(أرشيف)
(أرشيف)
الجمعة 20 سبتمبر 2019 / 13:50

"الوعد المستحيل"...انفصال أمريكا عن الشرق الأوسط

24- زياد الأشقر

عن السياسة الأمريكية حيال الشرق الأوسط، كتب جنان غانيش في صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن كل رئيس أمريكي منذ انتهاء الحرب الباردة كان يتم انتخابه على مشهد الرمل والموت في الشرق الأوسط. وكل واحد منهم أخفق في الانفصال عن المنطقة.

حتى لو حصلت أمريكا على اكتفائها الذاتي من الطاقة، فإنها لن ترتاح بسيطرة قوة أخرى على مصادر الطاقة وممراتها في هذه المنطقة

وذكر بأن الرئيس الأسبق بيل كلينتون اعتبر أن المغامرات الخارجية بمثابة ترف عندما تكون الجبهة الداخلية في حاجة إلى عناية. وبعد ستة أعوام، كان هو يقصف العراق. ودعا خلفه جورج بوش إلى "تواضع" أكبر في الخارج. لكنه أمر بشن أطول حربين في التاريخ الأمريكي. وسعى الرئيس السابق باراك أوباما إلى الابتعاد من كل هذه الاستعراضات. لكنه قاد حربين في ليبيا وسوريا.

الجولة الرابعة
ومع تجدد المخاطر في الخليج، يقود الرئيس دونالد ترامب الولايات المتحدة إلى الجولة الرابعة من هذا السيناريو خلال جيل. وفي كل مرة تتزايد الآمال من أجل حياة أهدأ، لكن في كل مرة لا يتحقق ذلك. والثقة بالحكومات ليست سوى عبارة عن معاناة.

ومع أن الاعتقاد السائق أن المشكلة تكمن في الإخفاق بالتزام إعادة التموضع، فإن المشكلة الحقيقية هي في الوعود. فالولايات المتحدة راكمت مصالح خارجية على مدى القرن العشرين لا يمكنها التفريط بها بسرعة، وعلى الأقل من دون ثمن مؤلم، ولا في منطقة مستعصية مثل هذه.

داعش
والشهر الماضي، حذر المفتش العام للبنتاغون من عودة داعش إلى سوريا، مذكراً بقرار ترامب سحب القوات الأمريكية، كأحد الأسباب المحتملة لهذه العودة. وكان من الصعب عدم التفكير بقرار أوباما الانسحاب من العراق في 2011. وبعد ثلاثة أعوام من ذلك "الرحيل"، تعين على الولايات المتحدة العودة للقتال ضد داعش، من طريق الجو خصوصاً. وقد يكون هذان الرئيسان هما الأقل تشابهاً من بين الرؤساء ال45 للولايات المتحدة. لكن كل واحد منهما وقع ضحية إيديولوجية: "إعيدوهم إلى الديار".

ولفت الكاتب إلى أن الأعباء الخارجية لبلد يمكن أن تكون مؤشراً خاطئاً عن قوته. فثمة من زاحم بريطانيا على أكبر اقتصاد في العالم في القرن ال19، لكن امبراطوريتها لم تصل إلى ذروتها إلا في العشرينيات من القرن العشرين، وكانت لا تزال تقاتل في مالاوي حتى أواخر الستينيات.

تهديدات الشرق الأوسط
ورأى أن الأراضي الأمريكية ستبقى معرضة لتهديدات إرهابية مركزها الشرق الأوسط. وحتى لو حصلت أمريكا على اكتفائها الذاتي من الطاقة، فإنها لن ترتاح بسيطرة قوة أخرى على مصادر الطاقة وممراتها في هذه المنطقة.

وأشار إلى أن ترامب والمرشحين الديمقراطيين للرئاسة الذين سيخوضون غمار الحملات الانتخابية الرئاسية، سيقولون  أن هذا ليس صحيحاً، وسيعدون بالتركيز أكثر على وسط الغرب أكثر من الشرق الأوسط، الذي لعب دوراً فعلياً في انتخابات 1992 و 2000 و2008 و2016.