نتانياهو وغانتس (أرشيف)
نتانياهو وغانتس (أرشيف)
الأربعاء 18 سبتمبر 2019 / 19:40

فرص نتانياهو وغانتس لتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة

بدأت نتائج الانتخابات الإسرائيلية في التكشف تدريجياً بشكل أوضح، مع قرب انتهاء عمليات الفرز لأصوات الناخبين في انتخابات الكنيست الإسرائيلي، حيث أظهرت النتائج تقارباً في أصوات كتلة اليمين التي يقودها حزب الليكود بزعامة نتانياهو، والأحزاب اليمينية الأخرى، وكتلة اليسار والوسط والقائمة العربية، التي يشكل حزب "أزرق أبيض" بزعامة بيني غانتس، الكتلة الأكبر فيها.

ويجمع مراقبون للشأن الإسرائيلي، على أن ما أفرزته الانتخابات الإسرائيلية، زاد من تعقيد المشهد السياسي في إسرائيل، خاصة مع عدم قدرة أي من الكتلتين تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، وتعقيدات التحالف بين الأحزاب الإسرائيلية، والقدرة على ضمها في تحالفات قوية تضمن استقرار الحكومة الجديدة.

وما زاد من تعقيد المشهد السياسي، هو اتفاق كافة القوى على ضرورة تقديم تنازلات مؤلمة لتجنب الذهاب لانتخابات إسرائيلية ثالثة، إضافة لما طرحه زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، الذي يعتبر التحالف معه عاملاً حاسماً لتتمكن أي من الكتلتين من تشكيل حكومة، حيث رأى ضرورة تشكيل حكومة موسعة من أحزاب الليكود، و"أزرق أبيض" وحزبه، مع الاستغناء عن كافة الأحزاب الصغيرة بما فيها القائمة العربية.

ويحتاج رئيس الحكومة المقبلة الذي سيتم تكليفه من الرئيس الإسرائيلي، لـ61 صوتاً في الكنيست لإكساب حكومته الثقة، فيما تشير أحدث النتائج للانتخابات الإسرائيلية، إلى أن كتلة أحزاب اليمين وصلت لـ55 مقعداً، فيما وصلت كتلة أحزاب اليسار والوسط والقائمة العربية إلى 56 مقعداً، فيما حصل حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يعتبر خارج التحالفين على 9 مقاعد.

فرص نتانياهو 

وحول الفرص التي يمكن أن تكون متاحة أمام نتانياهو، لتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي محمد مصلح، إن "أمام نتانياهو فرصة العودة للتحالف مع حزب إسرائيل بيتنا الذي يقوده ليبرمان، حيث سيسعى نتنياهو لإقناع الأحزاب الإسرائيلية اليمينية بالتخلي عن شروطها للبقاء في الائتلاف اليميني".

وأضاف مصلح لـ24، "تشترط الأحزاب الدينية اليمينية، إعفاءها من التجنيد الإجباري في إسرائيل، وإبقاء إسرائيل كدولة دينية، وهو ما يرفضه ليبرمان حيث كان يطالب بتشكيل حكومة يمينة وليست دينية، قبل أن يطالب بعد هذه الانتخابات بتشكيل حكومة وحدة وطنية ويتخلى عن مطلب الحكومة اليمينية، ما يجعل هذا الخيار قائماً بشكل ضعيف في حال إقناع نتنياهو لليبرمان بالانضمام للائتلاف الحكومي، وتحصل الحكومة على 64 صوتاً في الكنيست".

ضم حزب العمل
وأشار الخبير في الشأن الإسرائيلي، إلى أن أمام نتانياهو فرصة لتشكيل حكومة من الأحزاب اليمينية الدينية وبدون ليبرمان، في حال تمكنه من استقطاب حزب العمل الإسرائيلي، والذي حصل على 6 مقاعد في هذه الانتخابات.

وقال مصلح، إنه "في حال تمكن نتانياهو من سحب حزب العمل الذي يرأسه عمير بيرتس، من تحالف كتلة اليسار والوسط إلى كتلة اليمين، فإنه سيتمكن من تشكيل حكومة إسرائيلية تحظى بثقة 61 نائباً في الكنيست".

