الخميس 19 سبتمبر 2019 / 15:15

بعد 6 أيام طموح زايد يعانق الفضاء... وهذه تفاصيل مهمة أول رائد فضاء إماراتي

24- أبوظبي- آلاء عبد الغني

الأمل في دولة الإمارات حكاية تتجدد فصولها كل يوم، والطموح في دار زايد لا سقف له، وقطار الإنجازات يمضي دون أن يتوقف في محطة انتظار، لأن الحلم ليس للإماراتيين فقط، بل هو حلم عيال زايد من أجل غد أفضل للعالم العربي بأسره، وللإنسانية جمعاء.

6 أيام فقط ويعانق طموح زايد السماء في أول مهمة فضاء إماراتية عربية تنطلق إلى محطة الفضاء الدولية يوم الأربعاء المقبل الموافق 25 سبتمبر (أيلول) الحالي، ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي أطلقه نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في العام 2017 بهدف تدريب وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين، وإرسالهم إلى الفضاء للقيام بمهام علمية مختلفة.

شعار المهمة
وفي أبريل (نيسان) 2019، اعتمد مركز محمد بن راشد للفضاء، بالتعاون مع المؤسسة الاتحادية للشباب، شعار أول مهمة فضاء إماراتية عربية تنطلق إلى محطة الفضاء الدولية، وهو "طوح زايد"، واختيار سلطان النيادي بديلاً له لنفس المهمة.

ويجسد شعار المَهمة طموح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه في وصول أبناء الإمارات إلى الفضاء، خاصة أنه آمن بقدراتهم واهتم بدخول دولة الإمارات العربية المتحدة هذا القطاع، وكانت لديه، رؤية بعيدة المدى لقطاع فضاء إماراتي. 

وسيحمل هزاع المنصوري "طموح زايد" معه إلى الفضاء، مرتدياً الشعار على كتفه خلال هذه المهمة التاريخية إلى محطة الفضاء الدولية، والتي ستكون حدثاً يفتخر به كل إماراتي وكل عربي.



توقيت الرحلة
ستبدأ الرحلة من محطة "بايكونور" الفضائية في كازاخستان، في الخامسة و56 دقيقة مساء بتوقيت الإمارات، والوصول سيكون في منتصف الليل، أما فتح بوابة المركبة الى محطة الفضاء الدولية فسيكون بعد ساعتين من التحام المركبة وذلك للتأكّد من إجراءات السلامة بشكل وافٍ، ويعتبر المنصوري أول عربي يشارك في الأبحاث العملية في الفضاء، إذ سينفذ 16 تجربة علمية، بينها ست تجارب على متن المحطة.

وسيقضي المنصوري ثمانية أيام على متن محطة الفضاء الدولية ضمن بعثة فضاء روسية، وستحمله مركبة "سويوز أم أس 15" التي ستنطلق من محطة "بايكونور" الفضائية في كازاخستان بتاريخ 25 سبتمبر 2019، وسيعود على متن المركبة "سويوز أم أس 12".




أول رائد فضاء عربي
وسيكون هزاع المنصوري أول رائد فضاء عربي تستقبله محطة الفضاء الدولية، وسيقوم بتقديم جولة تعريفية مصورة باللغة العربية للمحطة، حيث سيوضح مكونات المحطة، والأجهزة، والمعدات الموجودة على متنها، كما سيقوم بتصوير كوكب الأرض والتفاعل مع المحطات الأرضية، ونقل المعلومات والتجارب، إضافة إلى توثيق الحياة اليومية لرواد الفضاء على متن المحطة.



تجارب علمية
وسيوكل للمنصوري خلال تواجده على متن محطة الفضاء الدولية مَهمة علمية تتضمن القيام بتجارب توضح تأثير الجاذبية الصغرى مقارنة بجاذبية الأرض، ومنها 15 تجربة سيتم اختيارها بناء على مسابقة "العلوم في الفضاء" التي أطلقها المركز وتستهدف المدارس داخل دولة الإمارات.

كما سيتم دراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الانسان داخل المحطة مقارنة بالأرض قبل وبعد الرحلة، وللمرة الأولى سيتم هذا النوع من الأبحاث على إنسان عربي، حيث ستُقارن النتائج مع أبحاث أجريت على رواد فضاء من مختلف مناطق العالم، إضافة إلى ذلك، ستوكل إلى المنصوري مسؤولية استكمال مهام علمية في مختبرات محطة الفضاء الدولية خلال فترة المَهمة.



