الأربعاء 18 سبتمبر 2019 / 12:47

أمريكا وإيران: لا أحد يريد حرباً ولكن...

24- زياد الأشقر

كتب جدعون راخمان في صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن أي لائحة للمخاطر الجيوسياسية العالمية كانت دائماً تتضمن "الهجوم على منشآت نفطية سعودية". ومع أن التهديد أصبح واقعاً، يقول إن الخبر الجيد هو أن العالم صار معرضاً أقل لصدمة أسعار مقارنةً مع ما كان عليه في السبعينيات من القرن الماضي عندما تسبب الحظر النفطي في اضطراب الاقتصاد العالمي.

أهمية نفط الخليج في أنحاء العالم لا يزال محفوراً في الذاكرة الجماعية للغرب منذ فرضت أوبك حظراً على تصدير النفط

 ورغم أن القوى الأساسية أي السعودية، وإيران، والولايات المتحدة، تملك حوافز لتجنب صراع شامل، ثمة احتمال أن تلجأ الولايات المتحدة التي تتمسك باتهام إيران بالوقوف خلف الهجوم على آرامكو، إلى رد عسكري. أما متى وأين، فلا شيء يضمن ألا يتطور النزاع إلى مزيد من التصعيد.

وإذا خذاً في الحسبان أن الهجوم الأخير أدى حتى الآن إلى ارتفاع أسعار النفط 20%، فإن تزايد الضرر، أمر محتمل.

وأكد أن أهمية نفط الخليج في أنحاء العالم لا تزال محفورةً في ذاكرة الغرب الجماعية، منذ الحظر على تصدير النفط، الذي تسبب في ارتفاع الأسعار أربعة أضعاف، وأحدث ضرراً بالغاً بالأسواق والاقتصاد العالمي.

والدرس الذي استخلص من تلك الأزمة، كان أن الاستقرار في امدادات نفط الخليج أمر ضروري لاقتصاد العالمي، ما دعا العالم على رد عنيف بعد الغزو العراقي للكويت في 1990.

الاقتصادات الغربية
وأشار الكاتب إلى أن اقتصاد الدول الغربية، وبعد 30 عاماً من حرب الخليج الأولى، لا يزال معرضاً لعرقلة وصول امدادات النفط من المنطقة. ورغم ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري، إلا أن واردات أمريكا من النفط السعودي، لا تزال في حدود ثلث ما كانت عليه في 2003.

وقال الكاتب إن لإيران مصلحة في تجنب نزاع شامل، من شأنه أن يعرضها لقوة نارية من جيرانها الخليجيين المسلحين جيداً، أو لهجوم من الولايات المتحدة نفسها.

وفي الأشهر الأخيرة، عمد الإيرانيون إلى سلسلة من الاستفزازات في الخليج، وشجعوا حلفاءهم الحوثيين على استهداف منشآت مدنية في السعودية. لكن المراقبين في الغر فسروا هذا النوع بمحاولة من إيران لتفادي الظهور في شكل من لا حول ولا قوة له لمواجهة العقوبات الأمريكية.

ترامب
وأضاف الكاتب أن ترامب، ورغم نبرته الحربية، أظهر رغبة في اختراق ديبلوماسي مع إيران. وأن أحد الأسباب التي دفعت بترامب لطرد مستشاره للأمن القومي جون بولتون في الأسبوع الماضي، معارضة الأخير لأي تخفيف للعقوبات على إيران لحمل طهران على القبول باستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة.