعات الأمريكية، إضافةً إلى تقديم الأدلة للمجتمع الدولي، أو السعي لإدانة طهران من قبل مجلس الأمن، وفق تقرير لقناة "سكاي نيوز عربية".

وقد تحاول واشنطن إبعاد الحلفاء الأوربيين عن الاتفاق النووي، أو تشديد العقوبات على طهران، أو شن هجمات صاروخية على البنية التحتية للطاقة الإيرانية، في المقابل، يسعى بعض المشرعين الأمريكيين في الكونغرس إلى تقييد قدرة ترامب على شن هجوم عسكري ضد طهران، فيما يحث مسؤولون عسكريون ترامب على توخي الحذر، وعدم الاندفاع في صراع دموي مفتوح مع إيران.


كما يحذر مسؤولون في البنتاغون من الخطر الذي يتهدد ما لا يقل عن 70 ألف جندي أمريكي في المنطقة، في حال خرجت التوترات مع إيران عن السيطرة، حسب تقرير "سكاي نيوز عربية".

أكدت الولايات المتحدة أنها تمتلك الأدلة التي تثبت تورط إيران بالهجوم، وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن واشنطن تعلم من الجاني في تنفيذ الهجمات على منشآت النفط السعودية، مؤكداً جاهزيتها للرد على من قام بهذا الاعتداء.

فيما قال مايك شورت كبير موظفي نائب الرئيس الأمريكي من جهته، إن حديث ترامب عن أن الولايات المتحدة "على أهبة الاستعداد" لا يعني بالضرورة الإشارة إلى عمل عسكري، موضحاً أن المقصود هو أنها أصبحت في مأمن من صدمات نقص الإمدادات النفطية.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن "طهران تقف وراء نحو 100 هجوم تعرضت لها السعودية".

وأكد بومبيو أن هذه الاعتداءات تأتي في وقت يتظاهر فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف، بانخراطهما في الدبلوماسية، التي أكدت بومبيو أنها كاذبة.

وكشف تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الثلاثاء، عن تفاصيل جديدة بشأن الهجوم الإرهابي، مشيرةً إلى أن مصدر الهجوم كان قاعدة إيرانية قريبة من العراق.



ونقلت الشبكة عن مصدر في التحقيقات، قوله إن "الصواريخ أطلقت فوق العراق والتفت فوق الكويت وصولاً إلى منشآتي النفط، لإخفاء مصدر إطلاقها.

وأضاف المصدر، أن بعض الصواريخ فشلت في إصابة أهدافها، وسقطت في الصحراء، قبل الوصول إلى وجهتها، وقال إنه "لا مؤشرات على الإطلاق أن هذه الصواريخ جاءت من جنوب السعودية خاصة اليمن".

وكانت ميليشيات الحوثي قد تبنت الهجوم الذي استهدف شركة أرامكو بطائرات مسيرة، لكن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أكد أن النتائج الأولية للتحقيقات في الهجوم تشير إلى أنه لم ينفذ من الأراضي اليمنية.

وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي، إن الدلائل الأولية تشير إلى أن الهجوم على منشأتي أرامكو تم بأسلحة إيرانية.

وذكر مسؤولون أمريكيون، في وقت سابق، أن المعلومات الاستخباراتية الأولية أظهرت أن الضربات لا تتفق مع نوع الهجوم الذي يمكن أن ينطلق من اليمن.

وفي السياق، جدد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، التأكيد على قدرة المملكة على التعامل مع آثار الاعتداء التخريبي الذي استهدف معملين تابعين لشركة أرامكو، في بقيق وخريص شرقي السعودية. حسب تغريدات نشرتها وكالة الأنباء السعودية (واس).

ودعا مجلس الوزراء السعودي المجتمع الدولي لـ"تحمل مسؤولياته في إدانة من يقف وراء ذلك، والتصدي بوضوح لهذه الأعمال الهمجية التي تمس عصب الاقتصاد العالمي".