تدريبات نوعية
خضع رائدا الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، لمجموعة تدريبات نوعية على مختلف جوانب مهمة الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية مع طاقمي المهمة الرئيسي والبديل. 

ويتدرب هزاع المنصوري مع الطاقم الأساسي للمهمة، والمؤلف من قائد الرحلة رائد الفضاء الروسي أوليغ سكريبوتشكا، ورائدة الفضاء الأمريكية جيسيكا مير، فيما يخضع سلطان النيادي، رائد الفضاء الإماراتي البديل، لتدريبات مماثلة مع الفريق البديل، والذي يتألف كذلك من ثلاثة رواد فضاء، ويضم إضافة إلى النيادي كل من الروسي سيرغي ﻧﻴﻜﻮﻻﻳﻔﻴﺘﺶ ﺭﻳﺰﻳﻜﻮﻑ، والأمريكي توماس هنري مارشبيرن.

وشارك المنصوري والنيادي بالتدريبات في مركز "يوري غاغارين" في "مدينة النجوم" في روسيا، للمرة الأولى مع طاقمي المهمة، على مركبة "سويوز إم أس" على الاقلاع والهبوط وكيفية التعامل مع الحالات الغير اعتيادية أو الطارئة، وخضعا لمجموعة من الفحوصات الطبية الضرورية لقياس مستوى اللياقة البدنية والذهنية بناء على معايير عالمية قبيل تنفيذ المهمة.

كما سيقومان بتدريب النجاة في بيئة المحيطات، ثم توجها إلى المركز الأوروبي لرواد الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA) في مدينة كولون في ألمانيا، ومن ثم إلى مركز ليندون بي جونسون للفضاء في هيوستن بتكساس التابع لوكالة ناسا الأمريكية، لتلقي المزيد من التدريبات على المهمة.



محطة ما قبل الإقلاع
وفي 11 سبتمبر (أيلول) الحالي، وصل رائدا الفضاء الإماراتيان هزاع المنصوري وسلطان النيادي إلى مدينة بايكونور في جنوب كازاخستان، حيث تعتبر المحطة الأخيرة قبل عملية الإقلاع إلى الفضاء.



العزل الصحي
ومع وصولهما إلى هناك، دخل المنصوري والنيادي مباشرة مرحلة العزل الصحي، التي ستستمر حتى وصولهما إلى مركز بايكونور الفضائي، حيث سيكونان قبل ذلك معزولين عن التماس تقريباً مع العالم الخارجي، نظراً لحساسية هذه المرحلة التي تسبق الصعود إلى الفضاء.

وتعد مرحلة العزل الصحي عاملاً مهماً في نجاح رحلات الفضاء بشكل عام والتجارب العلمية، حيث يتم العمل على المحافظة على سلامة طاقم رواد الفضاء.

وخلال هذه المدة يتواجد الرواد في بيئة نظيفة، لتجنب الإصابة بأي أمراض قبيل الانطلاق إلى المحطة الدولية ونقله إلى المحطة، وفي هذه الفترة يكون طاقم الرحلة الأساسي والبديل في موقع يكون فيه الاحتكاك مع العالم الخارجي شبه معدوم.



التعقيم الشامل
وتتحمل الوكالة الطبية الحيوية الفيدرالية الروسية خلال هذه المدة المسؤولية الكاملة عن صحتهم، حيث تتكفل بمنع الجراثيم من دخول المنشآت الأرضية والفضائية، إضافة إلى تنفيذ الوكالة عملية تعقيم شاملة من الميكروبات.

وقبيل الرحلة مباشرة، يعمل خبراء الصحة على تعقيم مقصورة مركبة الفضاء الروسية "سويوز إم إس 15"، إضافة إلى وضع رواد الفضاء فيما يسمى بـ"الغرفة النظيفة"، حيث يخضعون والحمولة التي تنطلق معهم إلى المحطة الدولية للتعقيم الصحي الأخير استعدادا لرحلة الإقلاع.



