رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وينستون تشرشل والرئيس الأمريكي دونالد ترامب (أرشيف)
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وينستون تشرشل والرئيس الأمريكي دونالد ترامب (أرشيف)
الجمعة 20 سبتمبر 2019 / 16:24

تشرشل خاض الحرب.. ماذا عن ترامب؟

24- نيفين الحديدي

دعا العقيد السابق في الجيش الأمريكي سكوت لينغامفلتر، إلى رد واضح وقوي من قبل أمريكا وحلفائها على الهجوم الإيراني الأخير الذي استهدف منشأتي النفط في السعودية، لإيصال رسالة للعالم وإيران "أننا لن نتسامح مع مثل هذا السلوك، يجب على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الآن أن يفكر في كيفية اتخاذ هذا الإجراء".

ولفت لينغامفلتر، في تحليل نشرته صحيفة "واشنطن تايمز"، الخميس، إلى المقارنة التي أجراها الأستاذ لاري آرن من كلية هيلزدال، بين موقف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وينستون تشرشل، الذي رفض خيار التفاوض مع العدو النازي عبر الوسيط الإيطالي غير الحيادي، واختار الصمود ومواجهة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وموقف الولايات المتحدة الحالي المنقسم من إيران، والذي يعكس تردداً واضحاً إزاء الدخول في مواجهة مفتوحة مع إيران.

تشرشل.. وخيار الحرب
وكان خيار تشرشل، خوض الحرب مع ألمانيا النازية مخالف لاتجاه في المملكة المتحدة لتجنب الصراع، حيث حاولت الحكومة البريطانية الضغط على رئيس وزرائها للدخول في مفاوضات سلام مع إيطاليا الفاشية، وهي خطوة كان تشرشل، يعتقد أنها ستؤدي إلى الخضوع والاستسلام للعدو- ألمانيا النازية، ويعلق الأستاذ آرن، بقوله: "إنها ليست الاتجاهات، بل الخيارات الأكثر أهمية في لحظات التاريخ المصيرية"، حسب ما أفاد الكاتب.

وقال الضابط سكوت، إن "هناك أوجه تشابه بين الضغط الذي تعرض له تشرشل من حكومته لتجنب الحرب، والوضع اليوم في أمريكا المنهكة من الحروب، بعد عقدين من القتال في حروب الشرق الأوسط، حيث يتردد الأمريكيون اليوم في الدخول في حرب جديدة.. وهذه المرة الحرب مع إيران المتشددة التي تسعى لفرض سيطرتها في منطقة الخليج وخارجها".

وأضاف، أن الاتجاه الأمريكي الذي يواجه الرئيس الأمريكي أصبح أكثر انعزالية اليوم، وهو ينطلق من فكرة أن المصالح العليا للولايات المتحدة تقتضي عدم التدخل، باستثناء الضرورة القصوى، التي تحتم الخيار العسكري مع العدو.

وأكد العقيد الأمريكي، أن "دولاً مثل إيران -التي تدعم الإرهاب وتطور القدرات النووية- تهدد السلام العالمي، ولكن التحدي أن برنامج الرئيس ترامب "أمريكاً أولاً" في طريقه للبيت الأبيض، يضعه أمام خيار مصيري: الابتعاد عن مواجهة التهديد في الشرق الأوسط، أو الذهاب إلى خيار المواجهة، وهو تهديد إذا لم يتم تقييده، يمكن أن يؤدي إلى المزيد من تنامي الإرهاب على يد إيران".

وقال لينغامفلتر، إن "ترامب قدم حجة مقنعة للانسحاب من الحروب الخارجية التي تستنزف الدم والثروة الأمريكية.. عدم مبالغته في ردة الفعل تجاه إسقاط إيران لطائرة تابعة للبحرية الأمريكية في يونيو (حزيران) الماضي، يعكس هذا الرؤية". 

الرد الأمريكي المناسب:

وحول كيفية الرد الأمريكي المناسب على العدوان الإيراني الأخير على منشأتي النفط في السعودية، اقترح سكوت، أن يتخذ الرئيس دونالد ترامب الإجراءات التالية: 

أولاً، يجب عليه الكشف عن أكبر قدر ممكن من المعلومات الاستخباراتية لإظهار دور إيران المباشر في هذا الهجوم.. من الواضح أن طهران سعت إلى استخدام ميليشيات الحوثي الإرهابية، لتصوير الهجوم على أنه امتداد لحرب السعودية مع جماعة الحوثي في اليمن. يجب أن يثبت تحليل الصواريخ المستخدمة في الهجوم عكس ذلك، ويجب على الرئيس ترامب أن يقدم للشعب أدلة لا يمكن دحضها، وذلك لحشد الدعم للعمل العسكري.. يجب ألا نكرر سيناريو المخابرات المعيب للحرب الأخيرة في العراق.

ثانياً، كما يفعل وزير الخارجية مايك بومبو الآن، يتعين على الولايات المتحدة بناء تحالف مع حلفائنا في أوروبا ومنطقة الخليج، حتى لا يصبح هذا إجراءً أمريكياً أحادياً، كانت أوروبا مترددة في التشدد مع إيران. يجب أن ينتهي ذلك في ضوء عداء إيران المسلح العلني تجاه السعودية، علاوةً على ذلك، يجب ألا نشرك إسرائيل، التي ستقضي على المشاركة العربية في أي تحرك.

ثالثاً، يجب أن يكون أي رد عسكري متناسباً وقاسياً، يجب على إيران ألا تتهرب من المسؤولية عن هذا العمل الحربي.

رابعاً،
يجب على الرئيس مواصلة الجهود الدبلوماسية حتى يتضح أن إيران ليس لديها رغبة في التفاوض. جورج هربرت واكر بوش فعل ذلك في حرب الخليج الأولى، وعزز سلطته في متابعة ما لا مفر منه.

خامساً، ينبغي أن يحتفظ الرئيس ترامب إلى أقصى حد بخفة الحركة لمتابعة الأحداث عند حدوثها. يمكن أن يكون للرد العسكري -الذي تم تكوينه بشكل صحيح- نتائج مدمرة على أهداف محددة، ولكن سيكون له تأثير مفيد على إرهاب الملالي في إيران، ضربة عسكرية قد تسرع سقوطهم في ثورة شعبية، إذا كان الأمر كذلك، يجب أن يكون لدى التحالف خطة لتحقيق الاستقرار والدعم لنظام إيراني جديد، ملتزم بالمشاركة في مجتمع يسوده السلام.