هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي.(أرشيف)
هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي.(أرشيف)
الأحد 29 سبتمبر 2019 / 20:36

التجربة رقم 17

لكم أن تتصوروا شعور الطلبة وهم يعرفون أن تجاربهم التي نفذوها في مدارسهم تنفذ هناك في الفضاء!

ست عشرة تجربة سينفذها رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري في رحلته إلى الفضاء. ست عشرة تجربة تحمل بصمات إماراتية تنفذ في المحطة الفضائية. ستكون هذه التجارب بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية منها الروسية "روسكوسموس"، ووكالة الفضاء الأوروبية "إيسا". لكن ثمة تجارب تخص المدارس في دولة الإمارات العربية المتحدة . تجارب نفذت بأيدي طلاب المدرسة الإماراتية.

فالرائد الإماراتي الأول للفضاء كان في جولة على مدارس الدولة ليشاهد مجموعة من التجارب العلمية في ست عشرة مدرسة ضمن مبادرة العلوم في الفضاء التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء. حضر هزاع المنصوري في المرحلة الأولى من مهمته مع زميله النيادي حصص العلوم في هذه المدارس، وشاهد الطلاب والطالبات وهم يجرون هذه التجارب. وحمل أمانة علمية متعهداً للطلاب بأنه سيقوم بإجرائها مرة أخرى في بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً على متن المحطة لمقارنة النتائج.

لكم أن تتصوروا شعور الطلبة وهم يعرفون أن تجاربهم التي نفذوها في مدارسهم تنفذ هناك في الفضاء!! لكم أن تتخيلوا كيف سيكون شعورهم وهم يرون هذه التجارب في المناهج الإماراتية إثباتاً لنتائج المهمة الأولى للإمارات إلى الفضاء!

ولذا فمن المرجح أن جيلاً كاملاً من الإماراتيين يحلم الآن بالتجربة رقم 17. يبدع في ابتكارها، يتفنن في صياغتها، يبحث بلا كلل، ويعمل دون ملل، فطموحه الفضاء.

احتاج العرب أكثر من ثلاثين سنة ليواصلوا دربهم في عالم الفضاء، فبعد رحلة الأمير سلطان بن سلمان آل سعود عام 1985 والسوري محمد فارس عام 1987 لم يخترق العرب مجال الفضاء حتى جاء الإماراتي هزاع المنصوري وانطلق في رحلته إلى المحطة الفضائية ليجري تجاربه الست عشرة.

بيقين من يعمل وفق خطة، ويرسم المستقبل برؤية واضحة، تضع الإمارات فرضية مؤكدة قائمة على ملاحظات علمية وعمل مهني جاد بأن التجربة رقم 17 للإمارات قادمة بلا جدال. لن نحتاج إلى ثلاثة عقود أخرى من الانتظار. وربما لن نحتاج إلى ثلاث سنوات، الإماراتيون دخلوا عالم الفضاء. والموعد في المريخ.