الجمعة 20 سبتمبر 2019 / 10:17

صحف عربية: التصدي لإيران مسؤولية مشتركة

24 - معتز أحمد إبراهيم

رصدت تقارير صحافية تداعيات الأزمة في الخليج، مشيرة إلى تراجع سقف الخطاب الذي رفعته الإدارة الأمريكية ضد إيران، وهو ما يفرض ضرورة الحذر والعمل العربي المشترك للتصدي لإيران.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، فإن هناك مسؤولية مشتركة بين كافة الدول بالمنطقة للتصدي لإيران ونظامها الداعم للميليشيات الإرهابية بالمنطقة، الأمر الذي لا يفرض التصدي لعملياتها التخريبية فحسب، بل أيضاً التصدي لمختلف "مستعمراتها" بالمنطقة.

تراجع أمريكي
وفي التفاصيل، تحدث مراقبون لصحيفة العرب عما يتردد على الساحة الآن إزاء الوصول إلى "حل سلمي" للأزمة الخليجية، واعتبر هؤلاء المراقبون أن هذا الحديث يعتبر بمثابة تراجع عن سقف الخطاب الذي رفعه ترامب وإدارته منذ إعلان السعودية تعرض منشآت شرق البلاد إلى استهداف عسكري.

وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي توصلت فيه بعض من التقارير الاستخبارية إلى أن إيران هي المسؤولة عن الهجمات، فإن استثمار إدارة ترامب لها بهذا السقف المحدود سيمثل رسالة إضافية مشجعة لإيران على الاستمرار في تهديد الأمن الإقليمي. ونبهت الصحيفة إلى أن استهداف الأمن الإقليمي بات يمثل توجها رسمياً في إيران رغم أسلوب التضليل والتمويه المعتمد، مشيرة في الوقت ذاته إلى ان هذه السياسة الإيرانية لم تعد تقتصر على الحرس الثوري أو الأذرع الحليفة، بل هو خيار من أعلى سلطة.

مسؤولية مشتركة
بدورها قالت صحيفة الرياض في افتتاحيتها، إن النظام الإيراني حينما يدس أنفه في أي دولة أو قضية فإن الحرائق تشتعل، ويسود الدمار، وتنتشر رائحة الموت.

ولفتت الصحيفة إلى أن الشرور الإيرانية طالت الكثير من دول العالم، موضحة أن السياسات الإيرانية تعمل على تأجيج الفتن، ورعاية الإرهاب، وبات دورها مكشوفاً للجميع في اليمن وسوريا والعراق، وحتى في عمق غابات إفريقيا، وفي قلاع الديمقراطية الأوروبية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الدور الإيراني المشبوه لا يتوقف على الشرق الأوسط ، ولكن في بعض من دول العالم ومنها أفغانستان حيث تدعم إيران الحركات الإرهابية هناك. وقالت إن نظام الولي الفقيه لا يتاجر سوى في الفوضى وقتل آمال السلام، موضحة أن الاضطرابات الأهلية هي بضاعته الوحيدة التي ينشرها في العالم.

ونوهت الصحيفة إلى أن الحرب ضد إيران تمثل مسؤولية مشتركة لدول العالم، خاصة وأن الصراع السعودي الإيراني يعتبر الآن صراعاً تنافساً سياسياً بين مفهوم الدولة ومفهوم الميليشيا، وبين إرادة الاستقرار والتنمية، وبين نزعات الفوضى والحروب.

تأديب إيران
ومن الحديث عن تفاصيل الصراع السعودي الإيراني إلى حديث الكاتب الصحفي فريد أحمد حسن في صحيفة الوطن البحرينية عن ضرورة تأديب إيران.

ووفي سياق متصل، شدد الكاتب الصحافي فريد أحمد حسن في مقال بصحيفة الوطن البحرينية ضرورة تأديب إيران، معتبراً أن الاعتداء على معامل أرامكو في بقيق وخرص هو من تخطيط النظام الإيراني وبأسلحته، والمنطق يقول أيضاً بأن المسيرات أو الصواريخ لم تنطلق من اليمن وإنما من إيران أو الأراضي القريبة التي صارت ضمن "مستعمراتها". لهذا فإنه ليس بإمكان النظام الإيراني أن ينكر تورطه في هذه الجريمة خصوصاً وأن التكنولوجيا الحديثة يمكنها أن تتبين مكان وساعة انطلاق تلك المسيرات أو الصواريخ بدقة.

وأشار الكاتب إلى أن نظام الملالي أراد بهذه الجريمة توصيل رسالة للولايات المتحدة مفادها أنه كما أن بإمكانها فرض العقوبات الاقتصادية عليه فإن بإمكانه أن "يشمّخ" حلفاءها ويحرجها معهم، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد السياسي بالمنطقة ويدعو إلى ضرورة تأديب إيران مع مواصلتها لهذه السياسة الاستفزازية والخطيرة على استقرار المنطقة.

تحالف استراتيجي
ومع ارتفاع سقف المطالب بضرورة التصدي لإيران، وتشكيل تحالف مشترك لمواجهة تحركاتها بالمنطقة، جاءت افتتاحية البيان الإماراتية لتشير إلى أهمية التحالف العربي والعمل المشترك للتصدي للسياسات الإيرانية.

وأشارت الصحيفة إلى أهمية خطوة انضمام الإمارات إلى التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية، موضحة أن هذه الخطوة تجسد سياسة الإمارات المرتكزة على ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مواجهة المشكلات والأزمات التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.

وقالت الصحيفة إن هذه الخطوة الإماراتية تأتي مع تصاعد الحاجة إلى عمل دولي منسق لضمان أمن واستقرار المنطقة، بعد الاعتداءات التي تعرضت لها المرافق النفطية في السعودية، والتي تمثل أعمالاً إرهابية صريحة، ينبغي العمل بكافة الوسائل الممكنة، لردع مرتكبيها، وهو ما يسعى إليه التحالف الدولي الذي تعمل المملكة على حشده، بحيث يمثل حائطاً منيعاً في وجه أي محاولات زعزعة أمن واستقرار المنطقة.