الأحد 22 سبتمبر 2019 / 13:22

ما خيارات ترامب للردّ على إيران؟

اقترح مدير أبحاث شؤون السياسة الخارجية والأمن القومي في مؤسسة هيريتدج الأمريكية جايمس كارافانو مجموعة من الخطوات التي يمكن الإدارة الأمريكية الرد من خلالها على استهداف إيران للمنشآت النفطية السعودية، معتبراً أن طهران تتحدى ترامب.

قد يعيد ترامب وضع فكرة الدفاع المشترك على طاولة البحث

بعد الاعتداء الأخير على السعودية، أنكر الملالي بشدة تورطهم فيه مطالبين الرئيس الأمريكي برفع كل العقوبات إذا أراد الحوار مع إيران. 

ويقول ترامب إنه لا يحب شن الحروب، وباستثناء تعليقه بأنّ بلاده على أهبة الاستعداد للرد، لا يوجد مؤشرات إلى أنّه سيطلق حرباً في أي وقت قريب. لكن إذا كان الرئيس الأمريكي يريد كبح جماح السلوك الإيراني العنيف والمزعزع للاستقرار وإنهاء طموحات النظام بالحصول على الأسلحة النووية، فسيكون بحاجة إلى التصعيد. أمر ترامب بفرض المزيد من العقوبات على إيران. لكن ما الذي بإمكانه فعله أيضاً لتقييد إيران من دون الوصول إلى حرب؟

لا تخطئوا
يجيب كارافانو على التساؤل الذي طرحه عبر الإشارة إلى وجوب تركيز الإدارة حالياً على ثلاث مهمات. تقتضي المهمة الأولى تصعيد حملة الضغط المالي. الهدف الأساسي هو منع إيران من الحصول على السيولة الصعبة. يواجه النظام مشاكل في تدفق السيولة وهو يشعر بالضيق.

كذلك، يعاني بشدة من العزلة السياسية والاقتصادية وهو يتخبط ويشتكي من الولايات المتحدة كما يهدد بإقفال مضيق هرمز مخاطراً بإشعال مواجهات مسلحة يميناً ويساراً. لقد خسرت إيران حوالي 90% من الأسواق التي تصدّر نفطها إليها. على المدى الطويل، الأمر قريب من أن يكون حكماً بالإعدام على الاقتصاد الإيراني. وأضاف الكاتب: "لا تخطئوا، يتصرف الملالي انطلاقاً من ضعف".

الرد عبر الاتفاق نفسه؟
يشدد كارافانو على أنه يمكن ويجب على واشنطن تعزيز الضغط. يؤمّن الاتفاق الإيراني الذي فاوضت عليه إدارة أوباما حقاً لأي طرف من أطرافه بالذهاب إلى مجلس الأمن وإعلان أنّ إيران تخرق موجباتها. ستطلق هذه الخطوة مساراً من النقاش المتبادل ينتهي بتصويت في المجلس. من دون تصويت الغالبية على مواصلة رفع العقوبات، سيعاد فرضها. لن يكون بإمكان روسيا والصين استخدام حق النقض تجاه الإجراء.

ستجد إيران نفسها مثقلة فجأة بجميع العقوبات الأممية إضافة إلى تلك التي فرضها ترامب. بالتأكيد لم تعد الولايات المتحدة طرفاً في الاتفاق النووي. لكنّ المملكة المتحدة لا تزال ملتزمة به وهي عضو دائم في مجلس الأمن. إذا تمكنت واشنطن من دفع بريطانيا إلى اتخاذ هذه الخطوة فإنّ إيران ستكون فعلاً في مأزق. في نهاية المطاف، أعلنت إيران بنفسها أنها خرقت الاتفاق من خلال تسريع برنامج تخصيب اليورانيوم.

مهمتان أخريان
تقتضي المهمة الثانية إبقاء المضيق مفتوحاً. يمكن أن يسترشد ترامب بسياسة الرئيس الأسبق رونالد ريغان ويعرض على دول أخرى رفع علم الولايات المتحدة على متن ناقلاتها. لن تريد إيران الدخول في مواجهة قاتلة مع البحرية الأمريكية في الخليج. أما المهمة الثالثة فتكمن في دعم حلفاء الولايات المتحدة. كان هجوم السبت اعتداء على سيادة السعودية ومن مسؤولية الرياض أن تقود الرد. ويجب على الولايات المتحدة دعمها.

منذ فترة، طرح ترامب فكرة هندسة أمنية للشرق الأوسط عبارة عن اتفاق أمني جماعي متبادل بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربي. لو تم تطبيق هذه الفكرة لأمكن جداً أن ترتدع إيران عن التجرؤ على مهاجمة السعودية. قد يعيد ترامب وضع فكرة الدفاع المشترك على طاولة البحث. إنّ مجرد إعادة البدء بالمحادثات ستذكّر الإيرانيين بأنهم كلما أصبحوا عدائيين شدوا الخناق على أنفسهم.

تذكير بسيط
الحرب مع إيران هي آخر ما يريده ترامب. لكنه لن يدعهم يثيرون الفوضى في المنطقة كالجامحين. علاوة على ذلك، تدرك إيران أنها ليست قادرة على خوض حرب والفوز بها ضد الولايات المتحدة. يدرك الملالي جيداً أنّ نزاعاً بارزاً مع الغرب سيؤدي إلى انهيار نظامهم. وينهي كارافانو بالإشارة إلى أنّ الصبيان في طهران قد يستفيدون من تذكير بسيط بأنّ الأوقات ستصبح أسوأ بكثير إن لم يبدأوا بالتصرف بشكل أفضل بكثير.