رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وزعيم تكتل أزرق أبيض بيني غانتس (أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وزعيم تكتل أزرق أبيض بيني غانتس (أرشيف)
الأحد 22 سبتمبر 2019 / 19:55

مفاجآت انتخابية صغيرة أما القضايا الكبرى فعالقة..

يجتمع الرئيس الإسرائيلي، ريفلين، بداية من اليوم الأحد، بممثلي ورؤساء الكتل النيابية، لسماع آرائهم وتوصياتهم حول تشكيل الحكومة القادمة. لن تستغرق المشاورات أكثر من بضعة أيام يعلن بعدها عن تكليف الأوفر حظاً بتشكيل الحكومة.

يحق لرئيس الدولة، نظرياً، فرض تشكيل حكومة ائتلاف وطني على ممثلي أكبر كتلتين في البرلمان، ورئاستها بالتناوب. فهل نتوقّع اللجوء إلى مخرج كهذا؟

وفي سياق كهذا، تُقاس أهمية التوصيات بعدد المقاعد التي حصدتها القوى السياسية بعد فرز نتائج الانتخابات، ويتجلى الأوفر حظاً بوصفه رئيس القائمة التي فازت بأكبر عدد من المقاعد النيابية، والذي يمكنه تشكيل حكومة تحظى بأغلبية برلمانية.

ومع ذلك، تبدو الصورة في المشهد السياسي الإسرائيلي ملتبسة تماماً.
  
فللوهلة الأولى، يبرز بيني غانتس، رئيس تحالف أبيض أزرق، بوصفه الأوفر حظاً، بعدما حصدت قائمته أكبر عدد من المقاعد النيابية، وتجاوزت الليكود بمقعدين، ولكن إمكانية حصوله على دعم أغلبية برلمانية غير مضمونة.

فكل ما يمكن أن يحصل عليه غانتس، حسب أغلب التوقّعات، لن يتجاوز 57 صوتاً من أصل 120 أي العدد الإجمالي لأعضاء الكنيست، وعلى فرض أن القائمة المشتركة، التي تمثل الفلسطينيين في إسرائيل، ستدعمه في ذلك، مع استبعاد مشاركتها في الحكومة.

وهذا يصدق أيضاً، على بنيامين نتانياهو، رئيس تكتل الليكود، الذي حصل على 31 مقعداً، ولن يتمكن من الحصول على أغلبية نيابية، فكل التوقعات والحسابات لا تعطيه أكثر من تأييد 55 عضواً من أعضاء الكنيست، وهم خليط من الأحزاب الدينية، واليمين القومي.

وبهذا المعنى، تجابه إسرائيل مرة أخرى المعضلة التي جابهتها في أبريل (نيسان) الماضي، عندما فشل نتانياهو في تشكيل الحكومة، رغم حصول حزبه على أكبر عدد من المقاعد.

فهل ثمة ما يُبرر الكلام عن احتمال الدعوة لانتخابات جديدة للخروج من الشلل، والاستعصاء السياسي؟

بدايةً، ينبغي القول إن لا مفاجآت من العيار الثقيل في هذا السياق، فكل ما يمكن الكلام عنه يتمثل في مفاجآت صغيرة، ولكن الخطوط العامة العريضة للمشهد، وخارطة التوازنات السياسية لم تختلفا كثيراً بعد الانتخابات الأخيرة عما كان عليه الحال بعد انتخابات أبريل (نيسان) الماضي،، وحتى الأسئلة نفسها لم تتغير.

من المفاجآت الصغيرة، مثلاً، أن إقبال الناخبين الإسرائيليين على صناديق الاقتراع فاق التوقعات، وأن تكتل الأحزاب العربية، الذي خاض المعركة الانتخابية باسم القائمة المشتركة حصل على13 مقعداً، ليصبح ثالث أكثر قوة بعد أبيض أزرق، والليكود، في الكنيست.

ومن المفاجآت الصغيرة، أيضاً، أن تحالف أبيض أزرق، تفوق على الليكود، وحصل على مقاعد أكثر، بينما لم يحصل الليكود على مقعد أو أكثر رجحت بعض التوقعات حصوله عليها.

ومع ذلك، هذه مفاجآت صغيرة، ولم تغير كثيراً من الأسئلة الكبرى، وخارطة التوازنات، وعلى رأسها أن مفاتيح الخروج من حالة الاستعصاء السياسي أصبحت في يد أفيغدور ليبرلمان، رئيس حزب إسرائيل بيتنا، الذي حرم نتانياهو من تشكيل الحكومة في أبريل (نيسان) الماضي، ويمكن بعد الانتخابات الأخيرة، خاصةً بعدما ضاعف عدد مقاعده في الكنيست، أن يحرم غانتس، ونتانياهو نفسه، إذا لم يلب هذا أو ذاك شروطه لتشكيل الحكومة.

وبالقدر نفسه، لم تغير الانتخابات الأخيرة أن مصير نتانياهو كان العنوان الأبرز للمعركة الانتخابية، وأن المذكور لعب بكل ورقة ممكنة في السياستين الداخلية والخارجية، وتجاوز خطوطاً حمراء في لعبة السياسة الإسرائيلية نفسها، للبقاء طافياً على السطح، والفوز في الانتخابات، وتشكيل الحكومة، وسن قانون يمنحه الحصانة ضد الملاحقة القضائية، ولكن أوراقه بعد الانتخابات الأخيرة، أصبحت أقل.

ولا يبدو من السابق لأوانه، في ظل مثل هذا الواقع، التساؤل عن تكرار سيناريو الأيام الـ 28، التي يمنحها رئيس الدولة للأوفر حظاً لتشكيل الحكومة، والتي يمكن تمديدها بمهلة أسبوعيين آخرين، وفي حال فشله، يمكن تكليف رئيس ثاني أكبر كتلة نيابية بالمهمة نفسها، ومنحه مهلة إضافية.

فهل في تكرار هذا السيناريو ما يضمن الخروج من حالة الاستعصاء السياسي؟

وعلى جانب آخر، يحق لرئيس الدولة، نظرياً، فرض تشكيل حكومة ائتلاف وطني على ممثلي أكبر كتلتين في البرلمان، ورئاستها بالتناوب.

فهل نتوقع اللجوء إلى مخرج كهذا؟ وهل في اللجوء إلى مخرج مماثل، ما يضمن مكان ومكانة نتانياهو على رأس الليكود، والحكومة؟ وأخيراً، هل تأتي المفاجأة الفعلية، والأكبر فعلاً، من جانب ليبرمان نفسه، إذا انحاز إلى هذه الكتلة أو تلك، بنوع من الحلول الوسط؟

هذه كلها أسئلة مفتوحة لن يطول انتظار ما تعد به، وتنطوي عليه، من إجابات.