الإثنين 30 سبتمبر 2019 / 11:55

لماذا تعتبر الصين جو بايدن "في جيبها" لو فاز بالرئاسة؟

كتب رئيس معهد البحوث السكانية ستيفن موشر أن انسحاب الصينيين من المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة منذ ستة أشهر فاجأ الجميع تقريباً. فالمحادثات كانت مستمرة بكثافة متزايدة منذ استلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، وحققت تقدماً ملحوظاً بحلول 2019 ووصلت مسودة الاتفاقية إلى 150 صفحة.

جو بايدن اصطحب ابنه على طائرة نائب الرئيس حين سافر إلى بيجينغ في ديسمبر (كانون الأول) 2013

ووعد النظام الشيوعي فيها بالتخلي عن الكثير من سياساته "الافتراسية" بدءاً من التلاعب بقيمة العملة، وسرقة الملكية الفكرية، ونقل التكنولوجيا الإجباري، والدعم السري لشركاته التكنولوجية المتقدمة. وتضمنت المسودة فرض عقوبات قاسية على الشركات أو الدولة الصينية إذا خرقت الاتفاق.

تغير كل شيء
وأضاف موشر في صحيفة "نيويورك بوست" أن الخبر الذي وصل إلى واشنطن في وقت متأخر من يوم الجمعة 3 مايو (أيار) 2019 غير كل شيء. وشُطب قسم تلو آخر.

قال الأمريكيون الذين اطلعوا على الخبر إن الصين كانت تتراجع عن كل تنازلاتها السابقة. وفي سؤال عما إذا تصرف المفاوضون الصينيون طوال الوقت بخبث، يجيب الكاتب بأن هذا الأمر محتمل لأن للصين تاريخاً طويلاً من السلوك المزدوج.

لكن ورغم ذلك، يعتقد موشر، وهو مؤلف كتاب "متنمر آسيا: حلم الصين تهديد جديد للنظام العالمي"، أن السبب الحقيقي الذي أدى بالصين إلى التراجع عن وعودها، اسمه جو بايدن.

بايدن مثل أوباما..
أنهى نائب الرئيس الأمريكي السابق أشهراً من التكهنات حول مصيره السياسي بالإعلان في 25 أبريل (نيسان) المضي، ترشحه للانتخابات الرئاسية، وفجر الصينيون المفاوضات بعد أيام قليلة. وقرروا تمرير الوقت مقتنعين بأنهم سيحصلون على اتفاق أفضل مع الرئيس بايدن في المستقبل.

ويتمتع الأخير بتاريخ ودي طويل في  العلاقات الأمريكية الصينية. وللجانب الصيني أسباب  تجعله يتوقع أن يغض بايدن الطرف عن سرقة الوظائف، والمصانع والملكية الفكرية الأمريكية، كما فعل أوباما. وأمِلوا على الأرجح أنه في مقابل بضعة وعود فارغة، سيضع رسوم ترامب جانباً بعدما كبلت الاقتصاد الصيني. لكن لبكين سبب آخر لتراهن على بايدن، العقود المغرية التي منحوها لابنه هانتر بايدن.

في جيبها
وثق بيتر شويزر في كتابه "امبراطوريات سرية" أن جو بايدن اصطحب ابنه على طائرة نائب الرئيس عندما سافر إلى بكين في ديسمبر(كانون الأول) 2013.

بعد فترة قصيرة من عودة الثنائي إلى الولايات المتحدة، حصلت شركة هانتر الصغيرة على صفقة أسهم خاصة من الحكومة الصينية بمليار دولار، قبل أن ترتفع لاحقاً إلى 1.5 مليار.

 وينقل موشر عن كتاب شويزر أن "الحكومة الصينية كانت تمول أعمالاً كانت تملكها بالشراكة مع أبناء اثنين من أقوى صناع القرار في أمريكا". وأضاف شومر أنه بات الآن بإمكان القراء معرفة سبب اقتناع قادة بكين بأن جو بايدن، في جيبهم أو على الأقل في محفظتهم.

إعادة التفكير؟
في ذلك الوقت، بدا بايدن رهاناً أكيداً ليس لبكين وحدها بل لدى الكثير من الديموقراطيين. وأشارت استطلاعات رأي مبكرة إلى أنه كان سيتغلب على ترامب. ولهذا السبب على الأرجح، ضيق الصينيون على مفاوضي ترامب.

لكن يبدو الآن أنهم يعيدون التفكير. مجدداً، يعبر المفاوضون المحيط الهادئ جيئة وذهاباً، وتقدم الصينيون ببضع طلبات كبيرة من المنتجات الزراعية. ويذكر شومر أن الوقت وحده سيكشف إذا كانوا يحتاطون من رهانهم على بايدن.

وفي الأثناء، ولأن الأمر مرتبط بترامب، هناك ثمن يجب دفعه مقابل الغدر وفقاً للكاتب.

ما هو هذا الثمن؟
الرسوم أعلى بقليل اليوم وستكون شروط أي اتفاق مستقبلي أقسى. كان نائب الرئيس الحالي مايك بنس واضحاً الخميس حين قال إن واشنطن ستواصل إصرارها على أن تقوم الصين بإصلاحات بارزة في نظامها الاقتصادي، من بينها التخلي عن الحواجز التجارية، وتحويل التكنولوجيا الإجباري.

وأوضح ترامب نفسه أنه في إذا لم يتوصل إلى اتفاق بحلول انتخابات 2020 فسيكون على بكين صعود جبل أقسى في ولايته الثانية.