السبت 21 سبتمبر 2019 / 11:03

صحف عربية: هجوم أرامكو يقرع جرس إنذار للتصدي للإرهاب الإيراني

24 - معتز أحمد إبراهيم

وجه حادث أرامكو الإرهابي في المملكة العربية السعودية، جرس إنذار لكافة دول المنطقة لضرورة التصدي للإرهاب الإيراني، في الوقت الذي أشادت فيه تقارير صحافية بحكمة الرياض في إدارة الأزمة.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم السبت، فإن محاسبة المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، ومعاقبته باتت أمراً هاماً في ظل التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة والعالم بسبب السياسات الإيرانية، والتي يدفع ثمنها الشعب الإيراني وحده.

تداعيات اعتداءات أرامكو
وفي التفاصيل، لفت المحلل السياسي والكاتب خطار ابو دياب في مقاله بصحيفة العرب، إلى أن هذا حادث أرامكو يفرض على العرب ضرورة إعادة النظر بتحالفاتهم السياسية، خاصة في ظل دقة هذه الأزمة، قائلاً إن العرب الآن أمام فصل جديد مما أسماه بـ "اللعبة الكبرى الجديدة" للقرن الحادي والعشرين، مشيراً إلى أن هذه اللعبة انطلقت من الساحة السورية عام 2011 وستتواصل تداعياتها السياسية.

وعن جدوى فرض العقوبات على إيران قال أبو دياب، إن سياسة العقوبات أو تفعيل القنوات السرية للتفاوض سيبقيان من دون جدوى، موضحاً أن عدم الردّ الأمريكي على عملية أرامكو يعني أن أسس السياسة الأمريكية تعاني من التصدّع وفقدان المصداقية مع الحلفاء.

وحاول الكاتب ربط تطورات الموقف السياسي الحالي بالماضي، قائلاً إنه بعد قرن على اتفاقية سايكس – بيكو، يتم التعامل اليوم مع العالم العربي وكأنه الرجل المريض لهذا القرن، وبالتالي يمثّل الخروج من الانكشاف الاستراتيجي العربي أولوية عبر صياغة الحد الأدنى من الاندماج وإعادة النظر بالتحالفات وعدم التسليم بأن الصراع الدولي سيكون على حساب العرب مهما كانت الأثمان والتضحيات.

السعودية وإدارة الأزما
من جانب آخر، ألقت صحيفة البيان الإماراتية في افتتاحيتها، الضوء على تفاصيل الأزمة الإيرانية، مشيرة إلى أن السعودية استحقت، احترام العالم في إدارتها للهجوم الذي تعرضت له مصافي أرامكو داخل المملكة، حيث لم تنطلِ عليها محاولات ميليشيا الحوثي لفت الأنظار عن الجاني الحقيقي لهذه الاعتداءات، وبادرت منذ اللحظة الأولى للهجوم، في وضع المجتمع الدولي كافة أمام مسؤولياته، من أجل التدخل لحفظ الأمن والسلم العالميين.

وقالت الصحيفة إن المستهدف من وراء الاعتداءات على أرامكو لم يكن السعودية فحسب، وإنما العالم بأسره والإضرار باقتصاده عبر تهديد أمن الطاقة العالمي، وهو ما يزيد من دقة هذه القضية.

ونوهت البيان، إلى أهمية إعلان المملكة مشاركة خبراء أمميين ودوليين في التحقيقات عن حادث أرامكو الإرهابي، مشيرة إلى أن الهدف من هذه الخطوة هو السعي للتوصل إلى موقف دولي موحد، في مواجهة تلك التهديدات التي تشهدها المنطقة.

محاسبة خامنئي
وفي سياق متفصل، أكد الكاتب إميل أمين طالب، عبر مقال بصحيفة الشرق الأوسط، ضرورة محاسبة المرشد الإيراني علي خامنئي، قائلاً إن العالم بات يعرف أن الاعتداء الإرهابي الذي جرى على معامل أرامكو تم بأيادٍ إيرانية، وبتوجيه مباشر من المرشد علي خامنئي، وبتنفيذ الأصابع الخبيثة للحرس الثوري الإيراني.

ونبه أمين إلى طبيعة التسريبات السرية التي خرجت من الولايات المتحدة خلال الفترة الأخيرة، وكان منها تأكيد أحد المسؤولين الأمريكيين من أن المرشد الإيراني هو مَن وافق على الهجوم، بشرط أن يتم تنفيذه بشكل يبعد الشبهات عن أي تورط إيراني.

وتساءل الكاتب إن كان من الطبيعي أن يقوم المرشد بإعطاء أوامره بهذه العملية الشنيعة، التي لا تضرب الاقتصاد السعودي بقدر ما تؤثر على وضعية الاقتصاد العالمي برمته، وهو ما رأيناه في زيادة أسعار النفط.

وبادر أمين بالتحذير من مخاطر السياسات التي ينتهجها المرشد الإيراني، قائلاً إن المرشد وحرسه الثوري ينتهجان كافة الطرق والسياسات للحفاظ على ما أسماه بالإرث التاريخي لأسوأ ثورات المنطقة في العقود الأربعة الماضية. وطالب بالانتظار حتى الثلاثاء المقبل، للاستماع إلى كلمة الرئيس الأمريكي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولنر كيف سيتعاطى ترامب مع هذه الأزمة.

المغامرات الإيرانية
من جهته، قال الكاتب السعودي عبد العزيز الجار الله، في رؤيته التي طرحها عبر صحيفة الجزيرة، إن احتفالات اليوم الوطني السعودي تأتي تزامناً مع تطور ملفت للاحداث في شرق السعودية. وأضاف الجار الله أن إيران دولة مهزومة من الداخل والخارج، وقادتها الملالي يتخبطون منذ 40 سنة في صراعات المذهبية والتطرف وتصدير الثورة، فأنفقت ميزانيات نفطها على حروب خاسرة ومغامرات وهمية حتى وصلت إلى جراح ونزيف الأرض والشعب الإيراني.

وأوضح الكاتب أن إيران تريد أن تغرق شعوب المنطقة في دوائرها الخانقة بعد أن شعرت أنها أمام آخر حائط من مغامرتها، وقادتها شعروا بالرعب والخوف الحقيقي من المصير الصعب الذي سيصلون إليه بعد الحصار العسكري والسياسي والاقتصادي، لافتاً إلى أن الإيرانيين باتوا يدركون الآن حجم الانهيارات في الجيش والسياسة والمشرع الكبير في السيطرة على 4 عواصم عربية، وهو ما سيكون له تداعياته بعد ذلك.