ولفت مصلح، إلى أن هذا الخيار قد يكون متاحاً، لكن حزب العمل سيطالب نتانياهو بثمن باهض، للانتقال من معسكر الوسط واليسار إلى معسكر اليمين، ما سيجعل نتانياهو مضطراً لتقديم تنازلات كبيرة له.

التحالف مع حزب "أزرق أبيض"
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، إن "نتانياهو قد يلجأ للتحالف مع حزب أزرق أبيض، الذي يقوده غانتس، للدخول في حكومة وحدة وطنية، بعيداً عن الابتزازات التي قد يتعرض لها الطرفان مقابل ضم الأحزاب الصغيرة لائتلافاتهما".

وأضاف مصلح، أنه "في حال تحالف الحزبين، فإن الحكومة ستحظى بثقة 65 نائباً في الكنيست، إلا أن نتانياهو قد يخسر شعبيته كزعيم لليمين الإسرائيلي المتشدد، كما أن غانتس قد يواجه انتقادات حتى من داخل حزبه بسبب تحالفه مع حكومة يمينية".

وحول تداعيات هذا التحالف، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، إنه "قد تفقد الأحزاب الإسرائيلية المتحالفة مع الكتلتين الثقة بهما في أية مواجهات انتخابية مقبلة، خاصة بعد جولتين من الانتخابات على مدار الأشهر الماضية".

وأشار إلى أن الرؤية السياسية للحزبين الإسرائيليين لا تختلف كثيراً فيما يتعلق بالعلاقة مع الفلسطينيين، حيث يمكن لنتانياهو إقناع غانتس بفكرة إقامة حلين سياسيين للقضية الفلسطينية، يتعلق الأول بضم الضفة الغربية، وفصل قطاع غزة وإقامة حكم ذاتي فيه بإشراف مصري.

فرص غانتس 
وفي هذا الصدد، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، إن "إمكانية تحالف غانتس مع ليبرمان واردة، لكنها تبدو صعبة للغاية، خاصة وأن ليبرمان يرفض التحالف مع الأحزاب العربية بشكل نهائي، في حين أن القائمة العربية المشتركة ضمن الكتلة التي يقودها غانتس".

وأضاف مصلح، أنه "في حال نجح غانتس في ضم ليبرمان للائتلاف الخاص به، فإنه سيتمكن من تشكيل الحكومة الإسرائيلية وستحصل على 65 صوتاً في الكنيست، إلا أن هذا الاحتمال يبدو ضعيفاً، خاصة مع تصريحات ليبرمان الأخيرة والتي أعرب فيها عن رغبته بتشكيل حكومة موسعة".

ضم أعضاء من الليكود
وأشار الخبير في الشأن الإسرائيلي، إلى أن غانتس قد ينجح في إقناع عدد من أعضاء حزب الليكود الذي يرأسه نتانياهو في الانشقاق عن الحزب، والانضمام لتحالفه، خاصة مع الأصوات المنادية بإزاحة نتانياهو من مشهد رئاسة الليكود بعد العقبات الكبيرة التي تسبب بها خلال الجولتين الانتخابيتين.

وأضاف مصلح، أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أريئيل شارون، سبق وانشق عن حزب الليكود، وشكل حزباً إسرائيلياً جديداً تحت اسم (كاديما)، وتمكن من رئاسة الحكومة الإسرائيلية من خلال تحالفات أبرمها مع الأحزاب الإسرائيلية الأخرى".

ولفت مصلح، إلى أن ما تحتاجه كتلة اليسار والوسط في إسرائيل، هي 5 مقاعد على أقصى تقدير لتصل لعدد 61 من المقاعد التي تحتاجها الحكومة لنيل ثقة الكنيست، ما يجعل خيار البحث عن منشقين عن حزب الليكود خياراً قائماً لدى غانتس.

وسيبدأ الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، في إجراء مشاورات لتكليف شخصية من الكتل البرلمانية في الكنيست، لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، فيما أكد ريفلين في تصريح له مساء أمس، أنه سيعمل على عدم الوصول لانتخابات إسرائيلية ثالثة.