أطباق إماراتية
وعلى متن محطة الفضاء الدولية، يستضيف هزاع المنصوري "ليلة الطعام الإماراتي التقليدي"، حيث سيرتدي خلالها الزي الإماراتي التقليدي، ويقدم لزملائه من رواد الفضاء ثلاثة أطعمة إماراتية هي: "المضروبة والصالونة والبلاليط"، وسيكون حدث فريد من نوعه على متن المحطة، ولأول مرة سيتذوق رواد الفضاء ا أكلات عربية، وتحديداً خليجية في بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً.

وإضافة إلى الأكلات الإماراتية، سيتم إعداد قائمة يومية لرائد الفضاء الإماراتي من الأطعمة التي اختارها خلال فترة التدريبات، حيث قضى رائدا الفضاء الإماراتيان هزاع المنصوري، رائد الفضاء الإماراتي الأساسي للمهمة، ورائد الفضاء البديل سلطان النيادي، في مدينة النجوم في روسيا ما بين ساعة إلى ساعتين يومياً لمدة أسبوع في تذوق الأطعمة الحلال من بين نحو 200 نوع مختلف وتقييم كل منها. وتتولى شركة "مختبر أطعمة الفضاء" (Space Food Laboratory company) الروسية تجهيز هذه الأكلات للفضاء.



التواصل مع الأهل
وكذلك ستتوافر في الرحلة أجهزة رياضية تساهم في المحافظة على لياقة رائد الفضاء، بالإضافة إلى إتاحة المكالمات الهاتفية على متن الرحلة بما يسمح لرائد الفضاء الإماراتي التواصل مع أهله.

دمية "سهيل"
ويرافق رائد الفضاء الإماراتي في مهمته إلى محطة الفضاء الدولية، دمية روبوت على شكل رائد الفضاء، أطلق عليها اسم "سهيل"، في إشارة إلى نجم سهيل ألمع النجوم في النصف الجنوبي للكرة الأرضية، والذي مع طلوعه ينتهي فصل الصيف.



مقتنيات المنصوري في المحطة
كما سيحمل المنصوري معه عشرة كيلوغرامات تتضمن "نسخة من القرآن الكريم، وعلم الإمارات، وصورة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تجمعه برواد فضاء كانوا يتحدثون إليه عن الفضاء وأهميته لمستقبل الدول، وكتاب قصتي لنائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصور عائلية وهدايا تذكارية، و30 بذرة لشجرة الغاف، كما سيلتقط صوراً لدولة الإمارات والحرم المكي من الفضاء".



    
زراعة الشجرة
وفي إطار الترتيبات التي تسبق الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية، وضمن التقاليد المتبعة قبل انطلاق رواد الفضاء، على متن مركبة الفضاء الروسية "سويوز"، إلى محطة الفضاء الدولية، زرع رائد الفضاء الإماراتي، هزاع المنصوري، شجرة في ممر حديقة رواد الفضاء، بمركز "بايكونور" الفضائي.

ويأتي ذلك ضمن التقاليد المتبعة لرواد الفضاء الذين يغادرون إلى الفضاء للمرة الأولى، حيث يعود هذا التقليد إلى عام 1961، حين زرع يوري جاجارين، وهو أول إنسان ينطلق إلى الفضاء، شجرة قبيل الرحلة، ومنذ ذلك الحين قام رواد الفضاء بهذا التقليد قبل رحلاتهم الأولى.

ونشر موقع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، صوراً لرائد الفضاء هزاع المنصوري والفريق الرئيسي، المغادر لمحطة الفضاء الدولية، وذكر الموقع أن الرواد سيغادرون الأرض الأسبوع المقبل في رحلة تستغرق 6 ساعات تقريباً. 

كما يواصل هزاع المنصوري تدريباته المتعلقة بالتوازن الحركي على الكرسي الدوار، قبل الانطلاق على مركبة "سويوز".



ابتكار حلول للتحديات
يذكر أن مهمة ذهاب أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية تندرج تحت برنامج «الإمارات لرواد الفضاء» الذي يشرف عليه مركز محمد بن راشد للفضاء، ويعد أول برنامج متكامل في المنطقة العربية يعمل على إعداد كوادر وطنية تُشارك في رحلات الفضاء المأهولة للقيام بمهام علمية مختلفة، تصبح جزءاً من الأبحاث التي يقوم بها المجتمع العلمي الدولي من أجل ابتكار حلول للعديد من التحديات.