الأحد 22 سبتمبر 2019 / 12:33

اللاجئون الفلسطينيون بيادق في أيدي الفصائل

يتساءل خالد أبو طعمة، صحفي بارز مقيم في القدس، وزميل لدى معهد غيتستون، عما إذا كان اللبنانيون يسعون للتخلص من الفلسطينيين المقيمين في لبنان، مشيراً إلى أن عدداً من هؤلاء اللاجئين يعتقدون أن البلد العربي الذي أقاموا فيه منذ عقود يرسم خططاً لإخراجهم منه.

تريد الفصائل الفلسطينية أن يواصل اللاجئون العيش في بؤس وفقر حتى يستمروا في استخدامهم كبيادق في الصراع مع إسرائيل

وفي نفس الوقت، تعمل فصائل فلسطينية في اتجاه معاكس، فتحاول منع الفلسطينيين من مغادرة مخيماتهم. وهي تريد أن يواصل اللاجئون العيش في بؤس وفقر حتى يستمروا في استخدامهم كبيادق في الصراع مع إسرائيل.

ويشير كاتب المقال إلى ما جرى خلال الأسابيع الأخيرة، حينما تدفق عدد كبير من الفلسطينيين على سفارات عدة دول غربية في لبنان طالبين منحهم اللجوء لأسباب إنسانية.

وفي خطوة غير مسبوقة، نفذ مئات من الفلسطينيية الشهر الماضي اعتصاماً خارج السفارة الكندية في بيروت، مطالبين السلطات الكندية بالسماح للفلسطينيين بهجرة جماعية إلى كندا.

ويلفت الكاتب لتزامن ذلك الاعتصام مع حملة أطلقت عبر الإنترنت في لبنان لمطالبة دول غربية بمنحهم اللجوء لدواع إنسانية. 

اتهامات
ونفذت الحملة تحت شعار "ليست خيانة"، في إشارة لاتهامات (من قبل بعض الفلسطينيين) بأن من يسعون لإعادة التوطين في دول غربية يخونون شعبهم ويتخلون عن "حق العودة" للاجئين ولأجدادهم في العودة إلى بيوتهم السابقة في إسرائيل.

وكتب حسام، أحد الفلسطينيين المنظمين للحملة: "نعم للهجرة إلى أي بلد يستطيع فيه الفلسطينيون أن يعيشوا بكرامة، وشكراً لإخواننا اللبنانيين لاستضافتنا".

وقد انضم بعض اللبنانيين إلى هؤلاء الفلسطينيين، وقالوا إنهم يريدون، أيضاً، الهجرة إلى دول غربية.
وقال أحمد الفوال، أحد منظمي الاعتصام خارج السفارة الكندية، وهو أب لستة أبناء ويعمل سائق تاكسي، إن احتجاجات مماثلة ستجرى خلال الأيام المقبلة أمام سفارتي أستراليا وألمانيا في العاصمة اللبنانية، مضيفاً أن الشباب يسعون للهجرة من لبنان لأنهم محرومون من حقوق أساسية.

لكن، وحسب كاتب المقال، معظم من يسعون للهروب من لبنان هم فلسطينيون يعيشون في ها البلد منذ عشرات السنين، فضلاً عن آلاف من اللاجئين الذين فروا من سوريا بعد بداية الحرب الأهلية السورية في 2011.

تخلي
ويشير الكاتب إلى تشكيل من يسعون للهجرة لجنة تحمل اسم "منتدى الشباب الفلسطيني للجوء الإنساني"، بهدف تشجيع ومساعدة الراغبين بمغادرة لبنان.

وقال كمال عقيل، أحد قادة المنتدى، إن الفلسطينيين يريدون مغادرة لبنان "الذي يحرمنا من حقوقنا المدنية والإنسانية والسياسية". وأضاف أن القيادة الفلسطينية تخلت عن أبناء شعبها في لبنان، ولم تعد تهتم بمأساتهم.

وقال شارحاً وجهة نظره: "شعر الشباب بإحباط بعدما نزلوا إلى الشوارع عدة مرات، وطالبوا دولتنا( لبنان) بحماية حقوقنا الأساسية. فقدنا الأمل بالعثور على أي شخص مستعد للاستماع إلينا. نريد الرحيل عن لبنان إلى أي بلد يحترم البشر".
  
أللجوء إلى كندا
وقال عقيل إنه وزملاءه في المنتدى لجؤوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي لمطالبة الشباب الفلسطينيين للترويج لفكرة الهجرة، و"تلقينا، حتى الآن، 10,000 طلب، وذلك يعني أننا نتحدث عن قرابة 55,000 شخص".

وقال معاوية أبو حميده، ممثل للاجئين الفلسطينيين الذين هربوا من سوريا إلى لبنان بعد 2011، إن فكرة طلب اللجوء إلى كندا تعود إلى عام 2013، وإنه تقدم منذ عدة سنوات بطلب لجوء إلى سويسرا، ولكن طلبه رفض لأنه لم يستطع تقديم وثائق تثبت أنه كان يتلقى مساعدات من وكالات الأمم المتحدة.

والتقى أبو حميده مع بعض أصدقائه بديبلوماسيين كنديين في بيروت في إطار جهودهم لإقناع كندا بفتح أبوابها أمام فلسطينيين يرغبون بمغادرة لبنان. وقال: "تحدثنا عن الوضع العام للاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في لبنان منذ 72 عاماً. وقلنا لهم إن الفلسطينيين ممنوعون من العمل في 70 مهنة، وليس لديهم حق الملكية".

ويلفت كاتب المقال إلى أن حملة طلب اللجوء إلى دول غربية جاءت بعد أسابيع من إطلاق السلطات اللبنانية حملة قمع ضد "العمال الأجانب غير الشرعيين" بما فيهم الفلسطينيون. وقد أشعلت حملة القمع موجة احتجاجات بين الفلسطينيين في لبنان، ممن يقولون إن اللاجئين السورين هم الهدف الرئيسي.

وعوضاً عن تشجيع ومساعدة أبناء شعبهم على مواصلة حياتهم، والعمل على توفير مستقبل أفضل لأبنائهم، تواصل حماس وفصائل فلسطينية الكذب على اللاجئين عبر وعدهم بأنه في يوم ما سيعودون إلى قراهم وبلداتهم في إسرائيل.