الخميس 26 سبتمبر 2019 / 11:35

ترامب أمام التحدي الأخطر.. كل الاحتمالات مفتوحة

24- زياد الأشقر

قالت الكاتبة دارين صموئيلسن في موقع مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حصل على المساءلة التي كان يقول إنه يسعى إليها، والآن هو يحتاج إلى محامين جدد، واستراتيجية جديدة وحراس جدد كي يكافح من أجل البقاء في معركة قد تتطور بشكل لا يمكن التنبؤ به.

قلل ترامب ووكلاء الدفاع مراراً من شأن إجراءات العزل-وكانوا يبنون استراتيجية مضادة

وشرع الديمقراطيون في إجراءات عزلٍ رسميةٍ الثلاثاء من شأنها أن تستدعي انعقاد سلسلة جديدة من جلسات الاستماع يتوقع محامو ترامب أن تتضمن توجيه أسئلة إلى شهود وتقديم دفوعاتهم الخاصة.

وقال تاي كوب المحامي السابق البارز لترامب الذي قاد الردود الرسمية للرئيس على التحقيق الذي أجراه المحقق الخاص روبرت مولر في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016: "أنا واثق من أن البيت الأبيض سيتعامل مع هذه المسألة بالجدية التي يتطلبها".

تحدّ مختلف
وأشارت الكاتبة إلى أن التحدي الذي يواجهه ترامب هذه المرة مختلف عن أي شيء آخر سبق له أن واجهه في السياسة منذ بدأ سعيه إلى الرئاسة عام 2015. وهذا ليس موضوعاً للنقاش. كما أنه حتى ليس الشيء نفسه الذي يتابعه الديمقراطيون منذ أن سيطروا على مجلس النواب في مطلع العام.

مستوى جديد
ورأت إن بدء إجراءات العزل يأخذ الأمور إلى مستوى جديد بالكامل، حيث يعتبر النواب أن العزل يقدم فرصة قانونية فريدة لاستخراج معلومات ومن ثم تقديم ما يعثرون عليه من أدلة في مبنى الكابيتول هيل الذي يتحول في النهاية إلى محكمة.

وقال مايكل غيرهاردت أستاذ القانون في جامعة نورث كارولاينا ومؤلف كتب عن إجراءات العزل إن "دفاعه (ترامب) سيكون سياسياً، وافترض أنه سيتبجح بعدم حاجته إلى دفاع وبأنه لم يفعل شيئاً خاطئاً، وهو ليس صحيحاً". وحذر من أن الدفاع الأولي الذي يبديه ترامب قد يوقعه في متاعب أكثر مما هو فيه، معتبراُ أن "التحدي في حد ذاته قد يصبح مسألة في صميم إجراءات العزل".

استراتيجية مضادة

وقلل ترامب ووكلاء الدفاع مراراً من شأن إجراءات العزل-وكانوا يبنون استراتيجية مضادة حول هذه الفكرة مفادها أنها لن تؤدي إلى شيء من الناحية السياسية إذا أطلق الديمقراطيون مثل هذه العملية. وخلال التحقيق الذي أجراه مولر، مثلاً، أقر محامو ترامب بأنهم كانوا يهاجمون المحقق الخاص بهدف واضح وهو تشويه سمعة مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي السابق في عيون الجمهوريين والمستقلين الذين لا يستطيعون تحمل دعم خسارته.

ومنذ فاز الديمقراطيون بمجلس النواب، تركزت خطة ترامب على تعطيل مطالب المشرعين وإجبارهم على الدخول في معارك قانونية قد تمتد إلى ما بعد الانتخابات المقبلة. وفي الوقت نفسه، سخر الرئيس ومحاموه من المحققين الديمقراطيين بحجة إن الإقالة المشؤومة التي لا بد أن تموت في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ستساعد الرئيس على كسب التعاطف وتؤدي في النهاية إلى فوزه بولاية رئاسية ثانية عام 2020.

وخلصت الكاتبة إلى أن إجراءات العزل في مجلس النواب، ستشكل اختباراً لفريق الدفاع عن ترامب ولما يكرره الرئيس نفسه من أن هذا الأمر سيصب في مصلحته ومصلحة الجمهوريين عندما يحين آوان انتخابات 2020.